Off Canvas sidebar is empty

عمان- استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، أخاه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة الذي وصل إلى عمان اليوم الأحد، في زيارة رسمية للمملكة.

ويجري جلالة الملك مع سمو الشيخ تميم، مباحثات تتناول العلاقات الأخوية بين البلدين، والتطورات في المنطقة.

وجرت لضيف الأردن الكبير لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي، مراسم استقبال رسمية، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة للضيف، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني القطري والملكي الأردني.

واستعرض جلالة الملك وسمو الشيخ تميم حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.

وكان في الاستقبال سمو الأمير فيصل بن الحسين، مستشار جلالة الملك، رئيس مجلس السياسات الوطني، وسمو الأمير علي بن الحسين، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، وسمو الأمير هاشم بن الحسين، كبير أمناء جلالة الملك، وسمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، وسمو الأمير راشد بن الحسن.

كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشارو جلالة الملك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، وعدد من الوزراء، وناظر الخاصة الملكية، وإمام الحضرة الهاشمية، وأمين عمان، ومدير الأمن العام، ومحافظ العاصمة، ومساعد مدير المخابرات العامة، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، والسفير الأردني في قطر، والسفير القطري في الأردن، وأركان السفارة.

وازدانت شوارع العاصمة عمان بالأعلام الأردنية والقطرية، ورفعت اليافطات التي حملت عبارات الترحيب بسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ويرافق سمو أمير دولة قطر في الزيارة، وفد رفيع المستوى يضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزير المالية، ورئيس جهاز أمن الدولة، ومساعد رئيس الديوان الأميري، ومدير إدارة الدراسات والبحوث في الديوان الأميري، ومدير إدارة المحافظ الإقليمية في جهاز قطر للاستثمار، ورئيس هيئة التعاون الدولي العسكري في وزارة الدفاع، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية القطرية.

ما الذي يفصل أنقرة عن الحرب مع دمشق

 تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت أونلاين"، حول رهانات أردوغان الخاسرة في سوريا.

وجاء في المقال: فشلت محاولات أنقرة حل مشكلة إدلب، (التي لا تقتصر على إعادة قوات الأسد إلى المواقع التي كانت تشغلها في ديسمبر، إنما ووقف الهجوم السوري ورسم خط جديد فاصل على أساس الوضع الراهن)، من خلال المفاوضات مع موسكو.

وهكذا، يلقي الرئيس التركي بورقته الأخيرة على الطاولة- التهديد بالاجتياح. وبذلك، يحاول أردوغان تخويف السوريين، وابتزاز روسيا بقطع محتمل للعلاقات الروسية التركية.

ولكن، لسوء حظ أردوغان، لا يتحقق، اليوم، لا الهدف الأول ولا الثاني. فالأسد، يؤكد استعداده لمواصلة الهجوم، وموسكو لا تكتفي بتبيان ثمن قطع العلاقات بالنسبة لتركيا (على سبيل المثال، من خلال لقاء وزير الدفاع سيرغي شويغو عدو تركيا في ليبيا المارشال خليفة حفتر)، بل وتصف عملية أنقرة المحتملة في سوريا بأسوأ سيناريو (على حد تعبير دميتري بيسكوف في إجابته عن أسئلة الصحفيين)، مبينة أن تركيا إذا شنت هجوما، فلن تواجه فقط الجيشين السوري والإيراني (طهران، بالطبع، لن تتخلى عن حليفتها في محنتها)، إنما والجيش الروسي.

وهنا يجد أردوغان نفسه في وضع لا يعجبه إطلاقا... فإذا لم يبدأ الحرب في إدلب وسلّم المحافظة للأسد، فسوف يخسر الكثير. سيخسر، مثلا، شعبيته. فسوف يتهم القوميون الأتراك أردوغان بالضعف والتخلّي عن الطموحات التركية العظيمة.

أما إذا بدأ أردوغان عملية عسكرية في إدلب، فلن يخسر الكثير، إنما كل شيء، أي سلطته، وربما حياته. يمكن للجيش التركي، بالطبع، سحق الجيش السوري، لكنه لن يستطيع مواجهة تحالف سوري إيراني روسي على الأراضي السورية. سيحصل أردوغان، بعد دخوله الحرب على أرضٍ أجنبية، على مئات التوابيت، والحد الأدنى من دعم حلفاء الناتو، بالإضافة إلى انخفاض حاد في شعبيته.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان

موسكو - حذرت روسيا تركيا من شن أي هجوم على القوات السورية بعدما هدد الرئيس التركي بتنفيذ عملية وشيكة في منطقة إدلب السورية. جاء ذلك بعد فشل المحادثات بين أنقرة وموسكو حول الوضع في إدلب

أعلن الكرملين أن تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد قوات الحكومة السورية في منطقة إدلب سيكون أسوأ سيناريو. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات للصحفيين اليوم الأربعاء (19 شباط/ فبراير 2020) إن موسكو تعارض بشدة تنفيذ هذه العملية لكن روسيا وتركيا ستبقيان على تواصل لمحاولة منع تصاعد التوتر في إدلب أكثر.
مختارات

وقال بيسكوف "اذا كان الأمر يتعلق بعملية ضد السلطات الشرعية للجمهورية السورية والقوات المسلحة للجمهورية السورية فهذا سيكون بالطبع أسوأ سيناريو". لكنه أضاف بأن موسكو لن تعترض فيما إذا تحركت تركيا ضد "مجموعات إرهابية في إدلب" طبقا للاتفاقيات القائمة. وأشار إلى أن "الاتصالات مع تركيا مستمرة".

جاء ذلك بعد أن هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء باطلاق هجوم عسكري "وشيك" في إدلب بشمال غرب سوريا حيث جرت مواجهات في الأسابيع الماضية بين قوات تركية وقوات النظام السوري.

وفي الخطاب الذي ألقاه أردوغان أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية، طالب النظام السوري بالانسحاب من بعض المواقع في إدلب بحلول نهاية الشهر الحالي قائلا "هذا آخر تحذيراتنا. بات شن عملية في إدلب وشيكا". وأضاف "قمنا بكل الاستعدادات كي نتمكن من تنفيذ خططنا. ... نحن عازمون على جعل إدلب منطقة آمنة لتركيا ولكل المواطنين المحليين مهما كلف الثمن".
مشاهدة الفيديو 02:10
معركة إدلب .. تعزيزات عسكرية تركية وتقدم عسكري حكومي في المحافظة

 وتأتي هذه التهديدات في وقت فشلت المحادثات بين أنقرة وموسكو، في تخفيف حدة التوتر في منطقة إدلب. وقال أردوغان "مع الأسف، لا المحادثات التي جرت بين بلادنا وروسيا ولا المفاوضات التي جرت على الأرض سمحت لنا بالتوصل للنتيجة التي نريدها". وأضاف "نحن بعيدون جدا عن النقطة التي نريد الوصول إليها، هذه حقيقة. لكن المحادثات (مع الروس) ستتواصل".

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أيضا اليوم الأربعاء أن روسيا وتركيا لم تتوصلا لاتفاق خلال محادثات في موسكو كانت تهدف لتخفيف التوتر فيما يتعلق بمحافظة إدلب. وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي أن قوات الحكومة السورية، التي تشن هجوما في إدلب، ملتزمة بالاتفاقيات السابقة الخاصة بالمنطقة لكنها ترد أيضا على الاستفزازات.

وتابع قائلا إن هجمات المسلحين على القوات السورية والروسية في إدلب مستمرة.

وقد بدأت قوات النظام السوري بدعم روسي هجوما واسعا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بمناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل أخرى تدعمها تركيا.

وعززت تركيا مواقعها العسكرية في إدلب في الأسابيع الأخيرة، واشتبكت مع القوات السورية. ووجهت إنذارات عدة لدمشق، وهددت بضرب قواتها "في كل مكان" في حال كررت اعتداءاتها على القوات التركية المنتشرة في إدلب.

وودفع التصعيد منذ ذلك الحين بنحو 900 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، للفرار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع.

ع.ج/ ح.ز (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

تفاصيل لم ترو عن

 دمشق - لم تظهر إلى العلن بعد كل تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، ومنها استهداف مطار دمشق، أثناء وجود طائرة مدنية وخسارة سوريا لطيار آخر من طياريها.

لأكثر من مرة، وأكثر من سبب، تأجل انطلاق الرحلة 202 المتجهة من القاهرة إلى دمشق، لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، ومن السادسة مساء يوم الخميس الماضي حتى التاسعة والنصف.

تأخير جعل وصولها يتزامن تقريبا مع اعتداءات لم تستثن مطار العاصمة السورية، وفي سيناريو يكاد يكون مشابها لما حصل في اعتداء سابق، عندما اضطرت طائرة مدنية "تزامن" وصولها مع القصف، إلى تحويل مسارها باتجاه مطار حميميم كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية آنذاك، ووقتها استطاع الملاحون الجويون أن يتصرفوا بمهنية عالية لتحويل المسار وتجنب كارثة.

ويوم الخميس الماضي كان المطار يشهد حدثا مشابها:

يتحدث الكابتن البحري محمد محفوظ لـRT عن حالة الهلع التي عاشها المسافرون أثناء تساقط القذائف، ويقول إن التوقيت تزامن مع خروجهم من صالة الواصلين:

"لما طلعنا من الصالة، وقبل أن نستنشق الهواء السوري، بدأت القذائف" ويصف محفوظ كيف بدأ الصراخ وحالة الخوف التي جعلت البعض ينبطحون أرضا، "كان هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ولم يكن أحد يفهم ما يحدث: مطار مدني فلماذا يستهدف؟"

كان محفوظ عائدا بعدما أنهى عقده في الإسكندرية في مصر، وكان موعد إقلاع الطائرة محددا في السادسة مساء، "أخبرونا بتأجيل الانطلاق حتى الثامنة، ثم عادوا وأخبرونا بتأجيله حتى التاسعة والنصف، وحين سألنا قالوا إن ثمة خطأ ميكانيكيا، ثم أخبرونا أن التأخير من المطار في سوريا، ثم قالوا إن ثمة زحاما في مدرجات مطار القاهرة"

في التاسعة والنصف انطلقت الرحلة، لتصل في الحادية عشرة والنصف تقريبا أي قبل حوالي ربع ساعة من بدء الاعتداءات الإسرائيلية.

شخص آخر كان على متن تلك الرحلة، تحدث لـ RT وفضل ألا يذكر اسمه، قائلا "إن القذائف طالت مدرج المطار وصالة الاستقبال"، كما شاهد قذائف تستهدف خزانات سادكوب، "سقطت قذيفة في المحرس الذي يقع أول المطار كان بعيدا عني بنحو 20 مترا، والحمد لله لم يكن أحد داخله"

ويضيف أن القذائف استهدفت مدرج المطار رغم وجود طائرة عليه كانت تستعد للمغادرة إلى العراق.

 
ار تي

موسكو -  تحت العنوان أعلاه، كتبت نتاليا ماكاروفا، في "فزغلياد"، حول الثمن الذي سوف تدفعه تركيا إذا تجرأت على إسقاط طائرة روسية فوق سوريا.

وجاء في المقال: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن "الطائرات التي قصفت المدنيين في إدلب لن تطير بعد اليوم بحرية"، وأضاف أنه لن يتردد في إصدار أمر بضرب الأهداف التي تشكل تهديدا مباشرا لقواته في المنطقة.

وفي الصدد، قال الباحث السياسي غيفورغ ميرزايان لـ"فزغلياد"، معلّقا على توعد أردوغان بإسقاط جميع الطائرات فوق إدلب: "إذا أسقطت تركيا طائرة روسية فوق الأراضي السورية، بزعم أنها يمكن أن تشكل تهديدا للقوات التركية، فإن أحداث العام 2015 ستبدو أشبه بجلدة خفيفة. هذه المرة ستكون هناك ضربة منظمة على جميع الجبهات".

وأضاف: "إذا أسقط الرئيس التركي طائرة حربية أو مروحية سورية، وإذا تم ذلك ردا على ضربة في سوريا، فقد يكون ذلك مفهوما، ويمكن تسوية هذا الوضع، أما إذا باشرت تركيا أعمالا عدوانية منهجية ضد سوريا، فيجب أن لا ننسى أن هناك على أراضي سوريا، وفي عمق القوات السورية، نقاط مراقبة تركية مطوقة وفيها مئات الجنود، وهؤلاء سيصبحون رهائن ولن يحتفي بهم السوريون".

ولاحظ ضيف الصحيفة أن أردوغان في حاجة إلى إقناع شعبه بأنه "لا يستسلم" ويحمي حلفاء تركيا في المنطقة، وقال: "نحن نتفهم ذلك، ومستعدون لقبوله على مستوى الخطاب، ولكن ليس عندما يتحول إلى أعمال حقيقية".

إلى ذلك، فلا يتوقع ميرزايان أن تقدّم الولايات المتحدة أو غيرها من دول الناتو أي مساعدة عسكرية فعالة لأردوغان.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

شعار المخابرات الأمريكية وشعار نظيرتها الألمانية
برلين - فتحت السلطات السويسرية تحقيقاً، بعد ما جاء في تقارير إعلامية عن استغلال المخابرات الأمريكية والألمانية لشركة سويسرية في التجسس على 100 دولة كانت تتعامل مع شركة مختصة في منتجات التشفير.

ساهم التعاون بين جهازي المخابرات الألماني والأمريكي في التجسس على أكثر من 100 دولة باستخدام شركة "كريبتو إيه جى " السويسرية

ذكرت تقارير إعلامية، اليوم الثلاثاء (11 فبراير/شباط)، أن المخابرات الخارجية الألمانية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سي آي ايه، تجسستا من خلال شركة تشفير سويسرية، وعلى مدى عقود على أكثر من 100 دولة.

واستندت كل من صحيفة "واشنطن بوست" والقناة الثانية بالتلفزيون الألماني و التلفزيون السويسري في تقاريرهم، إلى ملفات أعدتها قيادات في جهازي المخابرات، وهي الملفات التي خضعت للتحليل من قبل المصادر الإعلامية الثلاثة.

وأمر المجلس الفيدرالي السويسري بالتحقيق في إطار الأبحاث الاستقصائية التي تجرى بهذا الشأن.

وفقا لهذه التقارير الإعلامية فإن الحكومات في جميع أنحاء العالم كانت تثق بشركة "كريبتو إيه جى" السويسرية المساهمة لمنتجات التشفير، دون أن تعلم أن الشركة كانت مملوكة للـ سي آي ايه والمخابرات الألمانية منذ عام 1970، وأن هذين الجهازين الاستخباريين كانا قادرين على فك الشفرات التي تستخدمها الدول.
مقر شركة كريبتو إيه جى السويسرية المساهمة لمنتجات التشفير

من جانبه أكد بِرند شميدباور، الوزير الألماني الأسبق لشؤون ديوان المستشارية، في تصريح للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني، هذه العمليات الاستخباراتية، وقال إن المخابرات الألمانية أنهت تعاونها مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اعتباراً من عام 1993.

وأوضحت المخابرات الألمانية، رداً على استفسار بهذا الشأن من جانب وكالة الأنباء الألمانية، اليوم أن "المخابرات الألمانية لا ترد علنا، من ناحية المبدأ، على استفسارات فيما يتعلق بشؤون عملها التنفيذي".

ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" فإن الوثائق التي تم تحليلها تشير إلى أن أكثر من 120 دولة استخدمت تقنية التشفير الخاصة بالشركة المذكورة، في الفترة بين خمسينات القرن الماضي وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وقالت الصحيفة إنه وعندما كانت الشركة ملكاً لـ سي آي ايه و المخابرات الألمانية، فإنهما كسبتا ملايين الدولارات من وراء الشركة.

واقتبست القناة الثانية بالتلفزيون الألماني، من الملفات ما نصه: "كانت الأرباح السنوية تضاف لموازنة المخابرات الألمانية... ولم تكن هناك رقابة على هذه الأموال من قبل لجنة الموازنة في البرلمان أو الجهاز المركزي للمحاسبات في ألمانيا".

dw

Image
طرابلس - تتوافد بشكل متواتر دفعات جديدة من المقاتلين السوريين الذين ترعاهم تركيا وتغريهم بطرق عدة إلى ليبيا، كما كشفت تقارير خبرية وأمنية. وكشف محللون لـDW عربية أن خطرهم سيهدد دول المنطقة على المدى الطويل.

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهاية العام الماضي "أن الطريق المؤدي للسلام في ليبيا يمر عبر بلاده". وفي تصريح آخر أدلى به لصحيفة "بوليتيكو" الأوروبية، نشرته بتاريخ 18 كانون الثاني/ يناير 2020، قال أردوغان "إن ترك ليبيا تحت رحمة بارون حرب سيكون خطأ تاريخيا"، وأضاف محذرا بأن "المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة التي منيت بهزيمة عسكرية في سوريا والعراق، ستجد تربة خصبة (في ليبيا) وستقف على قدميها".

لكنّ هذه التحذيرات صارت حقيقة وواقعا ملموسا على أرض الواقع، فقد كشفت العديد من التقارير وصول دفعات جديدة من المقاتلين السوريين المنتسبين إلى تنظيمات ترعاها تركيا إلى الأراضي الليبية قادمين من سوريا.

تقارير وشهود عيان يرصدون الجهاديين القادمين من تركيا

نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالا ـ استنادا إلى مصادرها ـ يفيد أن حوالي ألفين من المقاتلين السوريين ينشطون حاليا داخل وحدات أبرزها وحدة أطلق عليها اسم زعيم المقاومة الليبية عمر المختار. أما مصادر أخرى فترى أن أعدادهم أكثر بكثير. وفي حديث لموقع DW عربية مع رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن "عدد المقاتلين وصل إلى أربعة آلاف مقاتل ينقسمون إلى جزئين؛ سوريون ومقاتلون مرتزقة من عشرة فصائل كانوا ضمن المقاتلين الجهاديين بسوريا". ويتم نقل المقاتلين "على متن الطائرات الليبية من الحدود السورية التركية إلى الأراضي الليبية"، يردف رامي عبد الرحمن.
بدوره يؤكد ميركو كايلبيرت الخبير الألماني في الشأن الليبي هذه المعلومات، وقال في حديث مع DW: "تم رصد طائرات تابعة للخطوط الجوية الليبية وطائرات ليبية خاصة حطت بليبيا والكثير من التقارير والأشخاص الذين تواصلت معهم في عين المكان يؤكدون أن الأمر يتعلق بمقاتلين سوريين".

وحسب صحيفة "غارديان" فإن المقاتلين وقعوا عقودًا مدتها ستة أشهر مباشرة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، وليس مع الجيش التركي، مقابل 2000 دولار شهريًا. وفي نفس السياق أوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "تركيا تعد المقاتلين بالحصول على الجنسية التركية مقابل مشاركتهم في المعارك في ليبيا. ومن يلقى حتفه يصل عائلته مبلغ 500 دولار لمدة سنتين". وتقول الخبيرة الألمانية في شؤون شمال افريقيا فيكتوريا ريتيغ بأنه "من المألوف أن تمنح دولة ما جنسيتها كمكافأة لأشخاص أجانب أسدوا لها خدمات معينة من أجل حمايتهم عبر منحهم حق العيش على اراضيها مستقبلا بشكل قانوني".

في هذا السياق، أكد الناطق باسم "الجيش الوطني الليبي " أحمد المسماري، أن أردوغان يستهدف إرسال 18 ألف عنصر. وأتهم المسماري رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ب"دفع مليون دولار لكل قائد فصيل كي يرسل عناصره السورية للقتال في ليبيا". ونشرت عدة مواقع ليبية تغريدات وأشرطة توضح المسارات التي يدخل منها المقاتلون إلى الأراضي الليبية:

تركيا وحكومة الوفاق تنفيان !

من جانبها، قالت الأمم المتحدة في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي إن بعض الدول التي تدعم الفصائل المتناحرة في ليبيا انتهكت حظر الأسلحة بعد مؤتمر برلين، دون أن تحدد هذه الدول. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم مباشرة نظيره التركي بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها في مؤتمر دولي بشأن ليبيا بعد وصول سفن حربية تركية ومقاتلين سوريين إلى ليبيا. وقال ماكرون "شاهدنا في الأيام الأخيرة وصول سفن حربية تركية برفقة مرتزقة سوريين إلى الأراضي الليبية. هذا انتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه في برلين. إنه إخلاف للوعد".

غير أن تركيا تنفي إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا. وحملت تركيا فرنسا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا. وقال  المتحدّث باسم وزراة الخارجيّة التركيّة حامي أقصوي في بيان "لم يعد سرًّا بالنسبة إلى أحد أنّ هذه البلاد (فرنسا) تُقدّم دعمًا لا مشروط لقوّات (رجل شرق ليبيا القويّ المشير خليفة) حفتر، لتكون صاحبة الكلمة على موارد ليبيا الطبيعيّة". وأضاف أقصوي أن دعم باريس ودول أخرى لحفتر الذي يشنّ هجومًا ضدّ "الحكومة الشرعيّة"، يُشكّل "أكبر تهديد لوحدة أراضي ليبيا وسيادتها".

بدوره، نفى الناطق باسم وزارة خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد القبلاوي، في تصريحات سابقة نقلتها "بوابة أفريقيا الإخبارية" بتاريخ 06 شباط / فبراير الجاري "وجود مقاتلين سوريين في صفوف قوات الوفاق، وفسّر التعاون مع تركيا قائلا: "اتفاقنا مع الدولة التركية لإرسال خبراء، وهم يتواجدون في طرابلس بهدف تدريب عناصرنا".

بيد أن الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر لا يتهم تركيا بإرسال المقاتلين السابقين في سوريا فحسب، بل ويتهمها بنقل الأسلحة إلى مقاتلي قوات الوفاق الوطني، كما جاء في إحدى تغريدات الجيش الوطني عبر حسابه بتويتر.

"أردوغان يقلد استراتيجية بوتين"

في السنوات القليلة الأخيرة دأبت تركيا على أن يكون لها حضور في مناطق الأزمات في الشرق الأوسط. وتبقى ليبيا أحدث مثال على ذلك. ويشرح ميركو كايلبيرت الخبير الألماني في الشأن الليبي التحرك التركي بالقول: تركيا تأثرت بالاستراتيجية الروسية وتريد التدخل في ليبيا كما فعلت في سوريا لأهداف اقتصادية وللضغط على أوروبا وأيضا ليكون لديها دور في المستقبل خلال فترة إعادة البناء"، ويضيف الخبير الألماني في حديث مع DW عربية بأن " تركيا لديها مصالح اقتصادية في عدد من البلدان الإفريقية كمالي وكينيا وهي تحاول التأثير في تلك المناطق عن طريق الدين".

المقاتلون مصدر تهديد لبلدان شمال افريقيا

كما كان الحال في العراق وسوريا فمن بين الأسئلة المطروحة؛ السؤال المتعلق بمستقبل المقاتلين. وترى الخبيرة الألمانية فيكتوريا ريتيغ في حوار مع DW أن حصولهم على الجنسية التركية يعني ضمنيا قدرتهم على التحرك في اتجاهات مختلفة: "يمكن للسوري الحامل لجواز سفر تركي الحصول على تأشيرة للولايات المتحدة الأمريكية أو منطقة شنغن، والتي ستكون صعبة أو مستحيلة حاليًا باستخدام جواز سفر سوري". لكنه ليس من السهل التكهن بمستقبلهم بعد نهاية المعارك؛ تضيف الخبيرة الألمانية.

 وفي نفس السياق ترى لاورا كابيس كيشريرد، الخبيرة الألمانية في شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أن "خطورة المقاتلين الإسلاميين في ليبيا ستكون مطروحة أمام البلدان المجاورة لليبيا، لكن ذلك سيكون على المدى البعيد". وتضيف ذات الخبيرة أنه "كلما ازداد عدد المقاتلين الإسلاميين القادمين من سوريا إلى ليبيا، سيصير عليهم من الصعب العودة  إلى سوريا أو تركيا، ما يعني أنّ نسبة كبيرة منهم ستظل في ليبيا لمدة أطول أو تفر إلى البلدان المجاورة لها".

وفي ظل تمسك تركيا بنهجها في الأراضي الليبية وفشل المجتمع الدولي في ثنيها عن إرسال المقاتلين يرى مراقبون أن خروج الليبيين من النفق المظلم سيبقى بعيد المنال.