Off Canvas sidebar is empty

https://www.visitdubai.com/-/media/dctcm/events/art%20dubai%20new/artdubai-hero-desktop-events-spotlight-1200x400.jpg?h=400&w=1200&responsive=1&crop=1

دبي - شووفي نيوز - كشف معرض «آرت دبي» عن القائمة الكاملة للمعارض المشاركة في نسخته الرابعة عشرة، ويشهد المعرض مشاركة أكثر من 90 معرضاً متنوعاً من 40 بلداً، في مزيج متنوع من الأعمال الفنية المميزة لفنانين مبدعين بممارسات فنية مبتكرة، الأمر الذي يرسخ مكانته العالمية ملتقى فنياً يعكس هوية دبي الفريدة، التي تتناغم فيها الثقافات المتنوعة.

حوارات بناءة

ويؤكد «آرت دبي» 2020 التزامه بتقديم منصة للاستكشاف، تخوض في وجهات النظر العالمية وتوسع الحوارات البناءة، بما يتجاوز النطاقات التقليدية التي تكبلها الحدود الجغرافية ويقودها الغرب.

وتستقبل النسخة المقبلة من المعرض 21 معرضاً يشاركون للمرة الأولى من نيجيريا، والسودان، وفيتنام، وسيضم أكبر تشكيلة من المعارض المشاركة حتى اليوم من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

قراءات جديدة

وفي معرض تعليقه على فعاليات نسخة هذا العام، قال بابلو ديلفال المدير الفني لآرت دبي: «لدى اختيار المعارض المشاركة في النسخة الرابعة عشرة من المعرض، حرصنا على استكشاف عمق الطاقات الكامنة في منطقة الجنوب العالمي، وتقديم قراءات جديدة عما يدور في خلد الفنون العالمية، بدءاً من الفنون الشهيرة إلى الصاعدة. وقد عززت الأعمال المميزة للقيمين الفنيين، الذين وقع الاختيار عليهم لنسخة عام 2020 من مسيرة نجاح «آرت دبي»، بما يتيح للزوار استكشاف الفنون والثقافة والتعمق فيها من منظور فريد».

وفي نسخته لعام 2020، يتعاون «آرت دبي» مع نخبة من رواد القيمين من مناطق مختلفة تضم الهند ولبنان وألمانيا وجنوب إفريقيا. ويطلع الزوار على قراءات جديدة ضمن أربعة أقسام رئيسة للمعرض، تتناول عدداً من المناطق الجغرافية وقصصاً فنية لم يتم ذكرها كثيراً.

ويعود معرض ريزيدنتس للمرة الثالثة مع تركيز على القارة الإفريقية ويدعو مجموعة مختارة من الفنانين للإقامة في دولة الإمارات، للاطلاع على المشهد الفني المحلي وتقديم أعمال جديدة، ليتم الكشف عنها في المعرض. وفي أضخم نسخة منه على الإطلاق، يضم «آرت دبي مودرن» عروضاً تقديمية خضعت لتقييم طفيف وتسلط الضوء على أساتذة الفن المعاصرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

وفي أعقاب إطلاقه في عام 2019، تضم النسخة الثانية من معرض «بوابة» عروضاً تم إنشاؤها العام الماضي وتصورها خصيصاً للمعرض، وتكشف عن وجهات نظرة بديلة من منطقة الشرق الأوسط ووسط وجنوب وجنوب شرق آسيا وحولها، ومنطقة أفريقيا وأمريكا اللاتينية. أما «آرت دبي كونتمبراري»، فيكشف عن معارض من شتى أرجاء العالم، تتنوع بين المشاهد الفنية الناشئة إلى أخرى أكثر شهرة.

مواكبة

ويفتتح «آرت دبي» أبوابه قبيل انطلاق فعاليات الحدث العالمي إكسبو 2020 دبي، والذي يعتبر أول دورة إكسبو يتم تنظمها في المنطقة، بدءاً من 20 أكتوبر 2020 وحتى 10 أبريل 2021.

ويقام «آرت دبي» تحت رعاية جوليوس باير وبياجيه، وذلك في مدينة جميرا. وتعتبر هيئة دبي للثقافة والفنون الشريك الاستراتيجي للمعرض وتدعم برنامج التعليمي الممتد على مدار العام. كما تتفرد «بي أم دبليو» بكونها الشريك الحصري للسيارات في «آرت دبي».

وتشهد نسخة 2020 من «آرت دبي كونتمبراري» مشاركة مجموعة مختارة، تضم 55 معرضاً تنسجم مع تركيز المعرض على إثراء الحوارات التي تتخطى مراكز إنتاج الفنون التقليدية. وتتضمن هذه النسخة مجموعة متنوعة من العارضين من ضمنهم غاليري أديس فاين آرت (أديس أبابا /‏‏‏ لندن)، وغاليري كومبتوار دي مين (مراكش)، وغاليري إكسبيريمنتر (كلكتا)، وغاليري سيلفرلنس (ماكاتي)، وغاليري زيلبرمان (إسطنبول/‏‏‏ برلين).

كما يرحب «آرت دبي كونتمبراري» بعودة عدد من المعارض الفنية الكبرى من المنطقة مثل غاليري سفير سلمر (هامبورغ/‏‏‏ بيروت) وغاليري أثر (جدة) وداستانز بيسمنت (طهران) و10 من المعارض المحلية من دبي منها غاليري أيام، وغاليري كاربون 12، وغاليري إيزابيلا فان دين إيند، وغاليري ثيرد لاين.

وستشهد نسخته لعام 2019 عودة عدد من المعارض الفنية المميزة مثل غاليريا كونتينوا (سان جيميغنانو /‏‏‏ بكين/‏‏‏ لي مولينز/‏‏‏ هافانا)، وغاليريا فرانكو نويرو (تورين)، وغاليري كرينزينغر (فينا)، وغاليري تمبلون (باريس/‏‏‏ بروكسل).

فن حديث

وتستعرض النسخة الأكبر على الإطلاق من قسم مودرن 19مجموعة مميزة لعمالقة الفن الحديث، وتتيح للزوار التفاعل مع طيف واسع من الأساليب الفنية الحديثة من مختلف المدن الأردنية، والسودانية، والسورية، والفلسطينية، واللبنانية، والمصرية، والمغربية، والنيجيرية، والهندية. وتشهد نسخته لعام 2020 عودة عدد من المعارض المميزة مثل أجيال آرت غاليري (بيروت)، وغاليري آرت توكس (القاهرة).

بوابة

يعود معرض بوابة بنسخته الثانية بإدارة القيّمة والباحثة الثقافية نانسي أداجانيا من مومباي، ويقدم مجموعة من وجهات النظر المتنوعة تأكيداً لتركيز «آرت دبي» على القصص وأساليب السرد المتنوعة.

رزيدنتس

وبإدارة القيّمة الفنية كابيلو مالاتسي من جوهانسبرغ، يعود رزيدنتس في عام 2020 بنسخته الثالثة التي تركز على القارة الإفريقية ويستعرض أعمالاً فردية من المعارض المدعوة، التي شارك فنانوها في برنامج الإقامة بدولة الإمارات. ويشجع برنامج الإقامة الفنانين على استكشاف الفنون والثقافات المحلية والتفاعل معها.

 

مكانة متفردة

أكدت الخبيرة الفنية أنيكا جوليا، مساعدة كبار الشخصيات في "آرت دبي"، الأهمية العالمية للحدث، موضحة تربعه على عرش المعارض والفعاليات المتخصصة في حقل الفن المعاصر بعالمنا.

كما أشارت إلى أن عشاق الفن ومقتني اللوحات أصبحوا يفدون من كافة الدول لمتابعة فعاليات المعرض وما يتضمنه من روائع مدهشة ومتجددة في كل دورة، خصوصاً وأنه بات يشكل واحة متميزة للإبحار في عوالم ومدارس الفنون العصرية وكذا توجهاتها المستقبلية المتوقعة، إلى جانب حقيقة وميزة أن أعماله ترصد كافة تفاصيل التناغم والانسجام بين الحضارات والثقافات العالمية بمكوناتها الثرية.

الصورة من فعاليات الدورات السابقة- البيان

Vincent van Gogh - Self-portrait with grey felt hat - Google Art Project.jpg

 أكد خبراء، بعد عقود من الشك، أن اللوحة الكئيبة التي رسمها فان غوخ لنفسه أصلية، حيث يزعمون أنها العمل الوحيد الذي قام به الرسام الهولندي العبقري أثناء معاناته من الذهان.

وأكمل الرسام الهولندي هذا الرسم في عام 1889، والتي تتميز بألوان زرقاء وصفراء في الخلفية، واشتراها متحف  National Gallery في أوسلو بالنرويج، عام 1910، ولكن نشأت موجة من المخاوف بشأن زيفها منذ عام 1970.

وبعد خمس سنوات من إرسالها إلى خبراء هولنديين لإجراء الاختبارات عليها، أعلن متحف فان غوخ في أمستردام، الاثنين 20 يناير، أن اللوحة "أصلية".

وباستخدام تحليل الأشعة السينية للقماش، ودراسات الأعمال الفنية لفان غوخ والاستعانة بالرسائل التي بعثها إلى شقيقه ثيو، أثبت الخبراء أنه وقع رسم اللوحة أثناء وجود فان غوخ في مستشفى سان ريمي بفرنسا، أواخر صيف عام 1889، عندما كان يعاني من نوبة ذهان.

وقال لويس فان تيلبورغ، الباحث البارز في متحف فان غوخ، لوكالة "فرانس برس، إن اللوحة كانت موضع شك لفترة طويلة، مضيفا: "أن فحصا تفصيليا للعمل الفني أثبت أن المشككين في أصليته كانوا على خطأ".

وتابع: ”إذا فحصت اللوحة بالكامل.. سترى أن هناك أوجه تشابه بالفعل، بينها وبين أعمال فان غوخ الأخرى".

وأوضح أنه على الرغم من التشابه في العديد من الأوجه، إلا أن اللوحة كان لها جوانب معينة مختلفة عن اللوحات الأخرى، "ولذلك كان علينا إيجاد تفسير لهذا، وكان الأمر صعبا".

وتابع فان تيلبورغ أن الاختلافات التي أثارت الشك منذ البداية كانت في الحقيقة مقصودة إذ سعى بها فان غوخ لتصوير حالته العقلية المتدهورة باستخدام ألوان ودرجات داكنة أكثر ومعكرة بدلا من درجات الأزرق والأخضر المليء بالحياة التي كان يستخدمها في أعماله الأخرى.

وقال: ”نرى مريضا فزعا .. شخص ينظر لنفسه في المرآة ويرى شخصا تغير للأبد".

وقبل عام من رسم اللوحة، قطع فان غوخ أذنه بعد مشادة مع صديقه الرسام بول غوغان، ثم بدأت بعدها رحلته الطويلة داخل المستشفيات والملاجئ، وتوفي الرسام العبقري منتحرا بالرصاص، بعمر 37 عاما في سنة 1890.

المصدر: ديلي ميل

https://farm9.staticflickr.com/8515/8552847802_6ae128429f_b.jpg

ميلانو - هذا الكم الهائل من الجمال يؤشر على مهارة الفنان فقد اتسمّ فنّ القرن التاسع عشر في ايطاليا باهتمامه بإبراز الجانب المتفائل من الحياة الذي كان يعكسه أسلوب حياة الطبقات الرفيعة من المجتمع والذي كان يتّسم بالإثارة والغرائبية.
في ذلك الوقت، اقتفى عدد كبير من الرسّامين الايطاليين خطى الفنّان الاسباني ماريانو خوسيه فورتوني الذي كان يغمر مناظره بالألوان الباذخة والتفاصيل الحسّية. وكان من بين هؤلاء كلّ من جيوفاني بولديني وجوسيبي دي نيتيس ودومينيكو موريللي وغيرهم.
كان فورتوني بمثابة الأب الروحيّ للعديد من الرسّامين الايطاليين. وقد وصل إلى ريف ايطاليا في سبعينات ذلك القرن حاملا معه من بلده الدفء واللون والنكهة الخاصّة وأجواء المرح والاستمتاع بالحياة التي تُصوّرها لوحاته.
النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان صارخا بصالوناته ورقصاته وكرنفالاته وحفلاته التنكّرية. وكانت السنوات الثلاثون من 1860 وحتي 1890 سنوات الأمل والإثارة والثقة، بحيث لم تتكرّر أبدا في التاريخ اللاحق للفنّ في ايطاليا.
ولوحات ذلك العصر كانت تمتلئ بالوجوه البورجوازية، وبعضها كان يتضمّن تعليقات اجتماعية أو يحتفي بمناسبات وطنية أو دينية. كانت هناك طبقات اجتماعية في طور التشكّل، وترافق ذلك مع توحيد ايطاليا في دولة واحدة على يد جيوسيبي غاريبالدي.
فيتوريو ماتيو كوركوس كان احد الرسّامين الذين عاصروا تلك الفترة التي أصبحت تُسمّى في الأدب والفنّ بـ الزمن الجميل . وقد بدأت تلك المرحلة في فرنسا ثم انتقلت إلى بقيّة أنحاء أوربّا وانتهت مع بداية الحرب العالمية الأولى.
كان كوركوس يختار للوحاته مواضيع حديثة مثل البورتريهات النسائية ومظاهر الحياة اليومية. وكانت نساء الطبقات الغنيّة احد مواضيعه المهمّة. كان يرسمهنّ في أوقات فراغهنّ وهنّ يتسلّين بقراءة رواية أو يمسكن بمراوح أو يستمعن إلى الموسيقى أو يركّزن أنظارهنّ على شيء ما. وكانت رسوماته تبالغ في تصوير أحذية الحرير والأيادي البيضاء والأذرع العارية والأقدام الصغيرة.
في هذه اللوحة، يرسم الفنّان ثلاث نساء يجلسن على الشاطئ، بينما يظهر خلفهنّ منظر لبحر وسفن. الملابس والهيئات المرفّهة للنساء تشي بمكانتهنّ الاجتماعية الرفيعة. والأسلوب الذي رُسمت به النساء والملابس قريب من أسلوب بولديني ودي نيتيس من حيث استخدام الألوان الحيّة وضربات الفرشاة السائلة.
أما المكان الذي تصوّره اللوحة فيُسمّى ميتزوجورنو، وهو مصطلح جغرافي يشير إلى المناطق الساحلية الجنوبية من ايطاليا التي اشتهرت بشواطئها الجميلة وغاباتها وجبالها وقصورها التاريخية ومواقعها الأثرية المهمّة، بما في ذلك أطلال بومبي الشهيرة.
ولد فيتوريو ماتيو كوركوس في ليفورنو بإيطاليا في أكتوبر 1859، ودرس الرسم على يد مواطنه دومينيكو موريللي الذي كان مشهورا بلوحاته ذات المواضيع الأدبية غالبا. وفي عام 1880 انتقل الرسّام إلى باريس حيث كان يتردّد على محترف الرسّام ليون بونا الذي كان متخصّصا في رسم بورتريهات لأفراد الطبقات الباريسية المتوسّطة. وبعد ذلك أصبح كوركوس جزءا من نخبة الفنّ في باريس.
في عام 1886 عاد الرسّام إلى ايطاليا واستقرّ في فلورنسا حيث كان يعرض لوحاته هناك باستمرار. وكانت أعماله النابضة بالحياة والمشيعة للبهجة تُستقبل استقبالا حسنا في أوساط فلورنسا الثقافية والفنّية. ومن بين أشهر أعماله التي أنجزها في تلك الفترة لوحة جميلة ومعبّرة بعنوان أحلام تظهر فيها ابنة صديقه الأديب والكاتب جاك لا بولينا وهي جالسة على مقعد خشبي وإلى جوارها مجموعة من الكتب.
في مطلع القرن العشرين أصبحت شهرة كوركوس كرسّام بورتريه تتجاوز حدود ايطاليا لتصل إلى جميع أنحاء أوربّا. وقد ذهب إلى ألمانيا حيث رسم بورتريها للإمبراطور وليام الثاني وزوجته وكذلك لشخصيات مهمّة أخرى هناك.
توفّي فيتوريو كوركوس في فلورنسا في نوفمبر من عام 1933م. ولوحاته تتوزّع اليوم على عدد من المتاحف في روما وفي غيرها من عواصم العالم. 

https://c2.staticflickr.com/6/5513/30149627690_1a54e2a002_o.jpg

لندن - تحمل هذه اللوحة تعبيريه مثلى ودرامية هائله فعندما عُرضت هذه اللوحة لأوّل مرّة في الأكاديمية الملكية في لندن قبل 130 عاما وُضع معها اقتباس من مقالة كتبها الناقد جون راسكين يقول فيها:
الإنسان والحزن متلازمان إلى الأبد، ومن عصر إلى عصر تجري الأمواج دائما والرياح تعوي والقلوب المؤمنة تعاني وتمرض والرجال الشجعان يواجهون الشطآن الثائرة بضراوة. لكن خلف دفّة كلّ قارب أو سفينة، ثمّة يد الله التي تمنح البحّارة مفاتيح السماء".
واللوحة تصوّر مشهدا حزينا من العصر الفيكتوري. فالمرأة الجاثية تدرك أن زوجها توفّي في البحر أثناء رحلة صيد، بينما تحاول حماتها أو أمّ زوجها مواساتها والتخفيف عنها. وعبر النافذة يمكن رؤية بحر هائج وأنوار الفجر في سماء عاصفة.
الكتاب المقدّس المفتوح والطاولة على شكل مذبح على الجدار تتضمّنان تلميحا بأن الدين يساعد في تعزية الإنسان والتخفيف عنه.
لكن كلا المرأتين فقدتا الأمل في عودة الزوج والابن بعد أن انتظرتا خبرا عنه ليومين كاملين. وهما لم تناما طوال الليل، تقرآن الصلوات والأدعية وتنتظران بلا أمل عودته.
الرسّام يخلق تباينا بين ضوء الصباح الشحيح والشمعة المتوهّجة على الطاولة، بينما على حافّة النافذة تظهر شمعة منطفئة يمكن أن تكون رمزا لموت الصيّاد. وخارج النافذة تستمرّ العاصفة بلا رحمة. الزجاج المتصدّع يوحي بضعف البشر مقابل لا مبالاة وقسوة البحر.
وقد وُصفت اللوحة في بعض الأحيان بأنها ذات مضمون عاطفيّ وسرديّ قويّ مع جاذبية جمالية وتناغم لونيّ، ما يجعلها أحد أكثر الأعمال الفنّية جاذبية وجمالا.
صحيح أن المنظر يصوّر أحزان حياة صيّادي الأسماك وعائلاتهم. لكنه أيضا يقدّم العزاء بالقول إن الربّ لا يتخلّى عن عباده وأن رحمته هي الهادي في الليالي المظلمة وعندما لا يبدو أن الفجر يحمل أملا بالخلاص.
احد النقّاد ذهب إلى انجلترا قبل سنوات ورأى اللوحة في التيت غاليري وقد وصفها بقوله: كانت أعمال رمبراندت وكونستابل وغينسبورو معروضة في غرفة بعد غرفة. وقد أعجبت بجمالها وقدّرت البراعة التي تطلّبها إنتاج مثل تلك التحف الرائعة. لكن في زاوية هادئة من الطابق الثالث، شدّت انتباهي لوحة، بل أقول أنها أسرت قلبي.
وأضاف: لقد رسم الفنّان كوخا متواضعا أمام البحر تظهر بداخله امرأتان، زوجة صيّاد غائب وأمّه، وهما تنتظران طوال الليل عودته، والآن تدركان انه لن يعود أبدا. الزوجة تدفن رأسها في حضن العجوز وهي تبكي بحرقة ويأس.
وختم الناقد كلامه بالقول: أحسست بألم المرأتين وحزنهما. والعنوان المؤرّق الذي أعطاه الرسّام لعمله هذا يخبر عن القصّة المأساوية. ومع ذلك فالموت حقيقة من حقائق الحياة لا يستثني أحدا، ويمكن أن يكون مؤلما جدّا أن نفقد أحدا من أحبّتنا".
ولد فرانك براملي في لنكولنشاير في مايو من عام 1857 ودرس في مدرسة لنكولن للفنّ، ثم في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة حيث تتلمذ على يد تشارلز فيرلات.
وقد عاش الرسّام في فينيسيا بإيطاليا مدّة عامين وتزوّج من رسّامة زميلة هي كاثرين غريهام. وكان من بين زملائه ستانهوب فوربس الذي كان يعتبر براملي من الأشخاص الروّاد في مدرسة نيولاين للرسم.
تخصّص براملي في رسم الديكور المنزليّ وفي مزج الضوء الطبيعيّ بالاصطناعيّ في لوحاته، كما فعل في هذه اللوحة.
وفي عام 1894 أصبح أستاذا في الرويال أكاديمي، ونال في إحدى السنوات ميدالية ذهبية من صالون باريس. 

 

مصر.. ما قصة قبلة فاتن حمامة التي أفقدت عمر الشريف وعيه؟

الاسكندريه -  تحدثت وسائل الإعلام عن قبلة الفنانة فاتن حمامة التي تسببت بفقدان عمر الشريف لوعيه، وذلك في الذكرى الخامسة لوفاة الفنانة الكبيرة.
مصر.. ما قصة قبلة فاتن حمامة التي أفقدت عمر الشريف وعيه؟مشهد القبلة في فيلم صراع في الوادي

ورغم زواج الفنانة المصرية فاتن حمامة ثلاث مرات إلا أن علاقتها بالفنان الراحل عمر الشريف تظل محط إعجاب الكثير، ولم تتخلل علاقتهما الكثير من الأسرار.

وقالت وسائل الإعلام المصرية إن لقاءهما الأول كان ساحرا، وكان خلال فيلم "صراع في الوادي"، فخلال التصوير كان عمر يقف أمام الكاميرا في المشاهد التي تجمعه بفاتن بقوة وحماس غريب لشاب يمثل أول أدواره.

وخلال تصوير الفيلم حدثت الكثير من المواقف الطريفة، منها موقف غريب، ففي هذا الفيلم قدمت فاتن أول قبلة لها على الشاشة، ووافقت على أن تتبادلها مع عمر الشريف، وعند تصوير القبلة كانت أحداث الفيلم تتطلب أن يغمى على عمر الشريف، وبعد الانتهاء من تصوير هذا المشهد اكتشفوا أنه أغمى عليه بالفعل، ولم يجد عمر تفسيرا لهذا الإغماء.

استغل البعض حينها هذه القبلة وأشاعوا عن فاتن وعمر بأنهما مرتبطان، بينما فاتن انفصلت عن زوجها الأول المخرج عز الدين ذو الفقار ولم يكن في حياتها إلا ابنتها نادية، ولم تعر هذه الشائعات أي أهمية، ولكنها ظنت أن عمر هو مصدرها كمحاولة سريعة للشهرة، فاتصلت به وأخبرته وهي غاضبة أن يكون هو مطلق هذه الشائعات، فاعتذر منها بأنه يجهل مصدرها مثلها تماما ودعاها لشرب الشاي معه واستجابت فاتن لدعوته.

المصدر: الجمهورية

https://farm3.staticflickr.com/2916/14026317888_1fbb2e5a89_o.jpg

تجاوز جورجيوني فنّ عصر النهضة بابتكارين مهمّين: الأوّل انه أوّل من تبنّى في وقت مبكّر التقنية الجديدة في الرسم على القماش بدلا من لوحة الخشب. والثاني انه كان من أوائل الرسّامين الذين أتقنوا استخدام الألوان الزيتية. كما أن جورجيوني لم يكن يضع رسومات تحضيرية على الورق قبل الرسم، وبذا كسر تقليدا فنّيا قديما في فلورنسا كان قد أرساه قبله كلّ من ليوناردو ومايكل انجيلو.
لوحات جورجيوني، على الرغم من قلّة عددها "عشر لوحات تحديدا"، تتّسم بغموضها وبأجوائها الرعوية الملغزة. وهذه اللوحة ليست استثناءً. ولهذا السبب، وربّما لأسباب أخرى غيره، اعتُبرت اللوحة من بين أكثر الأعمال الفنّية شهرة في فينيسيا خلال عصر النهضة.
ويقال إن السبب في غموض معناها هو أن الفنّان رسمها بناءً على طلب خاصّ من راعيه الحصري، وهو نبيل فينيسي يُدعى تاديو كونتاريني كانت له اهتمامات بالخيمياء وبكلّ ما هو غامض. ولم يكن موضوع اللوحة معروفا سوى للراعي ولأصدقائه المقرّبين وللرسّام فقط.
يصوّر جورجيوني في اللوحة ثلاثة فلاسفة في منظر طبيعي. وهويّة هؤلاء الفلاسفة ما تزال مثار جدل بين مؤرّخي الفن. بعضهم يقول إنهم فيثاغوراس واثنان من معلّميه وأن اللوحة نفسها ترمز إلى تطوّر الفلسفة.
لكن في زمن جورجيوني كانت كلمة "فيلسوف" تعني الفلكي أو المنجّم، ما حدا بالبعض إلى الاعتقاد بأن الرجال الثلاثة الظاهرين في اللوحة هم من المجوس الأتقياء الذين ذهبوا إلى بيت المقدس مبشّرين بولادة المسيح.
وقيل إن اللوحة تمثّل ثلاث مراحل من الفكر الإنساني: عصر النهضة ويمثّله الشابّ، وعصر التوسّع الإسلامي ويمثّله الرجل الذي يرتدي عمامة، والعصور الوسطى ويمثّلها الرجل العجوز.
وهناك من قال إن الرجل المعمّم هو ابن رشد، الفيلسوف المسلم من القرن الثاني عشر والذي عاش في اسبانيا وكان فقيها وطبيبا أيضا. ولو صحّت هذه الفرضية فإن هذا يساعد على إلقاء الضوء على صورة الفلسفة الإسلامية ودور الإسلام في مفاهيم أواخر العصور الوسطى وأوائل عصر النهضة الأوروبية.
غير أن هناك نظريات أخرى تشرح معنى اللوحة. إحداها تذهب إلى أن الرجال الثلاثة يمكن أن يمثّلوا الأعمار الثلاثة للإنسان. كما راجت نظرية أخرى تقول إن الرجال الثلاثة يمثّلون ثلاث حركات فلسفية: الرجل الكهل ويمثّل الفكر القديم، والرجل الذي يرتدي عمامة ويمثّل الفلسفة العربية، والشابّ الجالس ويمثّل العلم الحديث.
بعض مؤرّخي الفنّ حاولوا تحديد هويّة الأشخاص الثلاثة اعتمادا على طبيعة لباسهم غير العاديّ، وتوصّلوا إلى أن الأوّل إلى اليمين، أي العجوز الذي يرتدي ثيابا صفراء ويمسك بورقة أو كتاب عليه ما يشبه الرموز الفلكية، لا بدّ وأن يكون يونانيّا أو مسيحيّا. ومن وجهة نظرهم، يُرجّح أنه تاليس.
أما الثاني فيُعتقد انه مسلم بسبب العمامة والزيّ الشرقيّ الذي يرتديه، وأغلب الظنّ انه ابن رشد.
أما الثالث، أي الشابّ الجالس على الأرض معطيا ظهره للاثنين، فيُعتقد انه فيثاغوراس تلميذ تاليس. فيثاغوراس يبدو معجبا بأشعّة الشمس على الرغم من أن الصخرة التي أمامه مسجّاة في الظلام والشمس تشرق من مكان آخر. وهو يظهر ممسكا بمربّع وبوصلة ويبدو كما لو أنه يحاول قياس الكهف الذي أمامه. وقد يكون لهذا علاقة بكهف أفلاطون الرمزيّ الذي يرى بأن البشر أشبه بمن يسكنون كهفا ولا يرون فيه سوى الظلال التي يظنّون أنها الواقع.
المشهد في اللوحة يحدث في العصور الكلاسيكية القديمة، وبالتحديد على تلّة بالقرب من ميليتوس في بلاد اليونان. ومن الواضح أن جورجيوني أراد من خلال هذا العمل أن يحتفل بالانجازات والإسهامات الفكرية للديانة الوثنية الكلاسيكية، فضلا عن تلك التي للإسلام.
من أهم سمات هذه اللوحة أن الرسّام قدّم المزاج واللون بشكل نحتيّ. وهناك أيضا النمذجة الرائعة للعباءات. كما أن استخدام تقنية المزج التدريجي للألوان يذكّرنا بلقاء جورجيوني وليوناردو في العام 1500م. وكما هو الحال مع كلّ أعمال الرسّام الأخرى، فإن اللون والضوء والمزاج في هذه اللوحة فيها ابتكار وتكثيف مع إيحاء بالمجهول.
كانت أعمال جورجيوني تترك انطباعا على المتلقّين عبر القرون. صوره الحزينة والحالمة تشبه الشعر المرسوم. وقد فتنت معاصريه وكان لها تأثير مباشر على الفنّ في فينيسيا على مدى أجيال. ومن بين من فُتن بلوحاته الشاعر الانجليزيّ اللورد بايرون الذي أشار إلى جورجيوني وإلى فنّه في شعره.
جورجيوني "الذي يعني اسمه جورج الكبير أو الطويل" كان شخصا غامضا مثل فنّه. قيل إنه كان مشهورا بوسامته. كما كان مولعا بالشعر وبالموسيقى. وقد ولد في فينيتو بإيطاليا، وانتقل لاحقا إلى فينيسيا، حيث عمل مع جيوفاني بيلليني، وكان له تأثير كبير على تيشيان.
كان جورجيوني مؤمنا بالأفكار الانسانوية والفردانية. وهذه الأفكار واضحة في هذه اللوحة. فهو يركّز على الإنسان بدلا من المعمار أو الطبيعة. وكلّ واحد من الأشخاص الثلاثة يُظهر فردانيّته وتميّزه في الشخصية وفي اللباس. ومن المعروف أن الفردانية تأخذ الإنسان خطوة ابعد بالقول إن البشر المتفرّدين، أي المختلفين في ثقافاتهم ومعتقداتهم، قادرون على تحقيق الإنجازات العظيمة.
انتهى جورجيوني من رسم هذه اللوحة قبل عام واحد من وفاته. وهي اليوم من مقتنيات متحف تاريخ الفنّ في فيينا. وقد توفّي الفنّان وهو في سنّ مبكّرة وعمره لا يتجاوز الثالثة والثلاثين بعد أن انتقل إليه مرض الطاعون من عشيقته.

Kinostart Film Joker (picture-alliance/dpa//Warner Bros. Entertainment/N. Tavernise)

نيويورك -"الجوكر" و "الأيرلندي" و "حدث ذات مرة في هوليوود" - الأفلام الثلاثة المرشحة للفوز بجوائز الأوسكار للدورة الثانية والتسعين، إلى جانب فيلم من كوريا الجنوبية وفيلم سوري.
 

عمان - رسمي الجراح 
تحت رعاية وزير الثقافة  الدكتور باسم محمد الطويسي وابتهاجا بحلول عيد الربيع الصيني (رأس السنة القمرية الصينية الجديدة ) يقام  عند الساعة السادسة من مساء  الاثنين   20/1/2020 في المركز الثقافي الملكي بالتعاون ما بين وزارة الثقافة والسياحة الصينية ووزارة الثقافة الأردنية والسفارة الصينية في عمان والمركز الثقافي الصيني بعمان الحفلة الفنية الكونغفوية التقليدية الصينية والتي تتضمنعلى فقرات فنيه

 

https://c1.staticflickr.com/5/4799/26905566428_aef3acf737_o.jpg

شيكاغو - تعد هذه اللوحة من المدرسة الانطباعيه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، ازدهرت في مدينة نيويورك مستعمرة فرنسية كانت تضمّ أفرادا من مختلف المهن والحرف، من موسيقيين وفنّانين ومثقّفين وطُهاة وما إلى ذلك. وفي تشيلسي خاصّة، اُنشيء عدد من المطاعم الفرنسية التي أصبحت ذات شعبية كبيرة في أوساط الأهالي، وكان أشهرها مطعم يُعرَف بـ مُوكان.
كان يرتاد هذا المطعم رجال أعمال وممثّلون وفنّانون وكتّاب ومثقّفون. وكان من بين هؤلاء الرسّام وليام غلاكينز وزميله الرسّام روبيرت هنري. وكان هذان الاثنان جزءا من حلقة من الرسّامين الذين كانوا يصوّرون في لوحاتهم تفاصيل المدينة من حولهم ويسجّلون حياة الشوارع وأنشطة الراحة والترفيه.
في هذه اللوحة، يرسم غلاكينز جان مُوكان زوجة مالك المطعم هنري موكان وهي تتناول شرابا مع شخص آخر صديق للعائلة يُدعى جيمس مور الذي كان يمتلك مقهى فرنسيا في الجوار.
المرأة ترتدي فستانا اخضر موشّى بالزخارف والزينة وقبّعة ضخمة سوداء وتضع في عنقها لؤلؤة سوداء كبيرة بينما تنظر هي وشريكها ناحية اليسار، كما لو أنهما يتابعان شيئا أو شخصا ذاهبا أو قادما.
وغلاكينز هنا يقلّد إدوار مانيه في لوحته المشهورة حانة في فولي بيرجير التي رسم فيها الشخصية أمام مرآة. ففي المرآة الضخمة على الجدار الخلفيّ، يظهر في الوسط انعكاس لصورة زوجة الرسّام نفسه من الخلف وهي جالسة مع ناقد فنّي يُدعى تشارلز فيتزجيرالد. وفي مقدّمة الطاولة بعض تفاصيل لحياة ساكنة.
جان موكان هي نقطة الارتكاز في المنظر. وقد رسم الفنّان فستانها مستخدما ضربات فرشاة سائلة، كما نقل إلى اللوحة نظراتها الغامضة والمتململة.
والرسّام يثبت هنا تميّز أسلوبه واستخدامه البارع للألوان واختياره موضوعا برجوازيّا. كان غلاكينز مهتمّا بتصوير حياة الليل الحديثة. وهو يقدم هاتين الشخصيتين بلا تعليق أو نقد، بل بحكم كونهما صديقين فحسب.
ومع أن المنظر يوحي بالمتع وسمات الحياة المعاصرة، إلا أن الرسّام انتُقد على تصويره سلوكا غير لائق يتمثّل في إظهاره رجلا وامرأة وهما يشربان الكحول. ومثل هذا المنظر كان مألوفا وقتها في الرسم الفرنسي، لكن الجمهور الأمريكي لم يكن قد تقبّل مثل هذه الأشياء بعد في الرسم.
كان غلاكينز قد استوعب الحداثة الفرنسية ووظّفها في محاولة لدفع الرسم الأمريكي إلى الأمام. وكان يفضّل هذا المطعم بالذات لأنه كان يذكّره بالفترة التي قضاها في باريس للدراسة.
لوحات غلاكينز كثيرا ما تُشبَّه بلوحات رينوار، لدرجة انه كان يُلقّب بـ "رينوار الأمريكيّ". وكان يؤاخَذ على هذا من قبل بعض النقّاد. وكان ردّه دائما أنه ما من رسّام جدير بأن يُحتذى ويقلَّد أكثر من رينوار. ويمكن رؤية تأثير الأخير في بعض أعمال غلاكينز مثل مقهى لافاييت . ومثل رينوار، فإن لوحات غلاكينز تشيع جوّاً من الاسترخاء والسعادة.
ولد وليام غلاكينز في بنسلفانيا في مارس من عام 1870. وتدرّب في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة على يد توماس آنشوتز، وكان من بين زملائه الرسّام جون سلون.
في عام 1895، سافر غلاكينز إلى أوربّا لدراسة أعمال المعلّمين الأوائل. وقد زار أوّلا هولندا، ثم باريس التي تعرّف فيها، هو وزميله روبيرت هنري، على أعمال الانطباعيين وتأثّرا بهم.
وقد أعجب الفنّان بالرسم الأوربّيّ وروّج له في أمريكا، خاصّة الأسلوب الانطباعي الذي يعتمد استخدام الفرشاة السريعة والألوان الساطعة. وعند عودته إلى نيويورك، انتُخب أستاذا في أكاديمية التصميم.
ثم أصبح عضوا مؤسّسا في ما عُرف بـ "مدرسة آشكان" أو مجموعة الثمانية. وعلى النقيض من زملائه في تلك المدرسة، لم يركّز غلاكينز على تصوير أكواخ الطبقة الفقيرة ومعاناة العمّال، بل فضّل أن يتعامل مع مناظر التسلية والراحة التي تتّسم بها حياة الطبقات الوسطى.
وقد شكّل اهتمامه باللون والفرشاة التعبيرية والرغبة في التجريب انعطافة مهمّة في مسار الرسم الحديث في الولايات المتّحدة.

https://farm7.static.flickr.com/6064/6102012296_9e598fe88c_b.jpg

بكين - في الاعلى صورة فوتوغرافيه  وليس لوحه  لأوّل وهلة، قد يظنّ الناظر إلى هذه الصورة أنها لوحة مرسومة بالألوان المائية. لكنّها في الواقع صورة فوتوغرافية. وما يجعلها فريدة من نوعها هو الأسلوب التقني المبتكر الذي اتبعه المصوّر في معالجتها.
هذه الصورة وغيرها من صور دون هونغ واي منتشرة على نطاق واسع في الكثير من المواقع على الانترنت لدرجة انه يمكن اعتبارها ظاهرة. ومن الواضح أن المصوّر يحاكي في لقطاته الأسلوب التقليدي الصيني في رسم اللوحات التي تصوّر مناظر طبيعية. كما أنه وظّف فيها بعض الموتيفات التي تظهر عادة في الرسم الكلاسيكي الصيني مثل طيور الماء وأشجار الصنوبر والجسور والأنهار والبحيرات والجبال التي يغطّيها الضباب.
من المعروف أن الرسم الكلاسيكي الصيني يحتفي بالطبيعة وعناصرها إلى درجة التقديس. لذا نرى تلك الرسومات مليئة بصور القوارب والجبال والأنهار والغرانيق والنوارس والنمور والجياد البرّية والنسور وأزهار اللوتس وأشجار الخوخ والصنوبر.
وما يجعل صور واي خاصّة ومتفرّدة هو التكنيك الذي يوظّفه في إخراجها. فهو يستخدم أكثر من صورة سالبة "نيغاتيف" ويعمل على كلّ واحدة على حدة. وفي النهاية يقوم بدمجها معا بطريقة تنتج صورة مونوكروميّة "أي ذات لون واحد"، لكنها جميلة ومعبّرة وتستثير الذكريات والمشاعر.
دون واي سبق له وأن درس على يد المصوّر الصيني الأشهر شِن صن لونغ الذي توفّي في تسعينات القرن الماضي عن عمر ناهز المائة عام. تلك التجربة أفادته كثيرا وفتحت أمامه آفاقا جديدة في معرفة أسرار وخبايا الإبداع في التصوير الضوئي.
في هذه الصورة يلتقط المصوّر مشهدا هادئا من الريف الصيني هو عبارة عن بحيرة يقوم على احد أطرافها جسر خشبي ويسبح في مياهها ثلاثة من طيور الماء تبدو منشغلة في التقاط الأسماك الصغيرة.
منظر التلال التي يغطّيها الضباب في الخلفية، بالإضافة إلى خلوّ هذه الصورة من أيّ حضور للإنسان، يذكّرنا مرّة أخرى باللوحات الصينية القديمة. وبعض تلك اللوحات هي عبارة عن مناظر بانورامية لطبيعة تظهر فيها سهول فسيحة وبحيرات واسعة وغيوم كثيفة وجبال ضبابية تحجب وجود الإنسان أو تختزله إلى مجرّد نقطة شبحية وضائعة وسط الحضور المهيب والطاغي للطبيعة.
في هذه الصورة تمكّن الفنّان من التقاط منظر شاعري عن عالم قائم بذاته، لكن بأقلّ قدر من التفاصيل. والمنظر يوصل إحساسا انطباعيا بالجوّ، كما أنه يوحي بمرور الزمن دون أن يكون عن زمن محدّد بالضرورة.
ولد دونغ هونغ واي في غوانتزو بالصين عام 1929م. كان الابن الأصغر لعائلة فقيرة تضمّ خمسة وعشرين طفلا. وبعد موت والديه، سافر ليعمل في سايغون بـ فيتنام. هناك عمل في احد استديوهات التصوير وتعلّم التقنيات الأساسية للتصوير الفوتوغرافي. ثم درس الفنّ في جامعة فيتنام وأصبح بعد تخرّجه مدرسّا للفنّ فيها.
وأثناء إقامته في سايغون، عمل فترة مع المصوّر الفيتنامي المشهور نك اوت الذي نال جائزة البوليتزر عام 1972 عن لقطته الايقونية التي صوّر فيها أطفالا يهربون من جحيم قنابل النابالم التي استهدفت إحدى القرى الفيتنامية.
في ما بعد، اضطرّ دون واي إلى مغادرة فيتنام مع ظهور بوادر النزاع الذي نشب وقتها بين كلّ من فيتنام والصين. كانت فيتنام قد اتخذت إجراءات مشدّدة للتضييق على الجالية الصينية التي تعيش في البلاد. وقد وجد دون واي نفسه واحدا من ملايين الصينيين الذين أصبحوا يُعرفون بسكّان القوارب ممّن اضطرّوا للهرب من فيتنام في أواخر سبعينات القرن الماضي.
فنّانو الطبيعة الصينيون عُرف عنهم منذ القدم تقديسهم للطبيعة كجزء من التراث والحضارة الصينية. وقد اجتهد الفنانون الصينيون دائما على أن لا تكون أعمالهم مجرّد تسجيل للطبيعة، بل سعوا من خلال تلك الأعمال لأن يتوحّدوا معها ويسبروا أغوارها.
كانت الطاوية مثلا تعتقد أن على الإنسان أن يفهم الطبيعة ويصادقها، لا أن يغزوها ويدنّسها ويبدّد مواردها. وكونفوشيوس كان يرى أن تحقيق التناغم مع العالم مشروط بأن يتعايش الإنسان مع الطبيعة بسلام وانسجام وأن يفهمها وأن يبحث عن المعرفة من خلالها. ومما يُؤثر عنه أيضا قوله أن الإنسان الحكيم يجد متعته في الماء والرجل التقي يجدها في الجبال.
كان الفنّان الصيني القديم يلاحظ سلوك الحيوانات والطيور ويتفاعل مع الأزهار والنباتات ويراقب تغيّر الطبيعة مع تغيّر الفصول. ولم يكن يرسم إلا بعد أن يكون قد تماهى مع كلّ هذه العناصر واستوعبها جيّدا. لذا ليس من المستغرب أن تتضمّن الرسوم الكلاسيكية الصينية بعدا روحيا بالإضافة إلى خصائصها الشعرية والزخرفية.
في هذه الصورة، كما في بقيّة صوره الأخرى، لم ينس دونغ واي أن يضمّنها كتابة بالأحرف الصينية التي تتميّز بجمالياتها الزخرفية. وفي هذا مضاهاة مع احد التقاليد الصينية القديمة في مزج ثلاثة أشكال مختلفة من الفنّ، هي الشعر والخط والرسم، على نفس رقعة الورق. وكان هناك اعتقاد بأن هذا المزج يسمح للفنان أن يعبّر عن نفسه بطريقة أكثر وضوحا وعمقا.
غادر دون واي فيتنام على متن قارب صغير. وانتهى به المطاف في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة التي عاش فيها السنوات العشر الأخيرة من حياته.
وفي أمريكا بدأ اسمه يذيع ويشتهر. وسرعان ما اعتُرف بموهبته ونالت صوره عددا من الجوائز العالمية. كما وجدت طريقها إلى بعض أشهر الغاليريهات والمتاحف والمجموعات الفنّية الخاصّة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
دون واي استطاع من خلال صوره الرومانسية الداكنة والأحادية الألوان أن يحتفظ لنفسه بمكانة بارزة في مجتمع التصوير الفوتوغرافي العالمي. وقد ظلّ محافظا على روح الفنّ الصيني في أعماله حتى وفاته عام 2004 في سان فرانسيسكو عن عمر ناهز الرابعة والسبعين بعد جراحة فاشلة في القلب.
وبعد وفاته، تمّ إحراق رفاته ولم تُقم له جنازة تذكارية بناءً على طلبه.