عزت القمحاوي
بعض الكتب يعرف كيف يدافع عن نفسه في مواجهة قارئ غشاش. من هذه الكتب رواية نجوى بركات الجديدة «مستر نون»، الصادرة عن دار «الآداب». شخصياً، حاولت أن أغش وأقرأ فصلاً من هنا وفقرة من هناك، ولم أنجح، لأن كل حدث صغير في الرواية يتشابك مع حدث صغير سابق ويفسره.
ولست غشاشاً بطبعي، لكنها كانت محاولة انتقام من كاتبة تغامر بالرهان على صبر القارئ، حيث يبدو الإيقاع في الصفحات الأولى بطيئاً، لا يوحي بأن شيئاً مهماً سيحدث، بل ويقدم خطاً سردياً لن يكون موضوع الرواية.
يبدأ السرد بقول السيد المسيح لتلاميذه: «حبيبنا لعازر قد نام، ولكنني أذهب فأوقظه»، ويمضي مفتتح الرواية في ذلك الدرب، ونعتقد أننا بصدد رواية عن معجزة إحياء لعازر، تكتبها نجوى بركات، ثم نكتشف أن قصة لعازر مجرد بداية لرواية داخل الرواية، يكتبها «مستر نون» الذي سيصبح هو نفسه الموضوع، ولن يُكمل الرواية التي يكتبها أبداً.
لا نعرف عمره بالضبط، وهو يعيش في غرفة من نُزل اختاره بديلاً لبيته، لأنه لم يحتمل قيام برج قبيح أنشأه واحد من بارونات الحرب في مواجهة البيت. يبدو الرجل في البداية واحداً من ضحايا الكتابة الذين يحبونها من طرف واحد، ويضطر أحبابهم لمسايرتهم في إشباع جنونهم قليل الضرر. وهكذا، تفعل «مس زهرة» التي تهتم براحة «مستر نون»، وتوفر له أقلام الرصاص والورق الأبيض. تبدو مس زهرة مشرفة على خدمة الغرف، لكننا نتوقع أنها تميل عاطفياً إلى الكاتب الغامض.
ويمضي وقت مستر نون في عالمه الضيق: محاولة يائسة للتقدم في الكتابة، ومراقبة الشارع من الشباك، وانتظار مس زهرة التي تطرق الباب بين وقت وآخر لتتفقده. وشيئاً فشيئاً، يتسع العالم لنتعرف على شخصيات أخرى في إدارة النُزل، ونزلاء ونزيلات يتسمون بالغرابة، كما نتعرف على ذكريات «مستر نون» مع نساء أخريات: «ثريا» التي كانت تزدريه، و«ماري» التي تحتضنه بحب، كما نتعرف على أبيه الطبيب، وشقيقه سائد معشوق أمه، ثم نعرف أن ثريا هي الأم، وماري خادمة تتعاطف معه.
وتدفع الكاتبة بموجات من الضوء، موجة وراء موجة، لنرى أننا بمواجهة مريض فصام، وما يظنه نزلاً اختاره بنفسه، هو في الحقيقة مصحة يدفع شقيقه تكلفة إيوائه فيها. وبعد هذا التنوير، يحسن أن نعيد قراءة الفصل الأول، لننتبه إلى الإشارات الخفيفة التي ناثرتها الكاتبة للتأسيس لهذا الفصام: «نظرت إليه الذبابة وغمزت بطرف عينها، قبل أن تحلق ويختفي أثرها»، أو اعتبار الحقنة التي تغرس مس زهرة سنها في ذراعه مهارشة حب: «أخذت مس زهرة ذراعه برفق، ضربت خفيفاً على مرفقه، ومررت أصابعها على عروقه النافرة الزرقاء، ثم انحنت... آه، صرخ السيد نون، لقد غرست أسنانك في شراييني التي تحبين».
سنعرف بعد ذلك أن «مستر نون» ليس من ضحايا الكتابة، فهو مؤلف كتب سابقة مرموقة، ويُعلِّم الكتابة الإبداعية في الجامعة، ونتأكد من مستواه عبر تنظيره للكتابة في مواضع من الرواية. وعندما نرى فظاعات الحرب الأهلية اللبنانية، ثم صورة بيروت الفاسدة التي خرجت من بين الأنقاض، نتأكد أن السبب في فصام مستر نون هو الأم والأخ والحرب التي سحقته، وسلبته الحب بوحشية، وقبَّحت مدينته.
يمكننا اعتبار «مستر نون» رواية نفسية، وبالقدر نفسه يمكننا اعتبارها رواية حرب، أو رواية «ديستوبيا» تعري مدينة أفسدتها الحرب، كما أنها رواية وجودية تقدم عقدة البطل المعتزل للمجتمع، الخائف، الرافض غير المبالي، لكن في الوقت نفسه الباحث عن الاعتراف، ولو من خلال الإهانة!
يمضي «مستر نون» بقدميه إلى العشوائيات والحارات الشعبية لكي يحظى بالإهانة، ما يذكرنا بسعي بطل نوفيلا «في قبوي» لدوستويفسكي، عندما لمح مشاجرة في حانة، فاقتحمها لكي ينال صفعة، لكن المعتدي لوى عنه بإهمال، فظل يترصد حركته في المدينة، ويتعمد أن يواجهه. وفي كل مرة، يشيح الرجل القوي عنه، فيزداد غيظاً.
مثل بطل «في قبوي»، يعاني مستر نون من ألم ألا يكون موجوداً، ويريد الاعتراف بوجوده، لكن صبية بيروت كانوا أكثر كرماً من القبضاي الروسي المترفع، ومنحوا مستر نون ألواناً من الإهانة والجروح أرضته، وجعلته يتوقف عن جولاته!
المأزق الوجودي لمريض فصام لم يجعل الرواية تقبع داخل الأماكن المغلقة، لكنها تهتم بما تستقبله الحواس من وصف للطقس، وشكل الشوارع وحياة المدينة، بتفاصيل مفعمة بالصدق الفني، يرصدها راو يظهر قليلاً، ثم يفسح لصوت البطل أسير المصحة الذي يرى الأشياء من النافذة!
ومن النوافذ تأتي كذلك الكوارث الأكبر في حياة مستر نون. رأى، عندما كان صبياً في التاسعة، أباه الطبيب معالج الفقراء ينساب من النافذة منتحراً. ومن النافذة، يُلقي القواد بالفتاة النيبالية التي أحبها «مستر نون» وأخذها لتعيش معه. ومن النافذة في المصحة، يشاهد انتحار نزيلة بمساعدة نزيل آخر، وتمنعه مس زهرة من الإدلاء بشهادته.
الرواية حافلة بالمفارقات السوداء التي تؤسس لها الكاتبة على مهل، ومنها رعب مستر نون من اسم «لقمان»، ولا نفهم سر ذلك الرعب إلا قبل نهاية الرواية بقليل. سنعرف أن لقمان المخيف يسكن حكاية من طفولته سحقت أباه قبل أن تسحقه. كان اسم لقمان لمسلح اقتحم مستشفى الأطفال، حيث يعمل والد مستر نون. قبل وصول المسلح، طلب الطبيب من الممرضة تخدير الأطفال، والممرضة فلسطينية الأصل، ناجية من مذبحة 1948، ولا تريد أن ترى مذبحة أخرى، لذلك زادت الجرعة التي حقنت بها الأطفال، ثم حقنت نفسها في النهاية. وعندما دخل لقمان، وجد الأطفال ميتين سلفاً، فإذا به ينحني ليحيي شجاعة خصمه: «نشكرك أيها الطبيب، لقد قدمت لنا خدمة لا تقدر بثمن. فمهما يكن، يبقى قتل الأطفال صعباً يتطلب مقدرة كمقدرتك!».
في هذه الرواية، كما في رواياتها السابقة، يبدو هاجس اللغة قوياً لدى نجوى بركات. لغة فحلة، لكن فحولتها لا تخفي أنوثتها البادية في أبسط سلوك تأتيه امرأة في الرواية، في تشبيه لحظة سكينة البطل بـ«راحة العجين». وفي ظني، لم تكن الرواية بحاجة إلى صفحة الختام الأخيرة، وهي عبارة عن تقرير كتبه الطبيب أندريه للشرطة، نعرف منه أن «مستر نون» سيدة تعاني التباساً في الهوية، وتظن نفسها رجلاً.
وفيما يزعم رولان بارت، فإن «في كل رجل يحكي أنوثة تفصح عن ذاتها»، وما يعانيه السيد أو السيدة نون شيء أكبر من التباس الهوية؛ هو افتقاد الحب الذي جعل موته أو نومه أعمق من نوم لعازر، ويحتاج إلى معجزة كي ينهض.
- روائي مصري
لولا أن هذه اللوحة تحمل اسم رسّام آخر، لظنّ الناظر أنها لوحة غير معروفة لـ كلود مونيه. فأوجه الشبه بين الاثنين كثيرة.
ولو صحّ أن الرسّامين يمكن أن يُستنسخوا في أزمنة مختلفة، لكان هذا الرسّام الروسي الشابّ أحقّ من غيره بنيل لقب مونيه الجديد.
بل إن في خصائص ألوان دوغارجابوف ما يشي بأنه قد يكون تجاوز المستوى الذي بلغه سيّد الانطباعية القديم.
مناظر دوغارجابوف مدهشة، تأسرك بألوانها وأضوائها الساحرة. والطبيعة في لوحاته تنطق بالكثير من آيات السحر والجمال. كما أن لمعان ألوانه يشهد بموهبته الفائقة وفهمه العميق للعلاقة بين الألوان والفراغات والخطوط.
وصور الرسّام عموما تعكس جمال الطبيعة الروسية: أمسيات الصيف الهادئة، الضباب الذي يلفّ الطبيعة وقت الفجر ولحظات الغسق بهدوئها وغموضها المهيب.
في هذه اللوحة يرسم دوغارجابوف منظرا لشرفة تطلّ على شاطئ البحر. تفاصيل المشهد عامرة بالإيقاعات الموسيقية التي تتشكّل من امتزاج الخطوط والألوان. وكلّ شيء فيها يلمع في وهج الشمس، حتى انعكاسات الظلال. الرسّام يضع جمال العالم تحت نظر المتلقّي من خلال هذا التناغم المدهش للألوان التي ينبثق منها الضوء بنعومة لينعكس على الطاولة والمزهرية والكراسي والسياج المعدني والستارة وعلى كلّ شيء.
دوغارجابوف رسّام متميّز ومختلف. تنظر إلى لوحاته فتظلّ في ذاكرتك لزمن طويل. وستلاحظ أن كلّ شيء فيها مغطّى بطبقة ناعمة من الضوء. الانعكاسات الناعمة والمتوهّجة تطبع كلّ شيء، بدءاً من أزهار الليلك إلى الطاولات والكراسي والمظلات والبيوت والقوارب والأشجار المحتشدة على ضفاف الأنهار.
والسماء والماء عنده يندمجان ويذوبان معا ليتحوّلا إلى وحدة واحدة ومتناغمة.
عشق الرسّام للطبيعة واضح وجليّ في كلّ ضربة من ضربات فرشاته. وكلّ لوحة تخلق عالمها الخاصّ الذي هو مزيج من الروحانية والرومانسية والشعر.
بعض مناظر دوغارجابوف تبدو تجريدية إلى حدّ ما. لكن ما أن تبتعد عنها قليلا حتى تكشف عن إيقاعاتها وتفاصيلها. وكلّما قضيت وقتا أطول في النظر إلى لوحة، كلّما أفصحت لك عن المزيد من مظاهر جمالها المخبوء.
ولد باتو دوغارجابوف في قرية روسية تقع على الحدود مع منغوليا. ومنذ طفولته كان يضع عينه على السهوب الواسعة والمروج الخضراء التي تتخللّها الأنهار والغابات والحقول. المنطقة المجاورة للبحر الأسود أو الريفيرا الروسية كما تُسمّى، كانت وما تزال البقعة المفضّلة التي يستمدّ منها إلهامه. وبعض النقّاد يعتبرونه امتدادا لجيل الانطباعيين الروس الكبار أمثال كونستانتين كوروفين وفيودور زاكاروف وابرام اركيبوف.
درس باتو دوغارجابوف الرسم في موسكو وشارك في معارض في موسكو وباريس. وخلال السنوات الأخيرة وجدت بعض أعماله طريقها إلى المجموعات الفنّية الخاصّة في روسيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا واليابان.
دبي، الإمارات العربية المتحدة، شهدت فعالية الموضة الأبرز في دبي "فاشن فوروورد دبي"، تطوراً ملحوظاً منذ تأسيسها عام 2013، لتصبح اليوم واحدة من أكثر الأحداث المرتقبة في عالم الأزياء من جانب الكثيرين على مستوى المنطقة والعالم.
ويسلط الحدث الذي تنطلق فعالياته في حي دبي للتصميم ويستمر أربعة أيام في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر من العام الجاري، الضوء على مجموعة واسعة ومتنوعة من الأزياء الراقية والعصرية التي يقدمها نخبة من المصممين المحترفين والصاعدين الساعين لإضافة بصمتهم الخاصة.
وسيتم خلال الملتقى العالمي استعراض أحدث تشكيلات الأزياء العالمية لدور أزياء مرموقة مثل دار "كريستيان كوان" والتي ارتدت أزياءها مجموعة من أشهر النجمات العالميات أمثال ليدي غاغا و بيونسيه إضافة الى النجمة كاردي بي، إضافة إلى دار "روبرت وون" والتي تتخذ من لندن مقراً لها والتي ارتدت ملابسها مؤخراً كل من العارضتين الشهيرتين جيجي حديد وناديا دزياك احتفالاً باطلاق مجموعتها المميزة والفاخرة من الملابس الجاهزة.
وسيشهد الموسم الجديد من "فاشن فوروورد دبي" مشاركة عدد من المصممين العالميين والإقليميين الذين طالما كانت لهم بصمة واضحة في مجال عرض الأزياء والذين اعتادوا على التواجد في هذا الحدث بشكل فعّال، مثل أماتو وأتيليه زُهره ومايكل سينكو ويوسف الجسمي إلى جانب مصممي الألبسة الجاهزة المعروفين مثل أروى البناوي وبهنوود حصة فلاسي وكيبا وروني حلو وسديم وفاروين مروة.
في المقابل، ستمنح الفعالية المصممين الصاعدين فرصة إثبات جدراتهم في عالم الموضة والأزياء أمثال حاس إدريس وحازم قيس وجيسكا كيه وميسون فرح والي وريمامي وثيم تانيا سكاف.
وفيما يلي لمحة سريعة عن عروض الأزياء التي ستشهدها فعالية "فاشن فوروورد دبي 2019"، حيث شارك المصممون المشاركون في نسخة هذا العام من الفعالية مجموعة من التصاميم والرسومات والصور الملهمة لتشكيلاتهم القادمة.
قد تكون القيمة الإبداعية لهذه اللوحة موضع تساؤل وجدل. غير أن من الواضح أنها تتّسم بجدّة موضوعها وطرافة تناولها. وقد انتشرت مؤخّرا على نطاق واسع عبر الانترنت على الرغم من أنها ُرسمت قبل ثلاث سنوات.
صاحب فكرة اللوحة هو الرسّام الصيني داي دودو الذي أشرك معه في رسمها اثنين من زملائه لأن ضخامتها وكثرة الأشخاص والتفاصيل فيها كانت تتطلّب نوعا من الجهد الجماعي. ويبلغ طول اللوحة ستّة أمتار وعرضها ثلاثة. وهي تشبه في ضخامتها واتّساعها، إلى حدّ ما، لوحة رسّام عصر النهضة الايطالي باولو فيرونيزي بعنوان عُرس في قانا الجليل .
وكانت الغاية أن تضمّ اللوحة مائة شخصية تاريخية من عصور وأمكنة مختلفة رأى الرسّامون الثلاثة أنها تمثل الشخصيّات الأهمّ في تاريخ العالم في ميادين الفكر والسياسة والحرب والفلسفة والفنّ والرياضة وغيرها.
وقد استغرق رسمها حوالي السنة، واختار الرسّامون سور الصين العظيم ليكون المكان الذي يجتمع حوله هذا العدد الكبير من الشخصيات.
في اللوحة تظهر الشخصيّات المائة في مشهد رتّبت تفاصيله بعناية. وقد كان في ذهن الفنانين الثلاثة أن يجمعوا كلّ هذه الشخصيات معا في هذا المكان كي يديروا نقاشا افتراضيا مع دانتي اليغييري شاعر القرن الرابع عشر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية.
ويظهر دانتي واقفا في أعلى السور في الزاوية اليمنى من اللوحة، بينما يحيط به الرسّامون الثلاثة الذين يشرفون على الحشد المجتمع أسفل منهم.
وفي خلفية اللوحة يظهر، بالإضافة إلى السور العظيم، صرحان آخران من أشهر صروح العالم القديم: أهرامات مصر وحجارة ستون هنج الأثرية البريطانية.
دانتي يقوم هنا بدور المحاضر أو المعلّم. ويبدو انه اختير لهذه المهمّة لكونه مؤلّف الكوميديا الإلهية؛ الكتاب الذي يعتبره بعض النقاد أعظم عمل أدبي ألّف بالايطالية وواحدا من أهمّ التحف الأدبية العالمية. وهو عبارة عن مجموعة من القصص التي يحكي فيها دانتي عن رحلته المتخيّلة إلى عالم ما بعد الموت ويصف فيه على وجه الخصوص أهوال وعذاب الجحيم.
أما شكل اللوحة وأسلوب بنائها وتوزيع الشخصيات فيها فمن المرجّح أن الرسّامين استوحوه من لوحة رافائيل المشهورة مدرسة أثينا التي صوّر فيها مجموعة من أهم علماء وفلاسفة العالم القديم وهم منخرطون في حلقة نقاش.
لكنْ في هذه اللوحة لا يبدو أن ثمّة الكثير مما يربط الشخصيات بعضها ببعض.
وقد يتساءل شخص، مثلا، عن العلاقة التي يمكن أن تربط سقراط بـ بيل غيتس، أو هتلر بـ بيتهوفن، أو ليوناردو دافنشي بـ ستالين اللذين يشاهدان وهما منهمكان في الحديث مع بعضهما.
ومع ذلك لا تخلو اللوحة من بعض العناصر اللافتة والطريفة. فـ كوفي عنان يظهر وهو يعزف على آلة الفلوت، بينما نرى ليو تولستوي وهو مستغرق في العزف على الأكورديون، فيما بوش الابن ينظر عبر منظار مكبّر وخلفه مباشرة يقف أسامة بن لادن. ولم ينسَ الرسّامون أن يسجّلوا حضور النعجة المستنسخة دوللي التي تقف عند قدمي غاندي.
والذي يدقّق في قائمة الشخصيّات المرسومة في اللوحة لا بدّ وأن يستغرب، مثلا، غياب أشخاص مثل المسيح وبوذا مقابل حضور أشخاص أقلّ شأنا مثل لاعب الكرة بيليه والمغنّي ايلفيس بريسلي والمخرج ستيفن سبيلبيرغ واعتبارهم من الشخصيات التاريخية.
ثم هناك صورة خوان انطونيو سامارانش مسئول اللجنة الاولمبية العالمية سابقا والذي يبدو أن الرسّامين حشروه في اللوحة عنوةً، مجاملة له على تزكيته ترشيح الصين لاستضافة الاولمبياد الأخير على أراضيها. بعض النقاد قرءوا حضور دانتي في اللوحة وإعطائه دور المعلم قراءة مختلفة. فالمعروف أن الكوميديا الإلهية مكرّسة في جزء كبير منها للحديث عن صورة الجحيم والأهوال التي تنتظر العُصاة والخاطئين فيه. وكأنّ في هذا إشارة تخويف أو رؤية عن "جحيم ما" ينتظر شخصيات اللوحة أو بعضهم.
ومن الملاحظ أيضا أن اللوحة تضمّ صورا لبعض الحيوانات والطيور التي رافقت الإنسان منذ فجر الخليقة، مثل الجمل والثور والنسر بالإضافة إلى صورة لكلب وخروف يقودهما شخص يُحتمل انه النبيّ نوح أو موسى.
ولا بدّ أن يستوقف الناظر إلى اللوحة منظر الرجل الضخم ذي الملامح الصينية الذي يبدو مترنّحا فوق كرسيّه وكأنه يحاذر السقوط إلى الأرض. هذا الرجل بحسب ما يشير إليه اسمه هو "لي باي" الذي يعتبر أشهر شعراء الصين الكلاسيكيين والذي عاش في القرن الثامن الميلادي. وقد كان لي باي من أتباع الطاويّة وعُرف بأشعاره التي تمجّد الحرّية وبشغفه الكبير بالخمر وكثرة الأسفار. ولعلّ رسمه بهذه الطريقة الغريبة له علاقة بالكيفية التي مات بها. إذ يقال إنه غرق في مياه اليانغتسي بعد أن سقط من قاربه ليلا بينما كان يحاول، وهو سكران، الإمساك بالقمر المنعكسة صورته في مياه النهر.
ومن الأشياء الأخرى التي تلفت الانتباه في اللوحة ذلك الصفّ الطويل من الأشخاص الذين يظهرون في أعلاها وهم يرتدون ثيابا بيضاء أشبه ما تكون بالأكفان بينما يأخذون طريقهم باتجاه الأهرامات التي قد تكون رمزا للموت أو الخلود.
ترى هل هؤلاء هم الضحايا؟ قتلى الحروب والمآسي التي جلبها عظماء التاريخ من ساسة وقادة عسكريين؟
أغلب الظنّ أنهم كذلك. ومما يرجّح هذا الاحتمال صورة المرأة التي تقف في نهاية الصفّ خلف بوش الابن مباشرة وإلى جوار بن لادن، والتي ترفع يديها إلى السماء بالتوسّل والشكوى. ومن الواضح أن الرسّامين استعاروا هذه اللقطة من صورة فوتوغرافية مشهورة للمصوّر الفرنسي هنري بريسون التقطها في أربعينات القرن الماضي لأقارب ضحايا إحدى المذابح الطائفية التي حدثت في مدينة سريناغار الهندية.
وهناك احتمال أن يكون الدافع الأساسي من وراء رسم اللوحة هو محاولة الترويج للثقافة الصينية في العالم. فهناك اثنتان وعشرون شخصيّة صينية في اللوحة, ومعظمهم مجهولون تماما خارج الصين. وربّما لا يُعرف منهم سوى كونفوشيوس ولاو تسو وجنكيز خان وماوتسي تونغ وصن يات-سين ودينغ شياو بينغ.
وما يعزّز هذا الاحتمال طغيان الكثير من جوانب الثقافة الصينية على اللوحة، مثل الطاولات التي غُطيت بخارطة الصين، وقطع الأثاث والنقوش والزخارف الصينية والأواني البرونزية والعتاد الحربي والآلات الموسيقية الصينية.
هناك من يقول إن سرّ شعبية هذه اللوحة واهتمام الناس بها يعود إلى حقيقة أن الناس في هذا العصر الذي تهيمن عليه الميديا واسعة الانتشار مفتونون كثيرا بالشخصيات النجومية وميّالون إلى تمجيد المشاهير بل وحتى إحاطتهم بهالة من التبجيل والقداسة، يستوي في ذلك أكان الشخص المشهور سياسيا أو مغنيّا أو رياضيا أو رسّاما أو ممثّلا أو غير ذلك.
نيويورك - تصدر مسلسل "فليباغ" البريطاني الكوميدي فئة المسلسل الكوميدي في جوائز إيمي لهذا العام، التي تم إعلانها في حفل أقيم في لوس أنجليس بكاليفورنيا.
وحصل "فليباغ" على أربع جوائز في عدد من الفئات، من بينها أفضل مسلسل كوميدي، وأفضل سيناريو لمسلسل كوميدي، وأفضل ممثلة في دور بطولة لبطلته وكاتبته فيبي والر-بريدج.
وحصل مسلسل "لعبة العروش" على جائزتين، من بينهما أكبر جوائز الإيمي، وهي أفضل مسلسل طويل. أما الجائزة الثانية التي حصل عليها المسلسل فكانت جائزة أفضل ممثل مساعد، والتي فاز بها بيتر دينكليدج، عن أدائه لشخصية تيريون لانستر في المسلسل.
وحصلت الممثلة البريطانية جودي كومر على جائزة أفضل ممثلة في مسلسل درامي، عن دورها في مسلسل "قتل إيف".
وقالت والر-بريدج مازحة عند تسلمها جائزتها عن "فليباغ"، الذي كتبته وأدت دوره الرئيسي "إنه شيء رائع ومطمئن أن تصل امرأة منحرفة غاضبة مضطربة إلى جوائز إيمي"، في إشارة لبطلة مسلسلها.
وأضافت والر-بريدج أن احتمال الفوز بجائزة كان دافعا لها على الكتابة. وأضافت "أجد الكتابة أمرا عسيرا مؤلما، ولكنني أود أن أقول من أعماق قلبي إن سبب قيامي بالكتابة هو هذا"، مشيرة إلى تمثال الإيمي الذي تحمله في يدها.
في العام 1624، كلّف الكاردينال بورغيزي النحّات والفنان جيان لورنزو بيرنيني بتحويل قصّة ابوللو ودافني الأسطورية إلى عمل رخامي.
وشرع بيرنيني في نحت هذا التمثال الذي يصوّر اللحظة التي تمكّن فيها ابوللو إله النور من الالتحام بالحوريّة دافني بعد أن دأبت على صدّه وإبعاده. تلك اللحظة التي تقول الأسطورة إن جسد دافني تحوّل عندها إلى شجرة غار وشعرها ويديها إلى أغصان وأوراق.
هذه القطعة النحتية الرائعة هي أفضل مثال على براعة بيرنيني وحرفيّته العالية. وقد جرت العادة على أن يُصنّف التمثال على انه من الفنّ الايروتيكي، غير انه بنفس الوقت يمكن أن يرمز إلى التحوّلات التي مرّ بها النحّات في مراحل تطوّره الفنّي.
كان بيرنيني نحّاتا ورسّاما ومهندسا معماريا بارزا، كما كان مناصرا قويّا لفنّ الباروك في إيطاليا. وقد ولد لأب كان يعمل نحّاتا هو الآخر. وعندما لاحظ براعة ابنه في التعامل مع الحجر وهو بعدُ في سنّ مبكرة، عهد به إلى من يعلّمه وينمّي ويرعى موهبته.
"ابوللو ودافني" كان آخر عمل موّلته عائلة بورغيزي، وهو أحد أشهر الأعمال النحتية وأكثرها شعبية وشهرة حتى اليوم. وقد بدأ بيرنيني نحت التمثال وهو في سنّ الرابعة والعشرين وتطلّب إنجازه ثلاث سنوات كاملة.
والقصّة التي يجسّدها التمثال تحكي عن الرغبة وتتضمّن إشارات عديدة إلى الحواسّ وخاصّة اللمس. وقد حوّل النحّات الأسطورة إلى قطعة فنية مليئة بالرقة والشاعرية. ومن الواضح أن بيرنيني عمد إلى استلهام الصورة التي كانت رائجة عن ابوللو في العصر الهيلينستي، فصوّره بشعر طويل وملامح جميلة وبهيئة ليست بالذكورية ولا بالأنثوية الخالصة.
السؤال الذي أثاره الكثيرون في تلك الفترة هو: ما الذي يدفع رجلا متديّنا كالكاردينال بورغيزي للاهتمام بتجسيد أسطورة وثنية والاحتفاظ بها في منزله؟
الجواب نجده في بيت الشعر المنسوب للكاردينال بارباريني "البابا في ما بعد" والذي أمر بورغيزي بحفره في إطار قاعدة التمثال والذي يقول: "أولئك الذين ينشدون المتع السريعة الزوال لا يبقى بأيديهم في النهاية أكثر من أوراق الحنظل".
بحلول العام 1624 تبنّى بيرنيني اتجاها تعبيريا مفعما بالمضامين الانفعالية والسيكولوجية. ويُعزى له الفضل في تصميم عدد من النوافير ذات التماثيل البديعة والفخمة وأشهرها نافورة الأنهار الأربعة، لدرجة أن روما أصبحت في زمانه تسمّى مدينة النوافير. كما صمّم عددا من القصور والكنائس المشهورة. وقبيل وفاته ذهب إلى باريس كي يشارك في إعادة تصميم متحف اللوفر.
وقد عاش بيرنيني حياة طويلة امتدّت زهاء ثمانين عاما أنجز خلالها عددا من الأعمال النحتية التي تعتبر اليوم علامات بارزة ومهمّة في تاريخ النحت الغربي. ومن أشهر أعماله الأخرى تمثال سينت تيريزا، الحقيقة كما يكشفها الزمن، ديفيد، و"بلوتو وبروسيربينا".
وممّا يؤثر عن احد النقاد قوله واصفا قوّة منحوتات بيرنيني: للفنّ العظيم سلوكياته المخيفة. فقد أخذ بيرنيني الحجر وحوّله إلى لحم، وأخذ راهبة ومنحها شهوة".
الجدير بالذكر أن أسطورة ابوللو ودافني كانت موضوعا للعديد من الأعمال المسرحية والشعرية عبر العصور. كما استوحى من أحداثها الموسيقي الألماني فريدريك هاندل أحد أشهر أعماله الاوبرالية.
كان البيرت رايدر احد أكثر الرسّامين أصالةً في أمريكا خلال القرن التاسع عشر.
وقد تلقّى تعليما أوّليا في الفنّ على يد رسّام البورتريه وليام مارشال ثم التحق بالأكاديمية الوطنية لفنّ التصميم.
ويغلب على رسوماته الطابع التعبيري، الأمر الذي دفع بعض مؤرّخي الفنّ إلى اعتباره فنّانا حداثيا.
ويقال إن لوحاته مهّدت لظهور الاتجاهات الرمزية والتجريدية في الفنّ الحديث.
ودائما ما كان يبدي شغفا شديدا بالآداب والفنون عامّة. وأكثر لوحاته تستمدّ موضوعاتها من الإنجيل والميثولوجيا ومن الأعمال الأدبية لـ شكسبير وبايرون وتينيسون وإدغار الان بو ومن موسيقى فاغنر. وقد بلغ من شغفه بالأدب انه كثيرا ما كان يكتب قصائد شعر لترافق لوحاته.
في هذه اللوحة رسم رايدر الموت على هيئة هيكل عظمي بشري يحمل منجلا ويمتطي صهوة حصان في مضمار للسباق.
التفاصيل في اللوحة تعطي إحساسا بالانقباض والكآبة. فالسماء حالكة مكفهرّة ومضمار السباق نفسه يبدو بلا نهاية. وليس هناك في المشهد كلّه أيّ أثر للحياة. حتى الشجرة الوحيدة هنا تبدو ميّتة جرداء.
وفي الأسفل تظهر أفعى طويلة وهي تتحرّك على امتداد ذلك الجزء من اللوحة.
وقد استلهم الفنّان موضوع اللوحة من قصّة رجل من نيويورك أقدم على الانتحار بعد أن فقد جميع ممتلكاته إثر خسارته في الرهان على حصان خلال أحد السباقات.
وعندما علم رايدر بما جرى للرجل، وكان يعرفه، شرع في رسم اللوحة التي عمل عليها لسنوات وعدّل فيها وغيّر كثيرا.
ربّما تكون الأفعى في اللوحة رمزا للإغراء والموت، والمضمار الأجرد صورة مجازية عن عبثية الحياة وقسوتها.
الفنّان اختار اللونين الأصفر الخفيف والرمادي وظلالهما لتكثيف الجوّ السوداوي للمشهد.
كان رايدر شخصا واسع الخيال ميّالا للعزلة مع شيء من التصوّف وبعض الرومانسية. وقد شغله طويلا التفكير في علاقة الإنسان بالقوى الغيبية وبعناصر الطبيعة وعُرف عنه حبّه لرسم المشاهد الليلية للبحر التي تعطي إحساسا بالكآبة الممزوجة بشيء من الحلم والشاعرية.
كما عُرف بتديّنه الشديد وزهده في الأمور الدنيوية. فلم يتزوّج أبدا وكان دائما يقول إن الفنّان لا يحتاج، بالإضافة إلى عدّة الرسم، لأكثر من سطح منزل ينام فوقه وكسرة خبز يعيش عليها والله يتكفّل بالباقي.
وقد زار رايدر أثناء حياته العديد من البلدان، منها ايطاليا واسبانيا والمغرب وفرنسا وايطاليا وبريطانيا. غير أن تلك الأسفار لم تؤثّر كثيرا في فنّه.
قصّة الجواد الشاحب والفارس الذي يرمز للموت لها أصل ديني. إذ يذكر الإنجيل أن رجلا يمتطي حصانا شاحبا سيظهر في الأرض قبل حلول الساعة فينشر الأوبئة والأمراض الخطيرة وأن الموت سيطبق على البشر، عدا الذين يختارون الربّ هاديا ومرشدا. وفي النهاية سيتدخّل الإله لمنع اجتثاث البشر من الأرض قبل أن ينزل المسيح من بين الغمام ليعلن قيام مملكة الربّ الأبدية.
وهناك من يربط قصّة الجواد الشاحب بأحداث معاصرة. بينما يذهب آخرون إلى القول إنها حدثت فعلا في عصور غابرة.
وقد صوّر هذه القصّة رسّامون كُثُر أهمّهم فيكتور فاسنيتسوف وألبريخت ديورر.
الجواد الشاحب الذي يذكّر بالموت أصبح أيضا موضوعا للعديد من الروايات والأعمال الأدبية. كما حوّلته الثقافة الحديثة إلى مادّة للأغاني والألعاب الاليكترونية.
توفي البيرت رايدر عام 1915 في منزل احد أصدقائه الذي كان يقوم على رعايته وذلك إثر مرض لازمه طويلا.
وبعد موته اُكملت بعض لوحاته الناقصة كما تمّ إدخال تعديلات على بعضها الآخر بحيث بدت مختلفة عن هيئتها التي رُسمت بها في الأصل.
وقد ازدادت شهرته بعد رحيله وزاد الطلب على اقتناء لوحاته التي يوجد بعضها الآن في المتاحف والغاليريهات الرئيسية في أمريكا الشمالية.
معظم أعمال إل غريكو عبارة عن أجساد مشوّهة لأشخاص مكروبين ومعذّبين. وقدّيسوه ومادوناته وشهداؤه غالبا ما يظهرون بهيئات مستطيلة كما لو أنهم عُذّبوا على صفائح أو ألواح مسطّحة. لكن هذه اللوحة تبدو غريبة ومختلفة كثيرا عن أسلوب الرسّام. ومن الصعب التوفيق بين الرأس المرسوم بأسلوب جميل والرؤوس المشوّهة التي ألفنا رؤيتها في لوحاته الأخرى.
هنا امرأة حقيقية من لحم ودم، وبوجنتين متورّدتين وشفتين حمراوين. كما أن صورتها تنبض بالألوان الحمراء والزهرية الناعمة وتشتعل حيوية. ولهذا السبب، كان هناك جدل قديم حول ما إذا كانت اللوحة لـ إل غريكو فعلا. وإن صحّ أنها له، فربّما تكون هذه هي المرأة الحقيقية الوحيدة التي رسمها.
ولأن اسم المرأة غير معروف، فقد حاول الكثيرون التنقيب خلف معطفها الباذخ وملامحها الغامضة ليعرفوا السرّ الذي تخبّؤه. ملابسها الأنيقة قادت إلى محاولات عديدة لتحديد هويّتها. البعض قال إنها كاتالينا الإبنة الثانية لـ فيليب الثاني ملك اسبانيا. والبعض الآخر ذهب إلى أنها ابنة الرسّام نفسه، رغم انه لا يوجد دليل على انه كانت له ابنة، كما انه لم يتزوّج أبدا.
لكنّ هناك رواية أخرى تكتسب بعض المصداقية وتشير إلى أن المرأة في اللوحة هي هيرونيما دي لاس كويفا صاحبة الرسّام. الطريقة المتأنّقة التي رُسمت بها يد المرأة يسوقها البعض كدليل على الأسلوب المتميّز الذي عُرف به إل غريكو.
عاشت هيرونيما فترة طويلة معه، لكنّهما لم يتزوّجا أبدا. وهو يذكرها في العديد من رسائله. ويقال انه مرّ بتجربة زواج غير سعيد في شبابه، لذا لم يقدم على الزواج مرّة أخرى. وقد أنجب من هيرونيما ابنا وحيدا، وكان فخورا به كثيرا، لدرجة انه ضمّنه في لوحته الأشهر دفن كونت أورغاس ، التي كانت مثيرة زمن الرسّام وما تزال إلى اليوم احد عناصر الجذب السياحيّ في طليطلة، المدينة التي عاش وعمل فيها إل غريكو.
وإذا صحّت النظرية القائلة بأن اللوحة لعشيقته، فإن اختياره للألوان المتناغمة ورسمه لوجهها بهذه النعومة والفتنة ربّما يكشف عن مدى قربه منها وتعلقّه بها.
في زاوية اللوحة اليمنى إلى أعلى، هناك ما يشبه الممرّ أو الجدار الحجري، ما يشي بأن المرأة قد تكون رُسمت في زقاق أو في سوق ليلي مزدحم. نظراتها لا تخلو من ذكاء وفراسة، كأنها على وشك أن تواجه خطرا ما، لكنها تدرك أنها ستنتصر عليه بسبب عزيمتها وثقتها.
أهمّية هذه اللوحة تنبع من نوعيّتها النادرة بالنسبة لـ إل غريكو. وقد انتقلت من اسبانيا لتذهب إلى مجموعة الملك لوي فيليب في فرنسا قبل أن تستقرّ في اللوفر. ثمّ اشتراها عام 1853 ثريّ انجليزي كان خبيرا في الفنّ والتاريخ الاسباني اسمه وليام ماكسويل. وأخيرا أهدتها ابنته عام 1966 إلى مكتبة بولوك هاوس في مدينة غلاسغو حيث لا تزال موجودة إلى اليوم.
ولد إل غريكو (واسمه الأصلي دومينيكوس ثيوتوكوبولوس) في جزيرة كريت باليونان عام 1541. كانت كريت في ذلك الوقت جزءا من جمهورية فينيسيا الايطالية. وقد عمل في بداياته كرسّام للايقونات ثم انتقل إلى فينيسيا حيث درس على يد تيشيان. ومن فينيسيا ذهب إلى مدريد فـ طليطة التي ظلّ يعمل بها حتى وفاته.
أسلوب إل غريكو الدراماتيكي والتعبيريّ أثار حيرة معاصريه. بعضهم رأوا فيه موهبة خاصّة ونادرة. كان الارستقراطيون الإسبان يلاحقونه كي يرسمهم. وكان المجتمع ينظر إليه ليس باعتباره رسّاما فحسب، وإنما كشخص مثقّف وفيلسوف. وشخصيّته وفنّه كانا مصدر إلهام لرسّامين مثل ديلاكروا وجون سارجنت وبيكاسو وسيزان، ولشعراء وكتّاب مثل راينر ريلكا ونيكوس كازانتزاكيس.
ابتداءً من عام 1585، عاش إل غريكو بصحبة هيرونيما في مجمع سكنيّ مترف يضمّ ورشة فنّية ويملكه احد ماركيزات طليطلة. وقد قضى سنواته الأخيرة هناك في راحة واستمرّ يمارس الرسم. كانت له حاشية وتلاميذ ومساعدون وموسيقيون كانوا يعيشون معه حياة مرفّهة في القصر.
غير أن حظوظ الفنّان تغيّرت فجأة. إذ فقَد ثروته بعد أن دخل في قضايا ومنازعات في المحاكم مع رعاته لها علاقة بالمال. وفي ابريل من عام 1615، أصيب إل غريكو بمرض خطير لم يلبث أن توفّي على إثره ودُفن في إحدى كنائس طليطلة. لكن الكنيسة أمرت باستخراج الجثمان ودفنه في احد الأديرة. وفي ما بعد تمّ تدمير الدير واختفى معه كلّ اثر للقبر.
بعد وفاته، لم يعد الناس يتذكّرون إل غريكو سوى بالكاد واختفى اسمه من التداول طوال مائتي عام. لكنه بُعث من جديد في أواخر القرن الثامن عشر على يد مجموعة من النقّاد وجامعي الفنّ ليصبح واحدا من أشهر الرسّامين في تاريخ الفنّ.
نيوزيلندا - تستعد نيوزيلندا لدفعة اقتصادية جديدة مرتبطة بسلسلة الأعمال التاريخية المعروفية بأساطير الأرض الوسطى، بعد أن اختارتها شركة أمازون ستوديوز لتصووير سلسلتها التليفزيوينة الجديدة من سيد الخواتم، التي طال انتظارها.
ومن المقرر أن يكون العمل التليفزيوني الجديد هو الأغلى على الإطلاق، بتكلفة تزيد عن مليار دولار.
ويرغب قسم الإنتاج السينمائي في شركة أمازون في الاستفادة من النجاح الكبير الذي حققته ثلاثية أفلام سيد الخواتم، والتي تم تصويرها أيضا في نيوزيلندا منذ سنوات.
وساعد الحصول على امتياز هذه السلسلة من الأفلام في تعزيز السياحة والوظائف في نيوزيلندا.
وقالت شركة أمازون ستوديوز، التي اشترت حقوق إنتاج المسلسل التلفزيوني قبل عامين، إن التعديل الجديد سوف يستكشف قصصا جديدة متقدمة عن الأعمال الكلاسيكية التي قدمها جي. آر. توكينز.
والكاتب الإنجليزي جي. آر. توكينز، هو مؤلف سلسلة أعمال الأرض الوسطى والتي شملت سيد الخواتم والهوبيت، وهو من مواليد بريطانيا عام 1892 وتوفى في 1973.
رؤية نقدية: هل ينجح الجزء الثالث من فيلم "ذا هوبيت"؟
وقالت الشركة في بيان، يوم الثلاثاء، إن مرحلة الإعداد للإنتاج قد بدأت وسيبدأ العمل رسميا في أوكلاند في غضون الأشهر المقبلة.
وأضافت الشركة "بينما نبحث عن موقع لإحياء الجمال البدائي للعصر الثاني من الأرض الوسطى، أدركنا أننا بحاجة إلى العثور على مكان مهيب يضم السواحل والغابات والجبال البكر".
وقال وزير التنمية الاقتصادية النيوزيلندي فيل تويفورد، إن المشروع سيحقق مجموعة كبيرة من الفوائد "بما في ذلك الوظائف والاستثمارات الخارجية الكبيرة".
حقق فيلم سيد الخواتم، للمخرج بيتر جاكسون في أوائل عام 2000، ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار تقريبا في شباك التذاكر وفاز بعدد كبير من جوائز الأوسكار.
وتسببت هذه الأفلام إلى جانب ثلاثية الهوبيت في إحداث طفرة سياحية كبيرة في نيوزيلندا.
حيث أظهرت جمال الطبيعة والأرض الخصبة والجبال مما شجع ملايين السياح على زيارتها.
كما أدى إنتاج أفلام ضخمة في نوزيلندا إلى تحويل قطاع صناعة السينما المحلي الصغير إلى صناعة كبيرة ومتطورة، بما في ذلك المؤثرات الرقمية الخاصة.
واعتبرت نيوزيلندا الأعمال الخاصة بالأرض الوسطى جزءا من هويتها الثقافية، واستخدمت المؤثرات الخاصة بها مثل التنانين العملاقة والرسومات والشعارات الخاصة بها لتزيين أماكن هامة في البلاد مثل مطار ويلنغتون.
دبي - شووفي نيوز -يعود مركز جميل للفنون مجدداً ببرنامج حافل بمعارض وتكليفات فنية ومحاضرات وفعاليات متنوعة لخريف 2019، حيث ستنطلق فعاليات البرنامج ابتداءاً من 21 سبتمبر وتمتد حتى العام المقبل 2020، سأذكر البعض منها:
● يقدم معرض "ذاكرة المبتور" ثلاثة عشر فنانة وفنان وجماعة فنية، وتتناول الأعمال موضوعات الثقافة المادية وتسليح التراث؛ وتتنوع المعالجات الفنية ما بين مجسّمات وتركيبات فنية ومقاطع فيديو وصور فوتوغرافية ورسوم ثلاثية الأبعاد، وتشمل تكليفات جديدة أيضاً، ويقام في الفترة من 10 أكتوبر 2019 إلى 15 فبراير 2020
● تقدم سلسلة غرف الفنانين بالمركز عملاً للفنان برابهاكر باشبوتِه يقدم من خلاله تفسيرات فنية لأساليب الاحتجاج في الهند عبر تركيبات طبقية كبيرة الحجم من رسومات ومجسّمات، في الفترة من 21 سبتمبر 2019 إلى 15 فبراير 2020
● مكتبة الكتب غير المقروءة، وهي مكتبة مرجعية متجددة تحتوي على كتب لم يقرأها أصحابها السابقين، وتتواجد في الشرق الأوسط من 16 نوفمبر 2019 إلى 31 يناير 2020؛ وهي مبادرة من بنات أفكار هيمان تشونغ ورينيه ستال.
● "تكوين لحديقة عامة"، عمل فني موسيقي متعدد اللغات للفنان والموسيقار حسن خان، في حديقة جداف ووترفرونت للفنون من 3 نوفمبر 2019 إلى 8 يونيو 2020
● "لأول مرة منذ زمن بعيد"، أول معرض منفرد لسارة أبو عبدالله، يقدّم تأملات في الحياة الخليجية المعاصرة، وكيف أسهم الإنترنت وقنوات التواصل الرقمية في صياغة فهمنا واهتماماتنا تجاه العالم؛ يقام المعرض في الفترة من 18 ديسمبر 2019 إلى 11 أبريل 2020، في تعاون مع كونستفيرين هامبورغ، ألمانيا
● يجمع معرض "الأرض الرقمية تتحدث" فنانين ومفكرين ومصممين من إفريقيا وأوروبا وآسيا، ليستكشف الكيفية التي يصيغ بها فهمنا للتكنولوجيا عالمنا المعاصر؛ والبرنامج الذي يقام يومي 7 و 8 نوفمبر 2019 هو نتيجة تعاون بين مؤسستي ديجيتال إيرث وفن جميل
● في تكليف حديقة الفنان لهذا العام، تقوم أسونثيون مولينوس جوردو برعاية حديقة متخصصة تستلهم من خلالها تنوع الخلفيات الغذائية لسكان دبي (شتاء 2019)
● تستمر البرامج العامة، من قبيل حلقات المكتبة وبرامج الأبحاث والمحاضرات والأعمال التجريبية في مكتبة جميل
دبي، الإمارات العربية المتحدة | 11 سبتمبر 2019 – أعلن مركز جميل للفنون، مؤسسة الفن المعاصر في دبي، اليوم عن مزيد من تفاصيل برنامجه لخريف وشتاء 2019، ومن بينها: "ذاكرة المبتور"، وهو معرض فني يتناول تراثنا المادي، بمشاركة من ثلاثة عشر فنانة وفنان وجماعة فنية؛ والتواجد الأول في الشرق الأوسط لمَكتبة الكتب غير المقروءة، وهي مكتبة مرجعية متجددة تمثل تجسيداً لمفاهيم الإتاحة والوفرة وسياسات إعادة التوزيع؛ ومعرض منفرد للفنانة سارة أبو عبدالله يطرح تساؤلات حول الهوية؛ وعمل فني كبير جديد للفنان برابهاكر باشبوتِه؛ علاوة على تركيبات فنية خارجية منتشرة في حدائق المركز ومجاورة لحديقة جداف ووترفرونت للفنون، وكذلك ورش العمل، المحاضرات، الأبحاث، والبرامج العامة الأخرى.
ذاكرة المبتور
في الفترة من 10 أكتوبر 2019 إلى 15 فبراير 2020، وبمشاركة ثلاثة عشر فنانة وفنان وجماعة فنية، يطرح معرض "ذاكرة المبتور" تساؤلات حول علاقتنا التي نعايشها مع التراث المادي. حيث تتناول الأعمال، التي تعددت وسائطها الفنية، موضوعات ملحة، من قبيل كتابة التاريخ، وتسليح التراث، وترسيخ معاني وهمية للثقافة المادية. ويتطرق المعرض إلى عملية توزيع الآثار وصولاً إلى تخريب المساحات المعمارية. وكانت قد اكتسبت قضية التراث المادي اهتماماً عالمياً، ولكنها أشد إلحاحاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث تلقي خلفيات الاستعمار والحروب وصراعات الهيمنة الثقافية، بظلالها الثقيلة على الموضوع.
تتنوع المعالجات الفنية للموضوعات والأشياء والمواقع في هذا المعرض، ما بين مجسّمات وتركيبات فنية ومقاطع فيديو وصور فوتوغرافية ورسوم ثلاثية الأبعاد، على أنها تبقى معالجات منقوصة، وهدفها الأول هو تشجيع المتلقي على الاسترسال بخيالاته لتحيله إلى تشعبات أخرى على الدرب ذاته. وكان في اختيار عنوان المعرض "ذاكرة المبتور" إحالة إلى تلك الحالة الطبية المؤلمة التي يرفض فيها الجسد الإقرار بخسارته لطرف من أطرافه على إثر إصابة عنيفة أو عملية بتر حتمية. فنجد في أعمال هؤلاء الفنانين أصداء حقيقة ثقافية تتمثل فيما يلازم حاضرنا من أمور جرى محوها عنوةً في الماضي. ولطالما كان التراث المادي ساحةً لادعاءات متناقضة وروايات تاريخية متنازعة، يتم على أساسها إبراز الهويات القومية والإثنية. وشهدت السنوات الأخيرة وقائع متوالية لهدم مقصود لمباني وآثار وأساليب حياة ذات أهمية تاريخية عالمية. وفي ذات الوقت، ثار جدل متصاعد حول ضرورة استعادة البلدان لآثارها ومقتنياتها الثقافية، وهو جدل مُلّح تجاوز حدود المتاحف إلى أروقة السياسة. ويهدف المعرض إلى تقديم محاولات لاستعادة التاريخ المفقود، ليس فقط من خلال الوثائق والأرشفة، ولكن أيضًا من خلال التأمل والخيال.
يقدم معرض "ذاكرة المبتور" أعمالاً تكليفية لكل من رند عبد الجبار، علي شري، ديكولونايزنج أركيتكتشر ،بينجي بويادغيان، علاوة على أعمال من إبداع أكرم زعتري، جمانة منّاع، بيو أباد، فرنسيس وادزورث جونز، قادر عطية، ثيو ميرسير، ريان تابت، وخليل رباح. كما يشتمل المعرض على عمل تركيبي كبير بعنوان "خرائط المواجهة" وهو تركيب فني يجمع بين المواد البصرية، خرائط مفصّلة، نماذج ثلاثية الأبعاد، وتحليل للبيانات، وهي من تنفيذ وكالة الأبحاث فورينسك أركيتكتشر وبمشاركة إنتاجية من مؤسسة فن جميل ومتحف فيكتوريا وألبرت. ويوضح هذا العمل التركيبي كيف يمكن للطرق المبتكرة للتَصميم الرقمي والتقاط الصور أن تساعد في الحفاظ على التراث الثقافي، وتبقى شاهدة في نفس الوقت على ما جرى من تدمير قبل أن يتم محو آثار الجرائم من خلال عمليات إعادة الإعمار. "ذاكرة المبتور" هو معرض من تنظيم فن جميل، ويواكبهُ برنامج من المحاضرات وورش العمل والأفلام والفعاليات التي تناسب جميع الأعمار.
مكتبة الكتب غير المقروءة
هذا هو الحضور الأول في منطقة الشرق الأوسط لهذه المكتبة المتنقلة من بنات أفكار هيمان تشونغ ورينيه ستال، وهي مكتبة مرجعية متجددة تحتوي على أكثر من 700 عنوان، تتناول قطوف من شتى مجالات المعرفة، وتمثل تجسيداً لمفاهيم الإتاحة والوفرة وسياسات إعادة التوزيع. وتبرز مكتبة الكتب غير المقروءة محتواها للتأكيد على قيمة تبادل المعرفة. تتواجد المكتبة، التي تكون محتواها من تبرعات القراء في جميع أنحاء الإمارات بكتبهم، في ردهة مركز جميل للفنون في الفترة من 16 نوفمبر 2019 إلى 31 يناير 2020.
برابهاكر باشبوتِه يعد برابهاكر باشبوتِه أحد الفنانين الهنود الأكثر شهرة في جيله، وهو يشارك بأحدث مشاريعه في غرف الفنانين بمركز جميل للفنون في الفترة من 21 سبتمبر 2019 إلى 15 فبراير 2020. وفي إطار سلسلة أعماله التي أسماها "بحر من القبضات" يمثل المعرض استعراضاً قوياً لفن الاحتجاج، واستكشاف الإجراءات القائمة وحقائق المجتمعات في قلب الصراع في جميع أنحاء الهند. وعلى مدى السنوات الأخيرة، شهدت الهند حركات احتجاج مستمرة استخدم خلالها المزارعون أجسادهم في إشارات أدائية، بما في ذلك المسيرات الصامتة في ناشيك، ووقفات التحدي في بحيرات ولاية كارناتاكا، وحتى دفن أنفسهم في حفر للاحتجاج على الاستحواذ القسري على الأراضي في راجستان. ويتضمن التركيب الفني الكبير جداريات منفذة مباشرة على جدران المعرض، وقواطع خشب رقائقي وعناصر من المجسّمات.
سارة أبو عبدالله: لأول مرة منذ زمن بعيد
تعمل الفنانة السعودية سارة أبو عبدالله من خلال وسائط متنوعة؛ الفيلم، التركيب الفني، الرسم، والكتابة. ويبحث عمل الفنانة في الحياة الخليجية المعاصرة، وكيف أسهم الإنترنت وقنوات التواصل الرقمية في صياغة فهمنا واهتماماتنا تجاه العالم، خاصةً بالتدفق المستمر للصور وصياغة الشخصيات الوهمية عبر الإنترنت، ومعمارية الحيز المحلي، وثقافة البوب في الخليج. يعكس المعرض بحثاً معاصراً عن الذات والانتماء، وتتساءل سارة فيه عن الكيفية التي يمكننا بها التنقل في المساحات العامة والخاصة بينما نتفاوض على أطر لكل منها، من خلال رؤية تتأثر، على سبيل المثال لا الحصر، بتجربتها كفنانة في المجتمع السعودي.
ويجمع المعرض بين أعمال الفيديو الحالية والتكليفات الجديدة بما في ذلك رسم كبير على النسيج وكذلك تركيب لنباتات حية؛ وهو إنتاج مشترك بين مؤسسة فن جميل وكونستفيرين هامبورغ، ألمانيا، حيث بدأ المعرض في أغسطس 2019. وتعد الكتابة أساسية لممارسة سارة أبو عبد الله وتشكل جوهر كتاب جديد، في مشروع نشر مشترك بين فن جميل وكاف بوكس وكونستفيرين هامبورغ.
الأرض الرقمية تتحدث في تعاون بين مركز جميل للفنون والأرض الرقمية (ديجيتال إيرث) وهي شبكة بحثية عالمية للفنانين والباحثين الذين يستكشفون علاقة التكنولوجيا بالجغرافيا السياسية في القرن الحادي والعشرين، يقام برنامج المحادثات يومي 7 و8 نوفمبر 2019. ويجمع الحدث المفتوح للجمهور بين فنانين ومفكرين ومصممين من إفريقيا وأوروبا وآسيا لاستكشاف الكيفية التي يصيغ بها فهمنا للتكنولوجيا واستخداماتها العلاقات الجيوسياسية والعلاقات الشخصية. ويحيلنا المسمى "الأرض الرقمية" إلى مفهوم "التوأم الرقمي" لكوكب الأرض، والذي يتكون من أنظمة لوغارتمية تقوم بتوليد وتتبع وتجميع البيانات التي تجتاح وتشكل وتستغل وتنظم حول حركة البضائع والأشخاص حول العالم.
تركيبات فنية خارجية
تستضيف حديقة جداف ووترفرونت للفنون، المجاورة للمركز والتي أقيمت بالتعاون مع دبي القابضة لتكون أول منتزه فني في الإمارات، التركيب الفني الكبير الذي أبدعه حسن خان، "تكوين لحديقة عامة" من مجموعة فن جميل، وهو مجموعة مركبة من الموسيقى والإضاءة متعددة القنوات، مع خلفيات صوتية بالعربية والإنجليزية والأردية. وقد وضعها الفنان عبر ثلاث حركات في نفس الوقت وأبدعها خصيصاً للحديقة العامة وسط مجسّمات جداف ووترفرونت. وسبق عرض العمل في بينالي البندقية السابع والخمسين، حيث حصل الفنان فيها على جائزة الأسد الفضي. يفتتح العرض في 3 نوفمبر 2019 وحتى 8 يونيو 2020 للجميع نهاراً ومساءً.
جدير بالذكر أن تصميم مركز جميل للفنون اشتمل على حدائق تنتشر وسط المعارض، في حوار مبدع بين الفن والطبيعة.
ومن منطلق التفكير في علاقتنا بالعالم الطبيعي، تستضيف حديقة الفنان في شتاء 2019 عملاً فنياً بمسمى "تنقل: بستنة الرحلة" لأسونثيون مولينوس جوردو فيه تنشئ حديقة تبحث في أفكار العالمية والترابط والتنقل والتعايش من خلال التحقيق في الأنواع المختلفة من البذور التي تنجو من عمليات انتاج الغذاء في الإمارات العربية المتحدة.
وتتصور مولينوس جوردو، وهي فنانة باحثة تعمل بنظريات الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والدراسات الثقافية، بقايا عادات الطهي المتنوعة في دبي وهي تشق طريقها من الطبق إلى محطة الصرف الصحي المركزية في المدينة. وهي بذلك تتحدى المفاهيم الرومانسية للطبيعة، مع تجسيد الواقع المترابط للحالة الإنسانية.
معارض وتركيبات فنية قائمة
لدى زوار مركز جميل للفنون فرصة أخيرة لمشاهدة العديد من المعارض والتركيبات الفنية القائمة هذا الخريف. ومن بينها معرض "ماديات مستعارة"، وهو معرض يستكشف مقاربات متنوعة لمفهوم المادية، وهو مستمر حتى يوم 23 نوفمبر 2019. ويضم المعرض أعمالاً لثمانية عشرة فناناً وجماعة فنية وهي من مجموعة فن جميل، ويقدم تكليفات وعروض أداء وورش عمل ومحاضرات وعروض سينمائية. وفي تجسيد لما يرمز له المركز من تكامل بين الفن والطبيعة، تعرض حديقة الفنان تركيباً للفنانة شيخة المزروع بعنوان "البيت الأخضر: تصميم داخلي/خارجي، اصطناعي/طبيعي" حتى نهاية نوفمبر.
أعمال مقبلة في دائرة الضوء
مايكل راكويتز
يستضيف مركز جميل للفنون معرضاً كبيراً للفنان الأمريكي -العراقي مايكل راكويتز خلال الربيع المقبل، وهو معرضه المنفرد الأول في آسيا والشرق الأوسط. المعرض تنظيم مشترك بين جاليري وايت تشابل وكاستيو دي ريفولي ومؤسسة فن جميل وبإشراف فني من إيونا بلازويتش، كارولين كريستوف-باكارجييف، مع هبدا رشيد، ماريانا فيسيليو، ونورا رازيان. ويقدم المعرض أهم أعمال الفنان على مدار عقود، وتستلهم التركيبات الفنية متعددة الأوجه ما ميز المنطقة من عمارة وثقافة وتراث وسمات جيوسياسية منذ 750 قبل الميلاد وحتى اليوم؛ يصدر للمعرض الذي يقام في دبي كتالوج باللغتين العربية والإنجليزية ويواكبه برنامج عام متنوع يناسب كافة الأعمار. وينظم المعرض داخل المركز في الفترة من 12 مارس إلى 30 أغسطس 2020، وكان قد أقيم من قبل في كل من جاليري وايت تشابل وكاستيو دي ريفولي.
برامج مستمرة
خلال سبتمبر، يقدم البرنامج السينمائي في غاليري 9 بالمركز، مواكباً لمعرض "ماديات مستعارة أفلاماً متنوعة بين الرسوم المتحركة (الأنيميشين) وأخرى وثائقية وغيرهما، ويقدم أعمال كل من: ليليانا بورتر، يونغ-هي تشانغ للصناعات الثقيلة، منعم واصف، برابهاكر باشبوتِه، ومشروع أو-را-مي-لي.
يشتمل البرنامج العام المستمر في مركز جميل للفنون على ورش عمل فنية موجهة للعائلات والشباب، وجولات برعاية القيمين الفنيين، ومجموعات القراءة ومناقشات. وتقدم حلقات مكتبة جميل الشهرية الأبحاث والعروض التقديمية والمعارض التجريبية من قبل عدة متخصصين في الإمارات. وتبدأ دورة خريف 2019 بعرض بحثي من إعداد ريم خورشيد، وهو يركز على تتبع استيراد وتصدير البنى التحتية والنماذج المؤسساتية بين مصر والخليج، وفهم العلاقات بين الدول والتاريخ الاجتماعي والسياسي. وتقدم الدورات التالية بحثاً لناتالي بوتز يركز على تاريخ وجهود الحفاظ على البيئة وصون الجوانب الإيكولوجية واللغوية والثقافية وحماية أرخبيل سقطرى اليمني، والذي أدرجته اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي الطبيعية. كما يضم البرنامج دراسة استقصائية تفصيلية لتاريخ الكوميديا في العالم العربي نفذه ديفيد هيرش، من المجلات الساخرة وحتى تواجد مهرجانات ComicCon أو ثقافة الـ Manga في المنطقة. وتجري المناقشات ذات الصلة في أيام 25 سبتمبر و4 ديسمبر 2019 و29 يناير 2020.
يحتضن المركز برنامج فن جميل للتكليفات الفنية وهو أحد أهم ركائز برامج مركز جميل للفنون بدبي. ينعقد البرنامج في دورة من ثلاثة أعوام، بالتركيز على فن المجسّمات (2018)، والكتابة والأبحاث الفنية (2019)، وفنون الرسم (2020). وسيتم الإعلان عن تفاصيل برنامج فن جميل للتكليفات الفنية: فنون الرسم قريباً.
الدخول إلى مركز جميل للفنون مجاني وعام، أيام السبت والأحد والإثنين والأربعاء والخميس (10:00 صباحاً إلى 8:00 مساءً)، والجمعة من 12 ظهراً إلى 10 مساءً. ويغلق المركز أبوابه يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
جدول خريف 2019:
21 سبتمبر – غرف الفنانين: لقاء مع برابهاكر باشبوتِه في الحادية عشرة صباحاً
21 سبتمبر – 15 فبراير 2020: غرف الفنانين: برابهاكر باشبوتِه
25 سبتمبر – حلقات المكتبة: حوار مع ريم خورشيد
2 إلى 30 سبتمبر – برنامج أفلام يواكب معرض "ماديات مستعارة"
10 أكتوبر – 15 فبراير 2020 – معرض "ذاكرة المبتور" الجماعي
2 نوفمبر – 8 يونيو 2020 - حسن خان، "تكوين لحديقة عامة"
7 و8 نوفمبر –الأرض الرقمية تتحدث
16 نوفمبر – معرض مكتبة الكتب غير المقروءة من بنات أفكار هيمان تشونغ ورينيه ستال
4 ديسمبر – حلقات المكتبة: حوار مع ناتالي بوتز
18 ديسمبر – 11 أبريل 2020 – معرض "لأول مرة منذ زمن بعيد"، سارة أبو عبد الله
29 يناير 2020 – حلقات المكتبة – حوار مع ديفيد هيرش
شتاء 2019 – حديقة الفنانين: أسونثيون مولينوس جوردو
شتاء 2019 - دعوة الفنانين للمشاركة في تكليفات فن جميل: فنون الرسم (2020)
مستمرة – مناقشات فنية، ورش عمل عائلية، حلقات المكتبة، مجموعات القراءة، وبرامج عامة
مستمرة – البرنامج السينمائي في القاعة السمعية البصرية بالمعرض 9
12 مارس 2020 – 30 أغسطس 2020 – معرض: مايكل راكويتز
معارض مستمرة
من الآن حتى 14 سبتمبر – معرض جائزة جميل للفن الإسلامي 5
من الآن حتى 23 نوفمبر – معرض "ماديات مستعارة"، بمشاركة 18 فنان وجماعة فنية
من الآن حتى 30 نوفمبر – حديقة الفنان – شيخة المزروع
تدعم فن جميل الفنانين والمجتمعات الإبداعية وتشمل مبادراتنا حالياً إدارة مدارس الفنون التراثية وبرامج الترميم، بالإضافة إلى برامج فنية وتعليمية متنوعة لكافة الأعمار. تعزز برامج المؤسسة دور الفن في بناء وترابط المجتمعات، ففي الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات تغيرات وتحولات هائلة، أصبح هذا الدور أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ويعّد مركز جميل للفنون مؤسسة معاصرة مبتكرة، افتتحت في دبي بالإمارات في 11 نوفمبر 2018؛ وحي: ملتقى الإبداع مركز رئيسي للصناعات الإبداعية من المزمع افتتاحه في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 2020.
تعمل مؤسسة فن جميل بطريقة تعاونية، حيث نفخر بشراكتنا مع العديد من كبرى المؤسسات مثل مؤسسة دلفينا، متحف فكتوريا وألبرت، مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية ومتحف المتروبوليتان للفنون. أما على المستوى المحلي، فتعمل المؤسسة مع الأفراد والمؤسسات لتطوير برامج مبتكرة تشمل التقنيات القديمة والحديثة، وتشجيع ريادة الأعمال والتواصل الثقافي.
تعمل فن جميل جنباً إلى جنب مع مجتمع جميل، لتتكامل جهود هاتين المؤسستين في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع والمساعدة في توفير فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
مركز جميل للفنون
یعد مركز جمیل للفنون واحدًا من أول المؤسسات الفنیة المعاصرة في دبي. يحتضن المركز العدید من المعارض الفردية والجماعية التي تعتمد على مقتنیات فن جمیل إلى جانب الشراكات الإقليمية والعالمية. تمتد المساحة الإجمالية المقام علیھا المركز لتصل إلى 10 آلاف متر مربع من المباني متعددة التخصصات، من تصميم شركة «سيري أركيتكتس» للهندسة المعمارية بالمملكة المتحدة. يضّم المبنى سبع حدائق مستوحاة من البيئة الصحراوية من تصميم مهندسة المناظر الطبيعية الحدائق والمسطحات أنوك فيجل.
يقع المركز في منطقة جداف ووترفرونت الواقعة على خور دبي، ويضّم صالات العرض الفنيّة بالإضافة إلى مكتبة جميل، والتي تعّد مركز أبحاث مفتوح يُعنى بالفن المعاصر والتاريخ الثقافي لمنطقة الخليج والمناطق المجاورة. يضّم المركز أيضاً مساحات مخصّصة للمشاريع والتكليفات الفنيّة، واستوديوهات للكتّاب، ومتجر ومطعم.
ويعّد أيضاً مركزًا للمبادرات التعليمية والبحثية للجماهير المختلفة، ويحتضن العديد من المبادرات البحثية والتعليمية لمختلف المعنيين. وهذا علاوة على برامج شراكة فنية محلية وإقليمية ودولية.
المزيد من المقالات...
- السفير الأمريكي لدى المكسيك يثير جدلا بتصريحاته عن فريدا كالو
- الفيلم البرازيلي "المحطة المركزية".. الضمير لايموت
- دخـان العنـبر للفنان الأمريكي جون سنغر سارجنت، 1880
- الدكتور بدر المطيري الملحق الثقافي الكويتي رئيس مجلس المستشارين العرب يجتمع بأعضاء المجلس
- بداية متواضعة لفيلم "Viy 2".. شركة روسية تقاضي جاكي شان وشوارزنيغر!
- العـشـيـقـــان للفنان البلجيكي رينـيـه مـاغـريـت، 1928
- قريـة عرائـس البحـر للفنان البلجيكي بـول ديلفـو، 1942
- تلال يعلوها رأس خروف وزهرة للفنانة الأمريكيـة جـورجـيـا اوكِـيـف، 1935
- لوحة اختطـاف ريبـيكا للفنان الفرنسي أوجيـن ديـلاكـــروا، 1846
- تحـوّل في الطريـق إلى دمشـق للفنان الايطالي كارافـاجيـو، 1601
الصفحة 40 من 92