Off Canvas sidebar is empty

القاهره - صبيحة يوم 3 ديسمبر من عام 2013، اتصل أحمد فؤاد نجم بصديقه رشدي جاد، وطلب منه أن يمر عليه بالمقطم حيث كان يعيش، وبالفعل جاءه الصديق فطلب منه الشاعر الكبير أن يأخذه إلى البنك، وهنالك استعلم عن رصيده الذي تجاوز، بعد حصول نجم على جائزة الأمير كالاوس، وهي جائزة هولندية لم يحصل عليها من العرب غير محمود درويش ونجم، وتبلغ قيمتها 100 ألف يورو، المليون جنيه وعشرات الآلاف من الجنيهات، طلب نجم من الموظف أن يضع المليون كاملاً في حساب مستشفى سرطان الأطفال، وقال له: "حط الفلوس دي في المستشفى اللي بتعالج العيال الغلابة من السرطان"، ثم طلب منه أن يوزع المبلغ الصغير المتبقي على اولاده نوارة وزينب وأميمة. وبعدها سحب مبلغ خمسة آلاف جنيه ووضعهم في جيبه"

حين وصل إلى باب البنك أعطى موظف الأمن خمسمئة جنيه بلا مبرر، وعلى الطريق كان "يكبش" دون حساب أو تقدير ويناول المال لكل مَن يقابله وهو يردد: "خد دول، هات حاجة لولادك"، ثم استوقف سيارة أجرة وعاد بها إلى البيت، وكانت أجرة التاكسي لا تتجاوز بأي حال الخمسون جنيهاً غير أنه أعطى السائق ما تبقى في جيبه من مال، وهو مبلغ قد يتجاوز الألف جنيه، وقد اندهش سائق التاكسي وسأل: ما هذا؟ فرد نجم: "ده رزق العيال"

في ذلك اليوم تحديداً توفي أحمد فؤاد نجم بعد أن وزّع كامل ثورته على الناس الغلابة الذين عاش بينهم ومعهم ودافع عنهم وعن قضاياهم فسُجن بسبب انحيازه إلى تلك الطبقة، طبقة القاع والفقراء والمهمشين، هذا هو نجم المناضل والشاعر والإنسان ..

عنى ورافق الشيخ امام رائد الاغنية الثوريه ..

لروحك السلام

فيلم واجب

لندن - كان فيلم "واجب" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر الفيلم العربي الوحيد بين الأفلام المتنافسة على جائزة مسابقة مهرجان لندن السينمائي في دورته الحادية والستين الجارية فعالياتها هذا الأسبوع.

وسبق أن أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية عن ترشيح هذا الفيلم لتمثيل فلسطين في جوائز الأوسكار لعام 2018.

تسعى جاسر في فيلمها، وهو الثالث بين أفلامها الروائية، إلى تقديم صورة بانورامية عن الحياة الفلسطينية بشتى أطيافها ومنظوراتها التي تتدرج فيه بين قطبي المثالية والبراغماتية.

وتتصادم داخل فيلم "واجب" ثنائيتان أساسيتان هما: الداخل والخارج، والمثالية والبراغماتية، اللتان تتجسدان في لقاء الإبن الفلسطيني المغترب مع والده الذي يعيش في مدينة الناصرة، التي تضم أحد أكبر تجمعات عرب 48 في شمال إسرائيل.

وتترك جاسر تلك التصادمات الإشكالية من دون تقديم خلاصات أو حلول محددة، فما يهمها هو الحياة ولا شيء سواها، الحياة التي تصبح مجرد إدامتها في واقع اختلال واستلاب منجزا بحد ذاته.

تلجأ جاسر إلى استخدام ما يشبه أسلوب أفلام الطريق لتقديم تلك الصورة البانورامية عن حياة الفلسطينيين في الناصرة، عبر تلك الرحلة - في سيارة قديمة من طراز فولفو - التي يقوم بها شادي (الممثل صالح بكري) ووالده أبو شادي (الممثل محمد بكري)، وهما في الواقع ايضا أب وإبنه.
واجب إدامة الحياة

أحداث الفيلم تبدأ مع عودة شادي من إيطاليا، حيث يعمل مهندسا معماريا، إلى الناصرة لحضور حفل زفاف أخته ومساعدة والده في تحضيرات العرس.

ويصر الأب، ضمن مفهوم الواجب بالتقليد الاجتماعي، على تسليم بطاقات الدعوة لحفل الزفاف إلى كل الأصدقاء والأقارب بنفسه مع إبنه، الأمر الذي يقودهما في رحلة طويلة للوصول إلى بيوتهم.

وعبر الحوارات بين الأب والإبن في الطريق تتكشف لنا الخلافات بين وجهتي نظرهما وطباعهما كما يتكشف ماضي عائلتهما نفسه، فضلا عن صورة الحياة اليومية في الناصرة مع تلك الزيارات التي يقومان بها لأسر مختلفة وطوافهما في شوارعها.

في هذا التجوال، نكتشف شخصية أبو شادي، المعلم الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، ويضطر أحيانا إلى الكذب لمجرد إرضائهم، أو موافقة آرائهم، وفي ذلك أقصى البراغماتية مقابل مثالية الإبن وصدقه وآرائه الأرثوذكسية.

ففي زيارة إحدى الأسر، يكتشف الإبن أن والده قال لأحد شيوخها - وهو طبيب - إنه درس الطب في إيطاليا، أو يطلب منه أن يذهب لجلب بطاقة دعوة لأحد الأشخاص من السيارة، وهو في الحقيقة لم يوجه أي دعوة له، إذ يذهب الأب بنفسه ويكتب بطاقة دعوة جديدة موجهة إلى هذا الرجل متهما إبنه بأنه لم يرها.

لقد علّمت الحياة في واقع قهر صعب الأب أقصى أنواع المرونة والبراغماتية، لكننا في الوقت نفسه نراه يسخرها لخير الناس وليس لمصلحته الشخصية.

وبالمقارنة مع الأم التي ضجرت من الحياة المملة وتركت أولادها وهاجرت لتتزوج رجلا آخر، نجد أن أبو شادي هو من تكفل بتربية أولاده ورعايتهم، وهو المنشغل بكل تفاصيل عرس ابنته والحريص على إنجاحه. إذ نراه يتعامل مع إدامة الحياة على أنها واجبه الوحيد.

أب وابن في الفيلم والواقع

ويقول هذا التجوال شادي إلى صديقة قديمة، تبدو تعيش حياة مختنقة بالضجر والكآبة، فتحاول الانفراد به عند تسليمه الدعوة وممارسة الجنس معه. كما تقوده الرحلة إلى لقاء إبنة عمه المحامية القوية التي ترفض الهجرة وتواصل حياتها رغم كل الظروف والخيبات بحيوية ونشاط. وتتوالى عليه صور وسلوكيات مختلفة للأقارب، كما هي الحال مع العمة التي تطلب منه تسجيل مخالفة سير ارتكبها إبنها باسمه لأنه سيسافر إلى الخارج ولا يعيش هنا.

وتتوالى المواقف التي تتكشف فيها الاختلافات بين الأب وإبنه، لكنها تصل إلى ذروتها عندما يأخذه الأب إلى مستوطنة إسرائيلية مجاورة لدعوة شخص يعمل في منصب حكومي بوزارة التعليم الإسرائيلية يصفه الأب بأنه صديقه ويساعده بينما يراه الإبن عميلا للأمن الاسرائيلي وسبق أن تسبب في اعتقاله قبل سفره.

يرفض الإبن الذهاب مع والده ويتهمه بأنه يتواطئ معه للحصول على منصب إدارة المدرسة، ويذهب الأب منفردا بعد أن يتركه إبنه، وفي غمرة ارتباكه يدهس كلبا خرج من أحد بيوت المستوطنة ويهرب. هنا توقعنا أن تتابع المخرجة هذا الخيط ومحنة الأب القانونية، بيد أنها أهملت ذلك تماما في ما تبقى من أحداث الفيلم ولم تعد له، على الرغم من أن كثيرا من الإشارات: كتحويل المخالفة المرورية لإبن العمة وغيرها، تلمح إلى أن هذا الخط ربما كان أساسيا في السيناريو.

كما يختلف الأب والإبن بشأن الفتاة التي يعيش إبنه معها في ايطاليا، وهي إبنة أحد القياديين في منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يتهمه الأب بالبعد عن الواقع والعيش مرفها في الخارج، ولكن عندما يجبره الإبن على الحديث معه عبر الهاتف، لا يتورع أن يصف له حياة متخيلة عن المكان الذي يعيش فيه ووصف جماله بشكل غير حقيقي لكنه متناسب مع خيال الحنين الذي يعيشه الرجل المغترب.

ومع أن تركيز جاسر في الفيلم على تقديم صورة بانورامية للحياة في الناصرة، إلا أنها لم تتخل عن بناء تصاعد درامي في عملها يبلغ ذروته مع هذا الخلاف بين الأب والإبن، وكذلك موقف الأم التي تعتذر عن حضور حفل زفاف إبنتها في الربع الأخير من الفيلم، بسبب مرض زوجها بمرض خبيث يؤدي لاحقا إلى وفاته.

ولا تحل جاسر أيا من التصادمات التي طرحتها، بل تتركها تترى أمام مشاهدها، فما يهمها استمرار الحياة نفسها التي تحتفي بها صور فيلمها بمحبة ولمسة شاعرية واضحة.
من الأدب إلى السينما

لقد نجحت جاسر في هذا الفيلم أن تثبت أقدامها كواحدة من المخرجات المُجيدات القلائل في السينما العربية، بعد أن لفتت الأنظار إليها في فيلميها السابقين "ملح هذا البحر" 2008، و"لما شفتك" 2012 ، فضلا عن أفلامها القصيرة ومن أشهرها "كأننا عشرون مستحيلا".

ولاشك أن أحد أهم عناصر النجاح في مسيرة جاسر تمكنها ودربتها العالية في مجال كتابة السيناريو، إذ عُرفت بكتابة سيناريوهات كل أفلامها، وقد حصلت على أكثر من جائزة في هذا الصدد من بينها جائزة المهر في مهرجان دبي السينمائي الدولي لأفضل سيناريو عن فيلمها "ملح هذا البحر".

وقد تحدرت جاسر من خلفية أدبية في كتابة الشعر والقصة، وبدا أثر هذه الدربة الأدبية واضحا في نتاجها السينمائي بعد تحولها للعمل في السينما في منتصف التسعينيات.

وعلى الرغم من عملها مع ممثل أساسي واحد في أفلامها الروائية الثلاثة (صالح بكري)، إلا أن جاسر أثبتت قدرة مميزة على إدارة ممثليها، واستخلاص أفضل ما لديهم أمام كاميرتها. وتجسد ذلك في الفيلم الأخير في إدارتها للبكريين محمد وصالح، وقيادتها لهما للوصول الى هذا الأداء المميز، حيث ظهرا في أفضل حالاتهما في فيلمهما: باسترخاء وإيحاء بالتلقائية أمام الكاميرا، وقدرة مؤثرة على عكس الانفعالات المختلفة، فكانا أبا وإبنا في الفيلم كما هما في الواقع تماما.

ولابد من التنويه هنا أيضا إلى مدير التصوير الفرنسي أنطون إيبرليه، الذي نجح في التقاط تفاصيل المكان الفلسطيني، وتقديم تلك الصورة الشاعرية عنه على الرغم من أنه يصور في الشوارع والأماكن الطبيعية نفسها في فيلم من أفلام الطريق.

كان إيبرليه حساسا جدا في التقاط التفاصيل الصغيرة وتقديم صور تفيض بنوع من الحنين والمحبة للمكان من دون أن يخل ذلك بشرطها الواقعي وصدقيتها في نقل الواقع اليومي، ويبدو أنه قد خبر تصوير المكان الفلسطيني بعد أن صور عددا من الأفلام هناك، من بينها فيلم هاني أبو أسعد "الجنة الآن" وفيلم الممثلة والمخرجة هيام عباس "ميراث".

عارضات أزياء

 لندن - الغت دار فيكتوريا سيكريت للملابس الداخلية، عرض أزيائها السنوي وسط تراجع معدلات المشاهدة وانتقادات متزايدة للحدث الشهير.

وأطلق أول عرض أزياء للدار عام ،1995 وكان ذات يوم حدثًا مهمًا لمحبي ثقافة البوب، وجاذبا لملايين المشاهدين كل عام.

لكن في العام الماضي، حصل العرض على أدنى معدلات مشاهدة له على الإطلاق، ووجهت للدار انتقادات بالتمييز الجنسي والقِدم والافتقار إلى التنوع.

وقالت الشركة الأم، للعلامة التجارية، "إل براندز" إن "تطوير" إستراتيجيتها التسويقية ضمن أولوياتها.

وقال المدير المالي، ستيوارت بورغدوفر، للمستثمرين خلال مناقشة أرباح الشركة "إننا نحاول معرفة كيف يمكننا النهوض بالعلامة التجارية وإيصالها إلى العملاء بشكل أفضل".

ويشارك في عرض الأزياء السنوي بعض من أفضل عارضات الأزياء في العالم، وغالبا ما يرتدين تصميمات فنية تحتوي على الكثير من التفاصيل.

ومثل عرض الأزياء علامة فارقة في حياة العديد من العارضات العالميات بما في ذلك تايرا بانكس و هايدي كلام وميراندا كير.

ويبدو أن تغير توجهات الجمهور تجاه مثل هذه العروض قد أثرت على مبيعات الدار وعلى العلامة التجارية ككل.

فقد أثرت المبيعات الضعيفة لفيكتوريا سيكريت على أداء الشركة الأم إل براندز، حيث سجلت خسارة إجمالية في مبيعات الربع الثالث، التي أعلن عنها هذا الأسبوع، قدرت بـ 252 مليون دولار.

كما واجهت العلامة التجارية للملابس الداخلية أيضا عددا من الخلافات في الفترة الأخيرة.

ففي العام الماضي، أثار تصريح أدلى به مدير التسويق السابق في الشركة، إد رازق، لمجلة فوغ، ردود فعل غاضبة، حيث قال إن العارضات "المتحولات جنسياً" ليس لهن مكان في عروض أزياء الشركة.

واعتذر رازق في وقت لاحق عن هذه التصريحات وغادر الشركة في وقت سابق من هذا العام.

كما تأثرت سمعة شركة إل براندز أبضا بسبب صداقة مؤسسها الملياردير لي ويكسنر مع خبير المال الأمريكي الراحل جيفري إبستين.

وقد انتحر إبستين في زنزانة السجن في أغسطس/ آب من هذا العام بينما كان ينتظر المحاكمة بتهمة الاتجار بالجنس.

وكان ويكسنر قد عين إبستين مستشارًا له، لكنه قطع علاقته به في 2007،واتهمه باختلاس أموال من الشركة.

عمان -
منتدون يناقشون في منتدى الرواد الكبار «دور الفن في قبول الاخر»، في الندوة التي اقيمت يوم السبت الماضي، تحدث فيها الفنان رسمي الجراح، والكاتبة سارة سهيل، وتغيب الفنان زهير النوباني عن الحضور بسبب ظرف صحي.
رحبت مديرة المنتدى هيفاء البشير في الندوة التي أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، بالحضور والمشاركين، مشيرة الى أننا في هذا العصر الذي تتفتح فيه شرفات العالم على بعضها وبات الناس يعيشون في قرية كبيرة إلا أن مظاهر التعصب للذات، وتهميش الآخر قد ازدادت وأصبحت مدعاة للنزاع على مستوى الأفراد والشعوب. ودعت البشير الى التمسك بطوق النجاة من خلال الفن الذي يقرب ما بين البشر ويهذب النفوس، لافتة الى غياب الفنان زهير النوباني الذي كان يفترض ان يشارك في هذه الندوة بسبب ظروف صحية.
من جانبه قال الفنان رسمي الجراح «نحن العرب تقبلنا الاخر، بينما الاخر لم يتقبلنا، لافتا الى ان الاخر دخل علينا من باب التجديد في كل مرة، ولأنه قدم المدهش في كل المجالات باعتماده البحث العلمي فقد تقبلناه بسرعة فائقه.
وراى الجراح ان قبول الاخر قضية معقدة ولها ما لها من ظروفها وتعقيداتها وليست بالعملية السهلة، والسؤال لماذا قبلنا الثقافة والفنون الغربية؟ بينما هم لم يأخذوا شيئا من ثقافتنا، مثلا في مجال الرسم تحديدا تقبلنا افكارهم وتقنياتهم وذهبنا نرسم على قواعدهم الفنية وننتمي لمدارسهم الفنية من الكلاسيكية وحتى ما بعد الحداثه».
واوضح الجراح ان المقصود بالاخر هنا الغرب الذين قدموا مدارس فنية كانت تعتمد على العمق، في حين قمنا بتدوير تلك الاساليب فيما كان الغرب قد هجرها في الخمسينيات من القرن الماضي، لذلك بقينا مكاننا ولم نتقدم خطوه للامام .
وزاد الجراح «لورسمنا حجارتنا او اوديتنا او شواهدنا الاثرية بطريقة مبتكره لتم قبول فننا بكل يسر، ولكن ليس لدينا منجز فني يعبر عن هويتنا من هنا لم يتم قبولنا عن الغرب، لافتا الى دور الرسم في توصيل الفكرة، وكذلك السياحة الثقافية.
من جانبها قالت الكاتبة سارة السهيل إن الثقافة كمركب معرفي شامل للأداب والفنون والاخلاق ويمكنها ان تلعب دورا رئيسيا في قبول الاخر من خلال ما تقوم به هذه الاداب والفنون من تهذيب للسلوك الانساني وتعميق المشترك الانساني وما تحققه من سمو روحي يعلو فوق شبهات الماديات وشبهات التمييز العنصري او الثقافي.
ورأت السهيل ان الفنون والآداب يسهمان في التقريب بين الشعوب والحضارات بما تنقله من تجارب انسانية وفكرية مبدعة جديدة قادرة على تجديد الافكار وتطويرها بما يناسب معطيات الزمن، وخلال ادائها هذا الدور، فأنها تنقل للعقل البشري حقيقة، ان هذا العقل ناقص بطبعة ومن ثم فانه لا يملك الحقيقة كلها، وان علاج هذا النقص يتم بالانفتاح على عقل الاخر ليكمل نقصه ويكمل معرفة الحقيقية وبقدر ما نحتاج الاخر ليكمل نقص معرفتنا البشرية، فاننا بالضرورة لا يمكننا ان نحتقر الاخر او نكرهه او نقصيه لاننا نحتاجه ليكمل معنا مسيرة المعرفة ورحلة الحياة. الدستور


عمان - شووفي نيوز - أعلنت الفنانة التشكيلية القطرية لينا العالي عن افتتاح معرضها في عمان يوم 24 الجاري ويستمر حتى 2 كانون الأول المقبل في نوفة جاليري جبل عمان.
وسيقام المعرض برعاية وزير الثقافة د. باسم الطويسي وحضور سفير قطر في الاردن الشيخ سعود بن ناصر ال ثاني  حيث ستعرض العالي مجموعة من لوحاتها في المعرض الذي أطلقت عليه اسم "مشاعر" حيث قالت هناك مشاعر تحكى وهناك مشاعر تكتب فهل سمعتم عن مشاعر ترسم؟
وتحت هذا العنوان ستقدم العالي مجموعة من اجمل اعمالها الفنية من خلال  لوحاتها الرائعة والبارزة بقوة في أعمالها المنجزة بالريشة والألوان ، حيث تتطرق أعمالها إلى كل ما يتعلق بالحياة والجمال من خلال صور مجردة بألوان فاتحة و ساخنة ستقدم خلالها كل ما يتعلق بالمشاعر وفلسفتها.

ووجهت العالي الدعوة لكل المهتمين في مجال الفن والثقافة لزيارة معرضها التي حرصت أن يكون في الاردن الذي يعتبر من اهم الدول الذين احتضنوا الفنانين العرب في مختلف مجالاتهم الفنية حيث تؤكد لينا ان اقامة المعرض في الاردن الذي تزوره كثيرا بهدف تبادل الثقافة اابصىية والفنية بين البلدين

وتعتبر لينا العالي من اهم الفنانات التشكيليات على مستوى الوطن العربي وكاتبة لقصص الأطفال وهي عضو سابق في مجلس أدارة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية ,مدرب معتمد في الفنون والحرف اليدويةوالرخصة الدولية للمسؤولية المجتمعية وعضو الجمعية العالمية للفنون بالدوحة ولديها مشاركات كثيرة في العديد من المعارض الفنية في العديد من الدول العربية وتؤكد العالي أن لوحاتها تعكس تاريخ شغفها، حيث تنشد تحقيق ذاتها في مجال الفنون التشكيلية، مضيفة أن الإلهام يبقى هو الباعث الحقيقي لكل خطوة وكل نجاح.


مترو أنفاق أوزبكستان=
طشقند - بدأت أوزبكستان الصيف الماضي وللمرة الأولى السماح بالتقاط الصور في محطات المترو الفارهة التي توصف بأنها الأكثر زينة في العالم.
رفاهية مدهشة

جرت العادة، خلال الحقبة السوفيتية، على اعتبار المدينة التي يزيد تعداد سكانها على مليون نسمة، جديرة بأن يكون لها شبكة مترو أنفاق خاصة بها، وأراد المهندسون أن يضفوا السعادة على حياة المواطنين اليومية، ورأوا في شبكة المترو التي يستخدمها عشرات الآلاف من المسافرين يوميا، فرصة سانحة لتحقيق ذلك.

كانت طشقند، عاصمة أوزبكستان، في عام 1977، سابع مدينة سوفيتية تضم شبكة مترو أنفاق، وتميزت محطات هذه الشبكة ببعث الحياة للمفاهيم العظيمة التي تحتفي بتاريخ أوزبكستان والاتحاد السوفيتي، حيث شارك الفنانون والمصممون في هذا العمل.

كما عكست المحطات أفكارا وموضوعات مختلفة، بعضها بأسقفها المقببة وبلاطها الملون التي تعيد إلى الأذهان مساجد طريق الحرير الأوزبكية، بينما تزينت محطات أخرى بالرخام والثريات لتضفي مظهر قاعات الاحتفالات الأوروبية، وأثمرت هذه الجهود عن وصفها في دليل "لونلي بلانيت"، أكبر مرجع ودليل للسفر حول العالم، بأنها أجمل شبكة مترو سوفيتية في العالم.

تعد محطة أليشار نافوي، التي سميت على اسم الفنان والكاتب الأوزبكي الشهير، واحدة من أشهر محطات مترو طشقند.

وتُذكّر القباب، المزينة بالأقواس في داخلها، المسافرين بالتاريخ المحكي لطريق الحرير الأوزبكي بمساجدها ومدارسها الدينية القديمة، كما تعد المحطة الأكثر ازدحاما في طشقند، حيث تمتلئ ليس بالمسافرين المسرعين فحسب، بل بالسياح والمحليين الذين يلتقطون الصور، وهو سلوك كان محظورا حتى وقت قريب.

عندما شُيد مترو طشقند، فُرض حظر على التصوير الفوتوغرافي في محطاته بسبب دوره الإضافي كملجأ للاحتماء من القنابل النووية.

كان الخوف من التجسس والسيطرة المحكمة على المعلومات، خلال الحقبة السوفيتية، يعني أن التصوير محل شك كبير، لاسيما بالقرب من منشآت عسكرية حساسة بما فيها الملاجئ المخصصة للاحتماء من القنابل.

وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، تولى السلطة إسلام كريموف، الزعيم السابق للحزب الشيوعي في أوزبكستان، واستمر على نفس السياسة. أما خليفته شوكت ميرزيوييف فقد شرع في إصلاحات تهدف إلى انفتاح اقتصاد البلاد وجذب المستثمرين والسياح.

وربما بسبب إدراك الحكومة لمستقبل المترو كمقصد محتمل للجذب السياحي، فقد ألغت في منتصف عام 2018 تصنيف المحطة كمنشأة عسكرية، ورفعت الحظر الذي كان مفروضا على التصوير طوال 41 عاما.

صُممت المحطات، داخل شبكة مترو طشقند، وزُينت بالرخام والجرانيت والزجاج والسيراميك والمرمر بأسلوب فريد.

وركزت العديد من التصاميم على فكرة محددة، غالبا يعبر عنها اسم المحطة، فعلى سبيل المثال، محطة كوزمونافتلار (في الصورة) على خط أوزبكيستون تشير إلى رواد فضاء سوفيت، وتحتفي ببرنامج الفضاء السوفيتي، بينما محطة بوشكين، التي تكرم حياة الكاتب والشاعر الروسي الشهير، تقع على مسافة عدة محطات من كوزمونافتلار على خط تشيلونزور.


تزين محطة كوزمونافتلار صورة يوري غاغارين أول رائد فضاء، والذي يعتبر مع رواد فضاء أوائل آخرين جزءا من أهم أبطال الاتحاد السوفيتي الذين يجسدون القوة السوفيتية والتفوق في سباق الفضاء، والذين ورد ذكرهم على نطاق واسع في الدعاية السوفيتية.

وحول غاغارين علت الجدران صور رائعة لرواد فضاء لهم شهرة يحلقون في الفضاء وسط تصميم يستشرف المستقبل من اللونين الأسود والأزرق، يشبه الألوان التي يمكن أن يراها رواد الفضاء عند مغادرتهم الغلاف الجوي للأرض.\


ومن الموضوعات التي يُحتفى بها أيضا بأسلوب سوفيتي صرف، طبقة العمال "البروليتاريا"، إذ رُسمت في محطة باختاكور (ترجمتها قاطف القطن)، صور أنيقة للقطن على لوحات ضخمة من قطع الفسيفساء على امتداد جدران محطة المترو.

تصور السوفيت أوزبكستان أمة عظيمة في إنتاج القطن، فأعادوا صياغة الاقتصاد الزراعي وحولوا مجاري المياه حتى أصبحت البلاد تنتج 70 في المئة من حاجة الاتحاد السوفيتي للقطن.

وأدى ذلك إلى كارثة بيئية عندما بدأ جفاف بحر أرال، بعد أن كان يوما ما رابع أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم، تاركا أساطيل الصيد والمدن الساحلية يعلوها الصدأ في صحار جديدة برزت إلى الوجود.

كثير من القطارات التي مازالت تعمل حتى يومنا هذا هي من فئة عربات 81-717/714 المشهورة والتي صممت في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وشائعة الاستخدام في قطارات أنفاق ما بعد الحقبة السوفيتية.

وتوجد أربع عربات في كل قطار، يقدم كل منها الخدمة لأرصفة المحطات التي يبلغ طول كل رصيف منها 100 متر، ويسير 168 قطارا من قطارات الحقبة السوفيتية هذه والملونة باللون الأزرق المميز، بيد أنها تخضع لعمليات إحلال بطيئة بأنواع قطارات أحدث.

تبلغ تكلفة الرحلة بالمترو 1200 سوم أوزبكي (حوالي 0.10 جنيه استرليني)، ويضمن هذا السعر للمواطن، الذين يبلغ الحد الأدنى لأجره 527 ألف سوم شهريا (43.50 إسترليني)، القدرة على التنقل عبر المدينة.

ويشهد مترو الأنفاق أيضا نموا في الوقت الراهن، وكان الخط الثاني قد افتُتح عام 1984، كما افتُتح الخط الثالث عام 2001، ومازال يتوسع، مع وجود خطط تهدف إلى ربط المناطق الشمالية مع المطار الواقع في جنوبي البلاد.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel

اللوحة

باريس - بيعت لوحة للفنان الإيطالي تشيمابو، في مزاد بفرنسا، محققة سعرا قياسيا بلغ 24 مليون يورو (26.6 مليون دولار).

وكان من المتوقع أن تباع لوحة تشيمابو، وهو من رسامي عصر ما قبل النهضة، بنحو ستة ملايين يورو، ولكن السعر الذي بيعت به في المزاد فاق التوقعات بصورة كبيرة، إذ حققت أكثر من أربعة أضعاف السعر المتوقع.

واكتُشفت لوحة "كرايست موكيد" (Christ Mocked) ، والتي تعود إلى أواخر القرن الثالث عشر، في مطبخ امرأة مسنة في بلدة كومبياني، شمالي فرنسا، وكانت مفقودة منذ فترة طويلة.

وأُجريت اختبارات على اللوحة باستخدام الأشعة تحت الحمراء لتحديد أوجه الشبه بينها وبين أعمال تشيمابو، المعروف أيضًا باسم تشيني دي بيبو. وأكد الخبراء أنها أصلية.

وقالت دار أكتيون للمزادات أن المبلغ، الذي دفعه مشترٍ لم يُفصح عن هويته من جنوب فرنسا، هو سعر قياسي جديد للوحة من العصور الوسطى تباع في مزاد.

وقال خبير المزادات دومينيك لو كوونت لوكالة رويترز "عندما يصل عمل فريد لفنان نادر مثل تشيمباو إلى السوق، يجدر بك أن تكون متأهبا للمفاجآت".

ويُعتقد أن اللوحة جزء من أجزاء عدة - عمل كبير في شكل مشاهد مرسومة ومقسمًة إلى عدة لوحات- تصور آلام المسيح وصلبه، ويرجع تاريخ اللوحة إلى عام 1280.

وعلى مدى أعوام بقيت اللوحة معلقة ومهملة في مطبخ المرأة الفرنسية، ولكن خبيرا في المزادات رآها ونصح صاحبتها أن تثمنها لدى الخبراء.

وولد تشيمباو في مدينة فلورنسا، وتأثرت أعماله إلى حد كبير بالفن البيزنطي، إذ رسم أغلب أعماله على ألواح من خشب الحور مع خلفيات من الطلاء الذهبي.
واللوحة ذات حجم صغير للغاية، حيث تبلغ مقاييسها 20 في 26 سم.

ويمكن رؤية لوحتين أخريين لمشهدين آخرين من نفس سلسلة تشيمابو في المعرض الوطني بلندن ومتحف الفنون المعروف باسم "فريك كوليكشن" (مجموعة فريك) في نيويورك.

سويسرا

عمان - شووفي نيوز - دعت السفارة السويسرية في الأردن أكاديمية ديميتري للمسرح في سياق فعاليات أسبوع اللغة الإيطالية. سيقوم الممثل السويسري مايكل ريزونيكو بعرض مسرحيته بعنوان "يوتوبي" مع كلارينيت سيمون موري على مسرح الشمس في 27 أكتوبر 2019. كما ستعقد المجموعة من ورش العمل في عمان ومخيم الزعتري للاجئين تحت الإدارة الفنية لدانيال بوش، نائب عميد الأكاديمية.

يتم الاحتفال بأسبوع اللغة الإيطالية في جميع أنحاء العالم من قبل سويسرا وإيطاليا. تقام فعاليات اللغة الإيطالية في الأسبوع الثالث من تشرين الأول من كل عام ويهدف إلى ترويج اللغة الإيطالية. هذا العام تتناول الفعاليات موضوع "اللغة الإيطالية على المسرح". في هذه المناسبة، ستستضيف السفارة السويسرية في الأردن أكاديمية ديمتري للمسرح في الحفل الختامي للفعاليات.

تأسست أكاديمية ديميتري للمسرح في مدينة فيرسكو في كانتون تيسينو المتحدثة باللغة الإيطالية في سويسرا عام 1975 على يد ديميتري المشهور. الأكاديميةتابعة لجامعة العلوم التطبيقية والفنون في جنوب سويسرا.

مسرحية ميشيل ريزونيكو التي تحمل اسم "يوتوبي" تروي قصة رئيس تنفيذي ومؤسس شركة تكنولوجيا المعلومات وهو يصف الحلم الذي روائه. في الحلم، يلتقي بجهاز كمبيوترعملاق،ويقنعه باستخدام منصة على الإنترنت: يوتوبي. المسرحية تعكس تأثير التكنولوجيا على حياة الإنسان وعلى العلاقات الشخصية. تخرج الممثل السويسري مايكل ريزونيكومن أكاديمية ديميتري للمسرح.

سيتم عرض مسرحية "يوتوبي" في 27 تشرين الأول في تمام الساعة 19:00 في مسرح الشمس. ستستضيف السفارة الإيطالية في الأردن حفل استقبال غير رسمي قبل العرض. الدخول مجاني.

عرض المسرحية وورش العمل مقدمة من قبل الشركات السويسرية ABBوNovartis.





لوحة "درس القرآن" للفنان التركي عثمان حمدي بك
لندن - حققت لوحة "درس القرآن" للفنان التركي عثمان حمدي بك مبلغ 4.640.100 جنيه استرليني عند عرضها للبيع في مزادات سوذبيز في لندن، متفوقة على العديد من اللوحات التي رسمها فنانون استشراقيون أوروبيون عرضت للبيع ضمن ما يعرف بمجموعة نجد في المزاد نفسه.

وقد تفوق حمدي بك بذلك على مبيعات لوحات أستاذه الفنان الفرنسي، جان ليون جيروم، الذي عرضت مجموعة من لوحاته للبيع ضمن المجموعة نفسها وبيعت إحداها وهي لوحة "فرسان يعبرون الصحراء" بمبلغ 3.135.000 جنيه استرليني.

كما حققت لوحة اخرى هي "سوق في يافا" للفنان الألماني غوستاف باورنفيند رقما قياسيا عند بيعها بمبلغ 3.728.900 جنيه استرليني (نحو 4.3 مليون يورو)، متجاوزة تخمينات المزاد التي كانت تترواح بين مليونين ونصف وثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه استرليني.
تنافس
وتكشف هذه المبيعات عن عودة واضحة للاهتمام بالفن الاستشراقي، في ظل تنافس واضح في منطقة الشرق الأوسط على شراء هذه اللوحات وعرضها في متاحف المنطقة، كما هي الحال مع متحف لوفر أبو ظبي أو هيئة المتاحف القطرية.

ويشير كلود بينينغ، رئيس قسم الفن الأوروبي في القرن التاسع عشر في دار سوذبيز إلى أن نحو 75 في المئة من الأفراد أو المؤسسات التي تقبل على شراء الفن الاستشراقي تأتي من الدول الإسلامية.

ويأتي ذلك على الرغم من أن سوق الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الأوسط قد شهدت انخفاضا بنسبة 19 في المئة في العام الماضي عن معدلها في العام السابق له، بحسب تقرير مؤسسة "أرت تكتيك" المتخصصة بدراسة وتحليل الأسواق الفنية.

ويتزامن هذا الاهتمام مع موجة اهتمام بفنون العالم الإسلامي، أثارها المعرض الواسع الذي يقيمه المتحف البريطاني حالياً "تحت عنوان "مُستلهم من الشرق" عن أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي، ويتواصل عرضه حتى مطلع العام القادم.
مجموعة نجد

عرضت مزادات سوذبيز للبيع أكثر من 40 لوحة من ما يعرف بـ "مجموعة نجد" للفن الاستشراقي، وهي ما تعد أكبر مجموعة من هذه اللوحات تعرض للبيع مرة واحدة.

وتضم المجموعة الكاملة نحو 155 عملا من أعمال الفنانين الاستشراقيين جُمعت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ويقف وراء جمعها جامع التحف الفنية وصاحب غاليري "المتحف" في لندن، بريان ماكديرموت (1930 - 2013)، بيد أن ملكيتها اليوم تعود إلى رجل أعمال ثري من الشرق الأوسط ( لم يكشف عن اسمه).

لقد استشرف ماكديرموت منذ السبعينيات الأهمية المستقبلية للفن الاستشراقي لمنطقة الشرق الأوسط، المتعطشة لأي وثيقة عن ماضيها البعيد أو القريب، فشكلت تلك اللوحات التي رسمها فنانون غربيون زار كثير منهم المنطقة سجلا بصريا في زمن لم يكن التصوير الفوتغرافي قد انتشر في المنطقة.

ويقف ماكديرمونت في كفة أخرى على النقيض من المفكر إدوارد سعيد، الذي وجه في الفترة نفسها نقدا شديدا للاستشراق بوصفه خطابا ارتبط بنمو الاستعمار الغربي والمركزية الأوروبية وبمحاولة الغرب فهم الشرق بغرض السيطرة عليه وحكمه، أو كما يصفه سعيد في كتابه الاستشراق بأنه "الفرع المعرفي المنظم تنظيما عالميا الذي استطاعت الثقافة الغربية عن طريقه أن تتدبر الشرق، بل وحتى أن تعيد انتاجه، سياسيا واجتماعيا وعسكريا وعقائديا وعلميا وتخيليا في مرحلة ما بعد (عصر) التنوير".

وإذا كان سعيد قد ركز على النصوص الاستشراقية إلا أنه اطلق موجة واسعة من الانتقادات طالت الفن الاستشراقي والتمثيلات المرئية للشرق في الفنون الغربية، التي وجد الكثيرون ضمن هذا الاتجاه أنها قدمت شرقا متخيلا استند إلى صور نمطية في المخيال الغربي عن شرق غرائبي وشهواني وغامض ومثير وممتلئ بالجواري والحريم.

وعلى العكس من هذه النظرة، كان ماكديرمونت يرى أننا ينبغي أن نحاكم الفنان الاستشراقي في سياق الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة به وليس وفق وجهة نظر أيديولوجية لاحقة تبحث في أعماله من منظور مدى صوابها سياسيا، بحسب تعبيره.

لقد ارفق ماكديرموت فهمه هذا بذكاء تجاري جعله لاحقا أبرز من استثمر في الفن الاستشراقي وأعاد تحفيز سوقه الفنية التي ضمرت في أعقاب ذروة ازدهارها في القرن التاسع عشر. وقد أشار قبيل وفاته في عام 2013 إلى أنه كان يشتري لوحات لفنانين استشراقيين كبار من أمثال جيروم بمبلغ لا يزيد عن 15 ألف جنيه استرليني، وتصل قيمتها اليوم إلى ملايين.

وتعد "مجموعة نجد" أكبر مجموعة شخصية من اللوحات التي رسمها فنانون أوروبيون زاروا مناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وقد أخذت تسميتها هذه بين دارسي الفن وجامعي التحف واللوحات الفنية بعد نشر كتاب كارولين جولير بالاسم نفسه في عام 1991 .

وتضم المجموعة أعمال 44 فنانا استشراقيا، بيد أن نحو نصفها يقتصر على ثلاثة فنانين أساسيين، هم جان ليون جيروم والنمساويان لودفيغ دويتش ورادولف إرنست.

عثمان حمدي بك

تشهد سوق الأعمال الفنية اهتماما ملحوظا بأعمال الفنان التركي عثمان حمدي بك (1842 - 1910)، ويرجع هذا الاهتمام إلى ندرتها (لم يكن حمدي بك غزير الانتاج)، وتصاعد الإقبال عليها في بلده تركيا الذي يعد أعماله ثروة قومية ينبغي الحفاظ عليها، فضلا عن اهتمام متاحف الفن الإسلامي الأخرى باقتنائها.

وباتت لوحة "درس القرآن" (1890) ثالث عمل لحمدي بك يُعرض للبيع خلال شهر واحد، وهو ما يعد حدثا نادرا، إذ حققت لوحته "قارئة القرآن" المرسومة في عام 1880 رقما قياسيا في مبيعات لوحاته بلغ نحو 6.7 مليون جنيه استرليني (مع أجور المزاد) عند عرضها في مزاد دار "بونامز" الشهر الماضي.

وقد اشترى هذه اللوحة متحف الفن الإسلامي في ماليزيا، وهي مُعارة حاليا للعرض في المتحف البريطاني ضمن معرض "مستلهم من الشرق" حتى مطلع العام المقبل.

وقد عرض مزاد دار "دوروثيم" في فيينا الأربعاء لوحته "سيدة تركية من اسطنبول" (1881) للبيع بقيمة قدرت بين مليون ونصف إلى 1.880.000 يورو، وهو ما يقل كثيرا عن المبلغ الذي بُيعت به في عام 2008 وكان 3.4 مليون جنيه استرليني.
روح شرقية بأسلوب غربي

تكمن أهمية حمدي بك في أنه أحد الرواد الأساسيين في الفن الإسلامي الذين تبنوا الرسم بالأسلوب الغربي، وأول رسام تركي يتبنى الرسم بهذه الطريقة.

ولم يكن حمدي بك رساما متفرغا بل موظفا في الإدارة العامة العثمانية، تنقل في مناصب مختلفة فيها، وتميز باهتماماته المتعددة فهو حقوقي وعالم آثار ومدير لعدد من المتاحف ومعماري ورسام وموسيقي وشاعر وأحد رموز الثقافة الحديثة في أواخر الدولة العثمانية.

ولد عثمان بك في اسطنبول عام 1830 وأرسله والده إبراهيم أدهم باشا (وهو من أصول يونانية ومن أوائل مهندسي التعدين في الدولة العثمانية تدرج في المناصب حتى أصبح الصدر الأعظم للدولة "رئيس الوزراء") إلى باريس لدراسة الحقوق، لكنه استثمر وجوده هناك ليدرس الرسم أيضا على يد الفنان والنحات الفرنسي غوستاف بولانجيه، وكان قد دخل إلى ورشته كموديل رسمه في بورتريهين شهيرين حملا اسمه قبل أن يعود تلميذا لديه بعد عام من رسمه.

كما تأثر كثيرا بالرسام الاستشراقي جيروم، الذي درس أعماله الأكاديمية في مدرسة الفنون الجميلة في باريس منتصف ستينيات القرن التاسع عشر حيث كان جيروم استاذا في هذه المدرسة.

وكانت أولى وظائف حمدي بك بعد عودته من باريس إدارة شؤون الأجانب في بغداد، إلى جانب الوالي والسياسي الإصلاحي ذي النزوع التحديثي، مدحت باشا، الذي أصبح رئيسا للوزراء لاحقا في الدولة العثمانية ورائدا للتحديث فيها. تنقل بعدها في مختلف الوظائف قبل أن يكلفه السلطان عبد الحميد الثاني عام 1881 بإدارة المتحف الإمبراطوري في اسطنبول.

وقد أسس دار صنائع نفيسة (أكاديمية الفنون الجميلة) في اسطنبول، وعددا من المتاحف التركية الكبرى مثل المتحف التركي المعاصر ومتحف اسطنبول الأثري.

وعمل حمدي بك في مجال التنقيبات الأثرية ويعود له الفضل في الوقوف وراء التشريعات التي نظمت العمل الآثاري. ومن أعماله في هذا الحقل حفريات مقبرة ملك صيدا بلبنان، حيث اكتشف ما يعرف بالتابوت الحجري للاسكندر في عام 1887.

يحرص حمدي بك في رسوماته على المزواجة بين أسلوب الرسم الغربي والموضوع والتقليد الشرقيين، حتى حقت تسميته لدى الكثيرين بأنه الجسر الذي حاول ربط الشرق والغرب في فن الرسم في أواخر الدولة العثمانية، إذ واصل في أعماله تَرسم تقليد الرسم الأكاديمي الفرنسي الذي نشأ في أكاديمية الفنون الفرنسية تحت تأثير نزعتي الكلاسيكية الحديثة والرومانتيكية، بيد أنه كان يحرص أن يضفي عليها روحا شرقية خالصة في التفاصيل التي ينثرها في لوحته.

وهكذا ترى لوحته مصممة بدقة، وتمتزج فيها عناصر مختلفة: واقعية ومتخيلة، يحرص فيها على أن ينثر أكبر كمية من العناصر التي تعبر عن خصوصية بلاده كالتفاصيل المعمارية لأماكن معروفة في خلفية اللوحة، أو عناصر أخرى كالسجاد والأزياء والملابس والرياض وقطع السيراميك والخطوط العربية والزخارف الإسلامية.