يقال أن الأرواح القلقة لا يناسبها التأمّل، والأرواح الهادئة لا تنجذب نحو التعصّب، والأشخاص الحسّاسين والميّالين للفنون يجدون ضالّتهم في الطقوس الصوفية، والأشخاص العقلانيين والفلاسفة يجدون متعتهم في العصف الذهني أو العقلي.
ومع ذلك اعتقد أن الأشخاص المتأمّلين هم أكثر الناس عرضة للحزن والاكتئاب، ربّما لأنهم يفكّرون أكثر ويعملون أقل. وعلى رأس هؤلاء يأتي الفنّانون والشعراء على وجه الخصوص. لكنْ هناك طبعا أسباب مهمّة أخرى تستحقّ أن يُفرد لها موضوع مستقلّ.
من أشهر المتشائمين في تاريخ الأدب العالمي الشاعر الايطاليّ الكبير جياكومو ليوباردي (1798-1837) الذي ظلّ ولفترة طويلة يحتلّ مكانة رفيعة في تاريخ التشاؤم الأوربّي. نظرة ليوباردي العدمية إلى الوجود لا يمكن أن نجد لها مثيلا إلا عند فلاسفة من أمثال شوبنهاور ونيتشه اللذين كانا معجبين به.
منظور ليوباردي المتشائم والكئيب عن الحياة عبّر عنه في العديد من قصائده. في عام 1826 كتب يقول: كلّ شيء شرّ. أعني، كلّ شيء موجود لغاية شرّيرة. هذا الوجود معيب وشاذّ ومتوحّش. والشرّ هو الغاية والغرض النهائي من الكون. والشيء الوحيد الجيّد حقّا هو العدم".
وفي خريف العام 1821، ألّف قصيدة يحتفي فيها بزواج شقيقته الصغرى باولينا. وفي حقيقة الأمر كانت تلك القصيدة نشيدا جنائزيّا أكثر منها ترنيمة فرح على شرف العروس. وعلى الأرجح لم تكن أخته تتوقّع أن تسمع قصيدة ابتهاج من شقيقها الكئيب والحزين دائما.
لكن ليوباردي كان شاعرا يحترم الحقيقة كثيرا مهما كانت جارحة. وكان طوال حياته القصيرة يشعر انه لم يكن فقط محبوسا في منزل تحت سلطة أمّه المتعصّبة دينيّا ووالده العاجز، وإنما أيضا معزولا في المياه الخلفية المتهرّئة لـ ريكاناتي، وهي بلدة متواضعة لم يكن يحدث فيها شيء غير عاديّ.
والأسوأ من هذا كلّه أن وطنه الحبيب ايطاليا كان قد أصبح خرابة. كان الناس قد نسوا مجد روما القديم، بل وأصبحوا يحتقرونه. فأيّ مستقبل يمكن أن يحلم به طفل لأخته "في بلد مهزوم ومنكسر لا يجد فيه السعادة غير الجبناء"، بحسب ما كتبه ليوباردي في إحدى قصائده؟
الوجود نفسه بالنسبة للشاعر بدا مسموما. والأمل بتغيير الأحوال كان مجرّد وهم. لكن قلّة الأمل كانت لا تُحتمل. والطبيعة، مع كلّ جمالها، كانت متوحّشة ومستبدّة.
مثل هذه الأفكار المظلمة يبدو أنها شكّلت وعي وعقل ليوباردي منذ سنواته المبكّرة. كان عبقريّا عندما كان ما يزال طفلا. ففي العاشرة من عمره استوعب المناهج الأكاديمية، ثم علّم نفسه العبرية واليونانية لدرجة انه أصبح يصوغ قصائد على النمط القديم، ثم يقدّمها إلى معلّميه الذين كانوا يظنّون أنها أشعار أصلية. وقبل أن يكمل سنوات المراهقة كان قد استهلك معظم مكتبة عائلته.
الميزة الوحيدة لوالده هي انه كان جامع كتب، وكان يقرأ الأدب الكلاسيكي اليوناني والروماني وكذلك أعمال آباء الكنيسة.
وعند بلوغ ليوباردي سنّ الخامسة عشرة كان قد كتب تاريخا للفلك. وليس من المدهش، بالنظر إلى قراءاته المكثّفة، أن نظره بدأ يضعف. كما عانى من انحناء في عموده الفقري، وهو تشوّه وجد انه مُذلّ وجعل من الصعب عليه أن يقترب من النساء.
لكنه كثيرا ما كان يقع في الحبّ من مسافة. وقد أحبّ نساءً متزوّجات ظللن يجهلن حقيقة مشاعره. ومن ثمّ أصبح خبيرا بارعا في أكثر أشكال الحبّ عذابا وإحباطا. ولطالما غذّى خياله لسنوات صوت امرأة هنا أو نظرة عجلى من أخرى هناك.
وديوانه الموسوم "كانتي" أو الأغاني ، هو تحفته التي تتألّف من إحدى وأربعين قصيدة كتبها على مدى عشرين عاما. وأشهر قصائد الديوان هي "اللانهائية" والتي تحمل بصمته الخاصّة.
طهران - يروي فيلم "تسلل"(2006)، للمخرج الإيراني،المشاكس والمعارض جعفر بناهي، حكاية مجموعة شابات يقررن تحدي القانون، او التعليمات التي تمنع الفتيات من الدخول إلى ملاعب كرة القدم ومشاهدة المباريات، وذلك على الرغم من أنهن يعلمن أن اكتشافهن سيعرضهن للعقاب وربما السجن.
هل هو الهوس الجماهيري العام بكرة القدم والذي يصيب الذكور والإناث، أم الرغبة في الممنوع، ما يدفع بطلات الفيلم الإيراني"تسلل" للتنكر بهيئة وملابس شبان والتسلل إلى ملعب كرة القدم وسط طهران لمشاهدة مباراة بين الفريق الوطني الإيراني ونظيره البحريني بهدف التأهل لبطولة كأس العالم؟
يصنع المخرج جعفر بناهي من هذه الحكاية فيلما يمزج بين الكوميديا والتراجيديا، بين الرغبة في صنع فيلم ممتع والرغبة في التعبير عن قضية اجتماعية بأبعادها المختلفة، سواء منها ما يتعلق بحقوق المرأة وحقها في المساواة، أو ما يتعلق بالحرية الاجتماعية بشكل عام من خلال نموذج رمزي هو رغبة فتيات بمتابعة مباراة كرة قدم دولية مباشرة في الملعب. حكاية مغامرة الفتيات للتسلل إلى الملعب، وبالرغم من انها تشكل الهيكل الأساسي للفيلم وعماد بنيته الدرامية، إلا أنها تتجاوز كونها مجرد حكاية خاصة، فالفيلم يعكس بوضوح قدرة الفن عموما على التعبير عن العام من خلال الخاص، ونشر الفكرة ما بين السطور.
يتضمن الفيلم الكثير من المواقف الدالة والطريفة في آن، وبخاصة المشاهد المتعلقة باكتشاف تسلل الفتيات وحجزهن في قفص، إلى جانب آخرين مخالفين، خلف سور الملعب، ووضعهن تحت الحراسة، دون ان يمنعهن ذلك من الاستمرار في تحقيق هدفهن والتحايل على الحراس لمشاهدة لحظات من المباراة حتى ولو من خلال ثقب، أو معلومات عن سير المباراة يرويها لهن حارس متعاطف، هو بدوره محروم، بسبب مهمته على الأقل، من التمتع بمشاهدة المباراة من داخل الملعب ولا يملك سبيلا لمشاهدتها إلا التلصص عليها. وهناك أيضا المشهد المتعلق بقيام الفتيات، وهن وسط القفص، بتنفيذ مشهد مسرحي يلعبن فيه كرة القدم.وكذلك محاولة الفتيات متابعة احداث المباراة وهنّ داخل الحافلة التي تقل المساجين إلى قسم الشرطة، ولو عن طريق صوت المذياع.تجري معظم أحداث الفيلم داخل القفص مع وجود مشاهد استعادية(فلاش باك)، لتوضيح خلفيات شخصيات الفيلم. لا يكتفي السيناريو بتصوير حالة الفتيات، بل يتطرق أيضا إلى حالة الشباب، وخاصة من خلال الحوار بين إحدى الفتيات وأحد الحراس الشبان، وهو أيضا ضحية، يسعى للخلاص من وضعه كمجند والعودة إلى قريته للعناية بأرضه وزراعتها.
حاز الفيلم على خمسة جوائز من مهرجانات دولية، منها جائزتان من مهرجان برلين الدولي هما الجائزة الفضية والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم.
باريس - الحبّ في زمن الكوليرا للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز: رواية مشوّقة عن حبّ رجل لامرأة أثمر بعد انتظار دام 50 عاما. من خلال نثره الشاعريّ والفخم، يتحدّث ماركيز عن العلاقات الإنسانية وعن الحبّ والزواج والشيخوخة.
مهد القطّة للكاتب الأمريكي كيرت فونيغوت: لا يمكن أن تملّ من قراءة مؤلفات هذا الكاتب البارع. ومهد القطّة هي ولا شكّ أفضل كتبه. الرواية هزلية وساخرة، وفكرتها الأساسية تقول إن عالمنا كلّه مقام على الخداع والنظريات الزائفة وأنه برغم الاختراقات العلمية والتكنولوجية الكثيرة ما يزال هذا العالم لغزا وسيظلّ كذلك.
الرجل البطيء للكاتب الاسترالي جون كويتسي: هذا الكاتب يُعتبر احد أعظم الكتاب الأحياء اليوم. وبإمكانك أن تختار أيّا من كتبه وتطمئنّ إلى انك اخترت كتابا ممتازا. رواية الرجل البطيء عبارة عن حكاية تدور أحداثها على الحدود الفاصلة ما بين الواقع والخيال ويناقش فيها الكاتب مسائل مثل الحبّ والموت ومعنى الوطن والخير من خلال شخصيات صيغت بعمق وفهم.
صورة الفنّان في شبابه للكاتب الايرلندي جيمس جويس: رواية حداثية عظيمة كتبت بلغة راقية. ما يميّز هذه الرواية أيضا براعة الراوي في سرد الأحداث.
غاتسبي العظيم للكاتب الأمريكي سكوت فيتزجيرالد: هذا الكاتب شاعري بامتياز. وروايته هذه، الصغيرة نسبيّاً، تتضمّن الكثير من القوّة والجمال. غاتسبي العظيم تتناول قصّة حبّ عن أمريكا تجري أحداثها في عشرينات القرن الماضي.
آنا كارينينا للكاتب الروسي ليو تولستوي: واحدة من أعظم الروايات في جميع العصور. كارينينا عبارة عن قصص متشابكة بشكل لا يُصدّق يحكيها راوٍ متجوّل وذو معرفة لا تحدّها حدود.
خفّة الكائن التي لا تُحتمل للكاتب التشيكي ميلان كونديرا: رواية كلاسيكية عظيمة تدور أحداثها في تشيكوسلوفاكيا في أواخر ستّينات القرن الماضي. كونديرا يستكشف في روايته هذه عبثية الوجود الإنساني بلغة جميلة ومكثّفة.
المتكهّن العصبي للكاتب الأمريكي وليام غيبسون: رواية خيالية رائعة يتخيّل فيها الكاتب عالما تحكمه الشركات الكبرى ومنظمّات الجريمة بدلا من الشعوب. إقرأ هذه الرواية إن كنت من محبّي روايات الخيال العلمي التي تتحدّث عن الكمبيوتر والسايبرسبيس.
اسم الوردة للكاتب الايطالي امبيرتو ايكو: رواية فلسفية تدور أحداثها في دير ايطالي في العام 1327م. الدير يضمّ كنزا من نفائس الكتب المخبّأة خلف متاهة من الأسرار والحكايات الغامضة.
النوم الكبير للكاتب الأمريكي ريموند تشاندلر: إحدى أفضل روايات الجاسوسية. في هذا الكتاب يأخذ تشاندلر هذا النوع من الكتابة إلى آفاق جديدة. وهناك أجيال من الكتّاب الذين ترسّموا خطاه، لكنّه يظلّ الأفضل، وكتاباته ما تزال وثيقة الصلة بالواقع اليوم.
بجعات برّية للكاتبة الصينية يونغ تشانغ: هذه الرواية تتناول أجزاء من التاريخ الحديث للصين من خلال قصّة ثلاثة أجيال من النساء الصينيات. كما تناقش الكاتبة تأثير حكم ماو تسي تونغ على الصين ونضال النساء في ظلّ قيود الثورة الثقافية واستبداد الحزب الشيوعي. بيع من هذه الرواية أكثر من 10 ملايين نسخة وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة. تشانغ كرّست عشر سنوات من حياتها لكتابة هذه الرواية وكانت شاهد عيان على الجانب المتوحّش واللاإنساني للشيوعية.
الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للكاتبة الأمريكية تريسي شيفالييه: تجري أحداث الرواية في هولندا في القرن السابع عشر وتتمحور حول لوحة للرسّام الهولندي المشهور فيرمير. نُشرت الرواية عام 2000 وأصبحت أفضل الكتب مبيعا. تُرجمت إلى أكثر من 30 لغة ثم تحوّلت إلى فيلم سينمائي.
جنرال الجيش الميّت للكاتب الألباني إسماعيل قادري: تأمّلات عن النتائج الكارثية للحروب. بطل الرواية ضابط ايطالي ترسله بلاده لاستعادة جثث الايطاليين الذين قتلوا على الأرض الألبانية أثناء الحرب العالمية الثانية. الرواية تتذكّر بحزن قتلى الحروب وضحاياها، لكنها أيضا تكشف عن براعة وجمال أسلوب هذا الكاتب الذي يُعتبر اليوم احد أهمّ الروائيين في أوربا والعالم.
الأزتيك للكاتب الأمريكي غاري جينينغز: رواية مدهشة من روايات الخيال التاريخي. جينينغز درس موضوع روايته بعناية وبإلمام كبير بالتفاصيل. إذا أعجبتك هذه الرواية فاقرأ روايته الأخرى والتي لا تقلّ إمتاعا بعنوان "الرحّالة" عن أسفار ماركوبولو.
إسمي أحمر للكاتب التركي اورهان باموك: رواية مثيرة تجمع بين الغموض والرومانسية والفلسفة وتدور أحداثها في اسطنبول في القرن السادس عشر أثناء حكم السلطان العثماني مراد الثالث. تُرجمت الرواية إلى أكثر من 20 لغة ونالت العديد من الجوائز العالمية.
أن تقتل عصفورا بريئا للكاتبة الأمريكية نيللي هاربر لي: قصّة جميلة تجري أحداثها في بلدة جنوبية صغيرة مع شخصيّات لا تنسى. نُشرت الرواية عام 1960 وحقّقت نجاحا كبيرا ونالت عليها الكاتبة جائزة بوليتزر لذلك العام.
كافكا على الشاطيء للكاتب الياباني هاروكي موراكامي: هذا الكاتب واسع الخيال جدّا وروايته هذه مختلفة كثيرا عن معظم كتب الخيال العلمي. يمكنك أن تتخيّل حدوث أيّ شيء وأنت تقرأ لـ موراكامي.
مولد فينوس للكاتبة البريطانية سارة دونانت: تحكي الرواية عن قصّة حبّ تجري أحداثها في فلورنسا في القرن الخامس عشر. الرواية احتلّت قائمة أفضل الروايات مبيعا في بريطانيا عام 2003م.
لا تدعني أذهب أبدا للكاتب الياباني كازو ايشيجورو: من الصعب وصف كتابة ايشيجورو، فهو يتلاعب بأدوات السرد التقليدية ويستغلّ فضول القارئ لاستكشاف ما سيحدث لاحقا. هذه الرواية يمكن تصنيفها ضمن أدب الخيال العلمي لأن أحداثها تجري في المستقبل، مع أنها لا تتضمّن الكثير من الخيال.
الإخوة كارامازوف للكاتب الروسي دستويفكسي: رواية كلاسيكية رائعة يستكشف فيها الكاتب دواخل النفس البشرية تحت الظروف الصعبة. دستويفكسي يعالج مسائل وجودية قبل أن تظهر الوجودية.
فتاة بفستان أزرق كحلي للكاتبة الأمريكية سوزان فريلاند: رواية تاريخية قويّة تتضمّن 8 حكايات تروي فيها الكاتبة قصّة أستاذ جامعي يدعو احد زملائه إلى بيته ليريه لوحة ضائعة لـ فيرمير بنفس الاسم تصوّر امرأة شابّة تنظر عبر نافذة وترتدي ثوبا ازرق كحلياً. معظم الحكايات في الرواية مجلّلة بالحزن والتوق، وصورة الفتاة تمثّل شيئا ما مفقودا أو لا يمكن بلوغه.
حضرة المحترم للكاتب المصري نجيب محفوظ: رواية رائعة تتحدّث عن مساوئ البيروقراطية كما يجسّدها رجل يضحّي بكلّ فرصه في أن يعيش حياة طبيعية وسعيدة ويركّز كلّ اهتمامه على الوظيفة والترقية. مع الأيّام يتحوّل اهتمام الرجل بالسلطة والمكانة الاجتماعية إلى هاجس فينتظر موت رئيسه ليصعد السلّم ويجلس مكانه. وينتهي به الأمر في عالم الغانيات والأشرار ويدرك متأخّرا بأن حياته لم يكن لها معنى أو هدف.
الخلق للكاتب الأمريكي غور فيدال: يتتبّع الكاتب في هذه الرواية خطى دبلوماسي فارسيّ متخيّل من الحقبة الإخمينية يُدعى سايروس "أو قوروش" يلتقي الفلاسفة الكبار في ذلك الوقت، من سقراط إلى زارادشت ومن بوذا إلى كونفوشيوس ولاو تسو وغيرهم. .
النمر الأبيض للكاتب الهندي ارافيند ادياغا: رواية ساخرة أثارت كثيرا من الجدل بتسليطها الضوء على جوانب مظلمة من تاريخ الهند الحديث. الكاتب يصوّر الهند كمجتمع يهيمن عليه الفساد والتمييز والعبودية. ورغم أن ارافيند فاز بجائزة البوكر على هذه الرواية، إلا أنها أثارت عليه حنق الهنود وسخطهم.
سرد جميل لحكايات من زمن الثورة الإيرانية. كما تروي الكاتبة قصّة مغادرتها القسرية إلى خارج البلاد بعد الثورة ومن ثمّ عودتها إلى إيران بعد سنوات طويلة في المنفى. ساترابي تتناول في هذا الكتاب تاريخ إيران الحديث بأسلوب مؤثّر وساخر.
واشنطن - الكاتبة الأمريكية دونا تارت ألّفت رواية تستند في موضوعها إلى لوحة تشكيلية. هذه الرواية هي التي سنتوقّف عندها في هذا الجزء بشيء من التفصيل. عنوان الرواية طائر الحسّون وهي ثالث رواية للكاتبة. وقد نالت عليها جائزة البوليتزر ولاقت صدى طيّبا عند الجمهور والنقّاد. مؤلّف روايات الرعب ستيفن كنغ كتب عن الرواية واصفا إيّاها "بالعمل النادر المكتوب بذكاء والذي يخاطب العقل والقلب معا".
تدور أحداث الرواية حول بورتريه صغير لطائر حسّون رسمه فنّان هولندي يُدعى كارل فابريتسيوس قبل 350 عاما.
وبطل الرواية صبيّ مراهق اسمه ثيو يصطحب أمّه ذات يوم إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. وفي إحدى قاعات المتحف يتوقّف الاثنان أمام لوحة الطائر الصغير كي يتأمّلا تفاصيلها. وبينما هما هناك، تنفجر قنبلة فجأة ويروح ضحيّتها عشرة أشخاص من بينهم والدة الصبيّ.
وأثناء الفوضى التي تلي الانفجار يأخذ ثيو اللوحة ويحملها معه إلى خارج المتحف. وبقيّة الرواية الطويلة تخبرنا ما الذي حدث للصبيّ وللوحة بعد ذلك. يتذكّر الصبيّ، مثلا، ما حدث له منذ الانفجار ويدرك أن قدره أصبح مرتبطا بهذه اللوحة الصغيرة، وأنه كلّما أطال إخفاءها كلّما أصبح اقلّ قدرة على إعادتها.
يقول البطل في مكان ما من الرواية: بين الواقع والنقطة التي يتلامس فيها مع العقل، ثمّة منطقة وسطى؛ حافّة قوس قزح حيث يمتزج سطحان مختلفان جدّا وتضيع الحدود بينهما ليوفّرا ما لا توفّره الحياة. هذا هو الفضاء الذي يولد فيه الجمال وتوجد فيه كلّ الفنون".
والسؤال الذي تطرحه الرواية هو: ما الذي يجعل الفنّ فنّا، وما الذي فعلته لوحة عمرها أكثر من 300 عام بطفل صغير؟
لكن ترى ما الذي لفت انتباه دونا تارت في هذه اللوحة الضئيلة كي تجعلها موضوعا لرواية؟
اللوحة صغيرة جدّا. ومع ذلك فهي تحتفظ بسحرها الخاصّ رغم وجودها في غرفة تضمّ خمس عشرة لوحة أخرى لفنّانين هولنديين كبار مثل هولس وفيرمير وستين ورمبراندت.
في لوحة فابريتسيوس هذه، هناك شيء ما غامض؛ شيء لن تجده في طبعاتها المستنسخة، لكنك سرعان ما ستكتشفه عندما تقف أمام النسخة الأصلية من هذه اللوحة المدهشة.
وفيها نرى طائرا مغرّدا من نوع الحسّون، وهو طائر معروف بلونه الأصفر الفاتح وبرأسه المبقّع بالأحمر وكذلك بجناحيه الأسودين. في زمن فابريتسيوس كان هذا النوع من الطيور يعامل كطائر أليف في المنازل وكان يجري تعليمه الكلام والحيل.
الطائر يظهر في اللوحة معتليا قفصا خشبيا بينما رُبطت إحدى قدميه بسلسلة. وقد رُسم بطريقة بارعة وبعدد محسوب من ضربات الفرشاة. يمكنك أن تحدّق في اللوحة لعام كامل وتتمعّن في ألوانها وفي أسلوب رسمها، ولا تستطيع أن تعرف كيف رسمها الفنّان ولماذا.
غير أن وراء هذه اللوحة قصّة لا تخلو من إثارة ومأساوية. فقد رسمها كارل فابريتسيوس في نفس السنة التي مات فيها. وقد قُتل وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين بانفجار في مستودع للبارود في مدينة ديلفت الهولندية عام 1654م.
في ذلك الانفجار، دُمّرت معظم لوحاته. وحدها "طائر الحسّون" مع بضع لوحات أخرى هي التي نجت. والشخص الذي يشرح اللوحة لزوّار المتحف في نيويورك يزعم انك لو نظرت إلى سطح اللوحة عن قرب فسترى بعض آثار ذلك الانفجار بوضوح.
بعض المصادر التي تعود إلى تلك الفترة تذكر أن الانفجار لم يتسبّب فحسب في قتل الرسّام وتدمير محترفه وإتلاف معظم أعماله، وإنما دمّر أيضا ربع مباني المدينة.
حياة كارل فابريتسيوس كانت قصيرة جدّا. ولوحاته الباقية اليوم قليلة لا يتجاوز عددها العشر، وكلّ واحدة منها تحفة فنّية. كان رسّاما واعدا، وكان أنجب تلاميذ رمبراندت، كما كان له تأثير على فيرمير. اهتمامه بالتأثيرات البصرية، ثمّ حقيقة انه استقرّ في ديلفت، تعني انه كان يُنظر إليه كجسر بين رمبراندت وفيرمير.
ويقال إن فيرمير نفسه تأثّر بهذه اللوحة الصغيرة عندما كان يعمل على لوحته التي أصبحت في ما بعد أشهر لوحة هولندية، أي "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي".
والأمر الذي لا خلاف عليه هو أن "طائر الحسّون" لم تفقد شيئا من قوّتها وبريقها خلال القرون الثلاثة الماضية، كما يقول ثيو في آخر صفحات الرواية. "شيء عظيم ورائع أن تحبّ ما لا يستطيع الموت لمسه".
واشنطن - الكاتبة الأمريكية دونا تارت ألّفت رواية تستند في موضوعها إلى لوحة تشكيلية. هذه الرواية هي التي سنتوقّف عندها في هذا الجزء بشيء من التفصيل. عنوان الرواية طائر الحسّون وهي ثالث رواية للكاتبة. وقد نالت عليها جائزة البوليتزر ولاقت صدى طيّبا عند الجمهور والنقّاد. مؤلّف روايات الرعب ستيفن كنغ كتب عن الرواية واصفا إيّاها "بالعمل النادر المكتوب بذكاء والذي يخاطب العقل والقلب معا".
تدور أحداث الرواية حول بورتريه صغير لطائر حسّون رسمه فنّان هولندي يُدعى كارل فابريتسيوس قبل 350 عاما.
وبطل الرواية صبيّ مراهق اسمه ثيو يصطحب أمّه ذات يوم إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. وفي إحدى قاعات المتحف يتوقّف الاثنان أمام لوحة الطائر الصغير كي يتأمّلا تفاصيلها. وبينما هما هناك، تنفجر قنبلة فجأة ويروح ضحيّتها عشرة أشخاص من بينهم والدة الصبيّ.
وأثناء الفوضى التي تلي الانفجار يأخذ ثيو اللوحة ويحملها معه إلى خارج المتحف. وبقيّة الرواية الطويلة تخبرنا ما الذي حدث للصبيّ وللوحة بعد ذلك. يتذكّر الصبيّ، مثلا، ما حدث له منذ الانفجار ويدرك أن قدره أصبح مرتبطا بهذه اللوحة الصغيرة، وأنه كلّما أطال إخفاءها كلّما أصبح اقلّ قدرة على إعادتها.
يقول البطل في مكان ما من الرواية: بين الواقع والنقطة التي يتلامس فيها مع العقل، ثمّة منطقة وسطى؛ حافّة قوس قزح حيث يمتزج سطحان مختلفان جدّا وتضيع الحدود بينهما ليوفّرا ما لا توفّره الحياة. هذا هو الفضاء الذي يولد فيه الجمال وتوجد فيه كلّ الفنون".
والسؤال الذي تطرحه الرواية هو: ما الذي يجعل الفنّ فنّا، وما الذي فعلته لوحة عمرها أكثر من 300 عام بطفل صغير؟
لكن ترى ما الذي لفت انتباه دونا تارت في هذه اللوحة الضئيلة كي تجعلها موضوعا لرواية؟
اللوحة صغيرة جدّا. ومع ذلك فهي تحتفظ بسحرها الخاصّ رغم وجودها في غرفة تضمّ خمس عشرة لوحة أخرى لفنّانين هولنديين كبار مثل هولس وفيرمير وستين ورمبراندت.
في لوحة فابريتسيوس هذه، هناك شيء ما غامض؛ شيء لن تجده في طبعاتها المستنسخة، لكنك سرعان ما ستكتشفه عندما تقف أمام النسخة الأصلية من هذه اللوحة المدهشة.
وفيها نرى طائرا مغرّدا من نوع الحسّون، وهو طائر معروف بلونه الأصفر الفاتح وبرأسه المبقّع بالأحمر وكذلك بجناحيه الأسودين. في زمن فابريتسيوس كان هذا النوع من الطيور يعامل كطائر أليف في المنازل وكان يجري تعليمه الكلام والحيل.
الطائر يظهر في اللوحة معتليا قفصا خشبيا بينما رُبطت إحدى قدميه بسلسلة. وقد رُسم بطريقة بارعة وبعدد محسوب من ضربات الفرشاة. يمكنك أن تحدّق في اللوحة لعام كامل وتتمعّن في ألوانها وفي أسلوب رسمها، ولا تستطيع أن تعرف كيف رسمها الفنّان ولماذا.
غير أن وراء هذه اللوحة قصّة لا تخلو من إثارة ومأساوية. فقد رسمها كارل فابريتسيوس في نفس السنة التي مات فيها. وقد قُتل وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين بانفجار في مستودع للبارود في مدينة ديلفت الهولندية عام 1654م.
في ذلك الانفجار، دُمّرت معظم لوحاته. وحدها "طائر الحسّون" مع بضع لوحات أخرى هي التي نجت. والشخص الذي يشرح اللوحة لزوّار المتحف في نيويورك يزعم انك لو نظرت إلى سطح اللوحة عن قرب فسترى بعض آثار ذلك الانفجار بوضوح.
بعض المصادر التي تعود إلى تلك الفترة تذكر أن الانفجار لم يتسبّب فحسب في قتل الرسّام وتدمير محترفه وإتلاف معظم أعماله، وإنما دمّر أيضا ربع مباني المدينة.
حياة كارل فابريتسيوس كانت قصيرة جدّا. ولوحاته الباقية اليوم قليلة لا يتجاوز عددها العشر، وكلّ واحدة منها تحفة فنّية. كان رسّاما واعدا، وكان أنجب تلاميذ رمبراندت، كما كان له تأثير على فيرمير. اهتمامه بالتأثيرات البصرية، ثمّ حقيقة انه استقرّ في ديلفت، تعني انه كان يُنظر إليه كجسر بين رمبراندت وفيرمير.
ويقال إن فيرمير نفسه تأثّر بهذه اللوحة الصغيرة عندما كان يعمل على لوحته التي أصبحت في ما بعد أشهر لوحة هولندية، أي "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي".
والأمر الذي لا خلاف عليه هو أن "طائر الحسّون" لم تفقد شيئا من قوّتها وبريقها خلال القرون الثلاثة الماضية، كما يقول ثيو في آخر صفحات الرواية. "شيء عظيم ورائع أن تحبّ ما لا يستطيع الموت لمسه".
عمان - شووفي نيوز - صُورت مشاهد الفيلم الدرامي "كل المال في العالم"، من إخراج ريدلي سكوت، هذا الأسبوع في الأردن وعلى وجه التحديد في الجنوب في وادي رم.
هذه المرة الثالثة التي يختار فيها المخرج البريطاني الشهير الأردن لتصوير أفلامه، بعد "بروميثيوس" في 2012 و "رجل المريخ" في 2015؛ وقد تم تصوير الأخير في وادي رم لمدة ثمانية أيام متتالية.
يُعرف سكوت بأسلوبه البصري الفريد من نوعه، و"جمالية منطقة وادي رم" هي بالضبط الأمر الذي لا ينفك يجذب المخرج إليها، على حد قوله، إضافة إلى "لطافة الناس الذين يعمل معهم".
يروي فيلم "كل المال في العالم" قصة بول غيتي الذي بنى امبراطورية نفطية ليصبح واحداً من أغنى الناس في السبعينات من القرن الماضي. يتتبع قصة اختطاف حفيده جون بول غيتي الثالث ومحاولات الأم الحثيثة لإقناع الجدّ على دفع الفدية. سيتم عرض الفيلم لأول مرة في 8 كانون الأول وهو من بطولة كيفن سبايسي ومارك ولبرغ وميشال ويليامز وتشارلي بلامر وتيموثي هوتون وغسان مسعود.
مارك ولبرغ، الذي يلعب دور فلاتشير شيز، وهو موظف سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية ساعد على التوصل إلى اتفاق مع الخاطفين، أعرب عن انبهاره خلال زيارته القصيرة إلى الأردن قائلا إن منطقة وادي رم "مذهلة وموقع لا يصدق". ويرى أن "العمل مع الطاقم الأردني رائع، فهم أصحاب خبرة كبيرة ودراية عالية ومتعاونون للغاية". متلهفاً للعودة، يأمل ولبرغ أن تتم دعوته للعمل في فيلم مع مخرج أردني!
أمّا الممثل غسان مسعود، وهو صاحب باع طويل في المسلسلات التلفزيونية العربية وسبق أن مثّل في فيلم "مملكة الجنة" من إخراج سكوت، فيقول إنه يتعين على الممثلين العرب أداء أدوارهم في مجتمعاتهم المحلية وكأنهم يمثلون في أفلام هوليوود.
تجدر الإشارة إلى أنه من ضمن 360 شخصاً عملوا خلال يوم التصوير، تم توظيف 290 أردنياً بمن في ذلك الذين قدموا الدعم اللوجيستي وأفراد من المجتمع المحلي. ونفقات الفيلم في الأردن كانت عالية جدا مقارنة مع الوقت القصير في البلد. وقد نال الفيلم دعما كان محل التقدير من طرف القوات المسلحة الأردنية والسلاح الجوي الملكي والسلطات المحلية. تعليقاً على الطاقم المحلي، قال مارك هافم الذي أنتج العديد من أفلام سكوت: "لا يمكنك الحصول على طاقم أكثر حماسا في أي مكان آخر ويبدو أنهم يستمتعون بما يقومون به، مما يجعل التجربة أكثر متعة بالنسبة لنا. لقد تلقينا الكثير من المساعدات من السلطات المعنية في كل مناسبة ومن العائلة المالكة أيضاً. والأمير علي كان مصدر عون هائل." واختتم حديثه قائلاً: "جميع تجاربنا في الأردن جيدة ونعتبره مكانا مُيسرا لصناعة الأفلام."
ومع نهاية التصوير الذي نجح في تغطية فترتين زمنيتين (1948 و 1972) في السيناريو، قال ريدلي سكوت: "قبل سنتين، أمضيت أسبوعين هنا للعمل على فيلم "رجل المريخ". أنا سعيد جدا (بعودتي) لأنني أحب هذا المكان."
لغتي انجليزيه, أجيد اللغه الانجليزية إذن انا حضارية ,ذكية ,انيقه, راقيه اجتماعية، هل هي اذا مقياس شخصيتي بالتاكيد لا فاللغة اداة تواصل ولكن كيف اقدم نفسي للاخرين هو المهم .
للأسف كثير منا يعتبر هذه العبارات والجمل بطريقه خاطئه، اللغه الانجليزية واي لغة اخرى هي فقط اداه نعبر بها عما نريد توصيله للاخر، لا تعبر عن أناقة أو رشاقة أو ذكاء أو رقي كما للأسف يظن الكثير ممن يعتقدون ان استعمالها هو رقي وتحضر , ان الرقي بالاخلاق والشخصية الودوده والمحبة والتواصليه والانسانيه , قد يكون الشخص ابكم ولكن باشارات قليله تفهمه ويصبح ودودا .
English is a language, doesn't express about anything
جميل أن نتكلم لغه جديده غير لغتنا الأم وفي بعض البلاد تكون اللغه الانجليزية هي اللغه الأم، فبذلك هي لغه فقط لا تعبر عن اتيكيت أو بريستيج كما تظن بعض الفتيات , او ممن يعتقدون انهم يتكلمون بها انهم من صنف اخر .
ان المسالة الا تعدو اكثر ضعف في الشخصية او تعبير عن نقص ما ان الثقة في النفس والشخصية القويه تتكلم بلغتها , وان شعرت بحاجة استخدام لغة اخرى تستعملها اما في غير مكانها تصبح فذلكة غير مبرره.
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعلم اللغات الأخرى غير اللغه العربية لحاجات معينه قد تكون هدف الدراسة أو العمل أو حياة فرضت تعلم هذه اللغه أو تلك والأهم لنشر الدعوة الإسلامية في بعض البلاد غير العربية , وفي الحديث الشريف "من تعلم لغه قوم أمن مكرهم"
القرآن الكريم نزل باللغه العربية وهو أفضل الكتب التي اهداها الله للبشرية وكانت لغه آخر الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم هي العربية ,فاللغه العربية هي أم اللغات واجادة هذه اللغه فخر على إجادة أي لغه أخرى لانها لغة مختلفه .
ان اجادة اللغات امر مهم وهو مكسب لاي شخص محبب ومباح وقد يكون فرض كفاية اذا كان الهدف من تعلمها دعوة قوم هذه اللغه إلى الإسلام
لهذا عزيزتي وعزيزي العربي متكلم اللغه الانجليزية أو الفرنسية أو أي لغه أخرى غير اللغه العربيه لغه الضاد واصعب لغه عليك أن تتباهى بلغتك العربية لغه القرآن الكريم ولغه سيد البشريه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تتباهى بأي لغه أخرى، فالاتيكيت والبريستيج والنظافة والأناقة والحضارة والذكاء والرقي والاجتماعية تتجسد في ديننا الإسلامي والقرآن الكريم بما شرع الله من ضوابط وأمور وأركان اسلامية في العبادات والآيات القرآنيه التي نزلت في القرآن الكريم باللغه العربية ولو تقيدنا بها لكنا أرقى وأفضل شعوب العالم.
السؤال لماذا لانرى اخرين من جنسيات مختلفه يتباهون بلغة اخرى , ان التكلم بلغتك الاصليه جزء من الهوية والوطنية وانتماء واحترام لشخصيتك وجغرافيتك التي تنتمي اليها .
الابدكار
بورتوريكو - لا يتوقف محرك البحث غوغل واليوتيوب من قبل مستخدميه عن متابعة الأغنية الإسبانية الأسرع انتشارا في العالم "ديسباسيتو" للويس فونسي، والتي تعني "بهدوء".
وشهدت ألحان وكلمات "ديسباسيتو" موجة انتشار سريعة في جميع أنحاء العالم فمنذ انطلاقها في كانون الثاني (يناير) مطلع العام الحالي، ولا يتوقف ترديدها والرقص على ألحانها في العالم ككل.
"ديسباسيتو" هي عنوان أغنية للبورتوريكي لويس فونسي إذ لاقت الأغنية رواجا إضافيا بعد أن أطلق توزيع آخر لها في شهر نيسان (إبريل) الماضي، وشارك فيها المغني العالمي جستن بيبر، ما أشعل جمهور الأغنية من حول العالم، وذلك من خلال إدخال كلمات باللغة الانجليزية عليها.
ويقترب عدد مشاهدات الأغنية على موقع "يوتيوب" الـ 3 مليار مشاهدة، وهو عدد كبير مقارنة بتعداد بورتوريكو السكاني، الذي يبلغ 3.4 مليون نسمة تقريبا.
الكثير من المواقع العالمية والعربية تحدثت عن هذه الأغنية وتناقلت أخبارها وفيدوهات حملت موسيقى وكلمات "ديسباسيتو"، وأشهرها للناشطة الفليبينية نيانا غيريرو، إذ قامت بتحدي خاص عبر اليوتيوب يحمل اسم "ديسباسيتو تشالنج" despacito challenge على البدء بالرقص فور الاستماع إلى الأغنية.
وقد بدأت الفتاة التي تبلغ الـ11 من عمرها فقط بخوض التحدي بنفسها. ونشرت فيديو ظهرت فيه وهي ترقص بطريقة بارعة جدا في الشارع وأماكن التسوق وأماكن عدة أخرى.
والمقطع الذي نشر لها قد شاهده 9 ملايين مشاهدة حتى الآن، وتبين أن هذا التحدي أطلق على غرار تحديات أخرى مثل Ice bucket وblue whale.
ومن أهم الأخبار المتداولة عن "الديسباسيتو" إنعاشها لاقتصاد "بورتوريكو" الجزيرة الكاريبية بعد غنائها وتصوير مشاهدها هناك، إذ أسهم نجاح الأغنية في إنعاش اقتصادها وزيادة عدد السياح بنسبة 45 %.
ويؤكد المتابعين بالقرب من تحطيم الرقم القياسي للمشاهدات الذي حققته الأغنية الكورية الجنوبية "غانغنام ستايل" في العام 2012. إذ اكسبت أنغامها المفعمة بالحيوية والحركة نجاحا عالميا للأغاني الإسبانية، حتى إنها تفوقت على أغنية "ماكرينا" التي أطلقت قبل ثلاثة وعشرين عاما.
واحتلت "ديسباسيتو"، التي تعني بالعربية (بهدوء)، قائمة بيلبورد لأفضل 100 أغنية لمدة 5 أسابيع، وقام العديد من المشاهير بترديد كلماتها بعدة لغات، ما زاد في انتشارها في كل أصقاع العالم.
ويذكر أنه منذ النجاح الذي حققته أغنية "ماكارينا"، عام 1996، واحتلالها المركز الأول ضمن قائمة "بيلبورد" الموسيقية، لم تستطع أي أغنية إسبانية أخرى الانتشار طوال كل هذه الأعوام، ما عدا "ديسباسيتو"، بفضل أنغامها المفعمة بالحيوية والحركة.
ويمكن اعتبار هذه الأغنية بمثابة المزيج لعدة إيقاعاتٍ لاتينية راقصة، من بينها (كومبيا، بوب لاتيني، ريغيتون). وتتميز كلماتها بأنها جذابة، وهي أيضا مكررة ويسهل حفظها.
نابولي - تمكنت السلطات الإيطالية من استعادة إحدى روائع فن النهضة الإيطالية، التي سرقت، في أغسطس عام 2014، من كنيسة في مدينة مودينا شمال إيطاليا.
جاء الخبر في تصريح أدلى به وزير التراث والنشاط الثقافي والسياحة الإيطالي، داريو فرانتشيسكيني، للصحفيين، يوم السبت 15 يوليو.
يدور الحديث عن لوحة "السيدة العذراء مع يوحنا بن زبدي وغريغوريوس صانع المعجزات" (1639) بريشة الرسام الإيطالي، غورتشينو واسمه الكامل، جوفاني فرانشيسكو باريبي (1591-1666) من بولونيا.
هذا واكتشف اللوحة جامع قطع فنية مغربي، في فبراير الماضي، حيث أراد سارقوها بيعها له في مدينة الرباط بالمغرب. وقد تم إلقاء القبض على مشتبه بهم 3، أحدهم عاش في إيطاليا سنوات عدة.
أراد اللصوص بيع اللوحة التي تعد من روائع النهضة الإيطالية، والتي سرقت من كنيسة القديس فينتشينتسو حيث ظلت خمسة قرون، بـ10 ملايين درهم، ما يعادل 993 ألف دولار تقريبا، علما بأن سعرها الواقعي يقدر بـ6.3 مليون دولار.
تم إرسال اللوحة، وحجمها 293X185 سنتيمترا، من الدار البيضاء إلى روما، حيث ستنظف في ورشة فنية خاصة للمعهد الأعلى للترميم والتخزين.
وقد أشاد فرانتشيسكيني بجهود الشرطة الإيطالية في حراسة التراث الثقافي، حيث جرت عملية استعادة القطعة الفنية على مستوى عالمي. كما أشار الوزير إلى تعاون عدة جهات من مختلف بلدان العالم في عملية البحث عن اللوحة، وقد تفاجأوا بسرعة تطور الأحداث ونجاحها.
المصدر: تاس
مدريد - يعد الإسباني بابلو بيكاسو من أشهر الفنانين العالميين، نظرا إلى ما لفنه من بالغ الأثر في الحركة الفنية العالمية، ليس فقط من خلال تأسيسه للمدرسة التكعيبية، وإنما في فتحه الفنون الأوروبية على فنون أخرى، قادمة من أعماق حضارات الشعوب البدائية كالأفريقية وغيرها. حيث غاص بيكاسو عميقا في فنون إنسانية لم يكن العالم على عهد بها، ومنها استلهم الكثير من أعماله.
"بيكاسو بدائيّا" هو عنوان معرض ثريّ يقام في متحف رصيف برانلي–جاك شيراك بباريس ويتواصل حتى نهاية شهر يوليو الجاري، ليكشف عن جذور علاقة بابلو بيكاسو بالفنون البدائية أو الأولى، منذ أن اكتشفها صدفة في مطلع القرن العشرين، وعلاقته الوثيقة بأعمال قادمة من أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، كان لها أثر عميق في تطور تجربته الفنية.
بدأت علاقة بيكاسو بالفن البدائي عام 1906، عندما اكتشف في بيت صديقه الفنان أندري دوران (1880-1954) قناعا من صنع قبائل الفانغ في الغابون كان اشتراه فنان آخر هو موريس فلامينك (1876-1958) بسعر رمزي لا يتعدى خمسين فرنكا. في تلك السنة أيضا، صادف أن زار بيكاسو متحف تروكاديرو بباريس (متحف الإنسان حاليا)، فخرج منه مأخوذا بما رأى.
يذكر أندري مالرو أن بيكاسو حدثه عن تلك الزيارة فقال “كان شيئا مقززا، كأني في سوق أسمال بالية وخردوات، فضلا عن الرائحة الكريهة. ورغم ذلك بقيت. كنت وحيدا، فبقيت وبقيت. أدركت أن ذلك في غاية الأهمية: شيء ما حدث لي… أيقنت أني فنان”.
وأضاف في موضع آخر “أرغمت نفسي على البقاء، وتأمل تلك الأقنعة، كل تلك الأشياء التي صنعها رجال لغاية مقدسة، سحرية، كي يكونوا وسطاء بينها وبين القوى المجهولة المعادية التي كانت تحيط بهم، محاولين تجاوز رعبهم بإعطاء تلك الأشياء أشكالا وألوانا. عندئذ فهمت أن ذلك هو معنى الفن. الفن ليس مسارا جماليا، بل شكلٌ من السحر يفصل بيننا وبين العالم المعادي، طريقة للإمساك بالنفوذ، من خلال فرض شكل لمفازعنا ورغائبنا. يوم فهمت ذلك، علمت أني وجدت ضالتي”.
المعرض وإن حمل اسم واحد من أكبر فناني القرن الـ20 فقد كان طريقة ذكية لتسليط الضوء على الفنون غير الأوروبية
في تلك السنة، أقبل على شراء أول عمل فني غير غربي، “تيكي” من جزر الماركيز، وهو عبارة عن منحوتة بدائية تمثل إنسانا أو إلها، فالـ”تيكي” في اللهجة التاهيتية تعني الاثنين، وتعني أيضا الإنسان الإله. من هنا تولدت لوحته الشهيرة “آنسات أفينيون” التي قال عنها إنها أول لوحةِ رُقْية له، مستوحاة مباشرة من حبه الجديد للفن غير الغربي. والحال أنه كان قبلها يتطير من مفرداته، فمما يروى أن ماتيس أهداه مرة تميمة زنجية ذات مسامير، فردها عليه قائلا “أتريد أن تسحرني؟”.
هذا المعرض، الذي اتبع مسارا زمنيا خطيا يمتد من 1906 إلى 1974 (أي سنة قبل وفاة الفنان الأندلسي)، صيغ وفق مقاربتين متكاملتين، تهدف الأولى إلى رصد كرونولوجي دقيق لالتقاء بيكاسو بالفنون البدائية، والأعمال التي اقتناها، والأخرى التي عاشرته، ويتبدى في صور كثيرة في مرسمه ببلدة بواجلو في مقاطعة أور على بعد نحو ستين كيلومترا غربي باريس، إلى جانب تمائم ومنحوتات وطواطم وشهادات لأصدقائه في تلك الفترة لا سيما دوران وأبولينير وماتيس.وترمي الثانية إلى الوقوف على عمل بيكاسو في حوار ثري مع أعمال فنانين مجهولين غير غربيين.
الفن البدائي ينظر إليه هنا كفعل أول، فعل خلاق وأساس، يتخذ أشكالا غنية عن الخطاب. فالجسد مثلا، سواء عبّر عن رغبة أو خوف، يبدو تارة معظَّما ممجَّدًا، وطورًا محرَّفًا، فيصبح رهان كل التحولات التشكيلية بعيدا عن تمثل الواقع. ونكتشف التساؤلات المماثلة التي طرحت على الفنانين (إشكاليات العري، الجنس، الغرائز، الضياع، الفقد) وأجابوا عنها بحلول تشكيلية متوازية (تحريف الأجساد أو تفكيكها مثلا)، فلا تغدو البدائية حينئذ كمرحلة تخلف، وإنما كسبيل إلى الطبقات الأكثر عمقًا وحميميةً وتأسيسًا للكائن البشري.
وهو ما يعكسه التطور المذهل في عمل بيكاسو، فقد سعى على مدى سنوات لاستكشاف الأشكال الأولية، والهندسية، والمبسطة، واختار حرية شكلية تخالف التقاليد الفنية السائدة في تلك الفترة. حيث تضاءل الجسد إلى خطوط أساسية، مجرد خط أو مجرد كتلة، في وضع عمودي في الغالب، مثل الوقفة النموذجية لحاملة الكوب التي نجدها في عدة حضارات.
هذا الفرع ينقسم إلى ثلاثة محاور هي النموذج المثالي، التحول والأنا بالمعنى الفرويدي، ليترجم أهمية الاندفاع (أو الانجذاب) والغريزة، والحياة أو الموت، والخلق أو التفكيك. فقد كان بيكاسو يخلط ويعجن الأجساد مثل كيانات سحرية، فيستعيض عن النظر بثقبين، ويستعيد الأقنعة، ويظهر الفم في شكل رخوي أو مهبل ذي أسنان، إذ قلّ أن جاب أحد مثله مسألة الجنس. قبيل وفاته، قال بيكاسو متحدثا عن تجربته مع الفنون البدائية “عندما اكتشفت الفن الزنجي، وأنجزت ما صار يسمى بمرحلتي الزنجية، كان ذلك من أجل الوقوف ضد ما يسمى بالجمال في المتاحف”.
والمعرض في الختام، وإن حمل اسم واحد من أكبر فناني القرن العشرين، وتتبع تحوله وتطور رؤيته الفنية، وتأثره العميق بفنون بعيدة عن الأكاديميات الغربية، إنما كان طريقة ذكية لتسليط الضوء على الفنون غير الأوروبية. فهو يحتوي على نحو ثلاث مئة عمل، مئة وسبعة منها فقط لبيكاسو.
المزيد من المقالات...
- الفيلم الإيطالي "مرحبا في الجنوب" كوميدي عن علاقة الازواج
- وزير الثقافة يفتتح متحف ومركز جلعاد الثقافي
- لوحة ركاب الدرجة الثالثة لدوميية المهمشون للناقد رسمي الجراح
- الفيلم العالمي فاليريان ومدينة الألف كوكب يشهد عرضه الأول هذا الشهر في دبي
- أنف ميكيل أنجيلو
- "ابو وديع والحناوي والحلاني والديك وشيبة وكوكبة من الفنانين الاردنيين"في الفحيص 26
- جمعية بقاء تنظم ورشة فنيه لروح الطفلة سدين
- اللغات السائده في العالم على الانترنت
- ظاهرة العمى في فنّ بيكاسو
- انحراف الفنون عن دورها الثقافي الى العنف للكاتبه ساره السهيل
الصفحة 69 من 92