Off Canvas sidebar is empty


ميلانو - شووفي نيوز - فيلم "مرحبا في الجنوب" (2010) فيلم إيطالي كوميدي مقتبس من فيلم فرنسي متميز صدر في العام 2008 مع بعض التطوير. وفيلم "مرحبا في الجنوب" من إخراج المخرج لوكا مينيرو، وكتب سيناريو هذا الفيلم الكاتب السينمائي ماسيمو جوديوسو استنادا إلى سيناريو الفيلم الفرنسي الأصلي للكاتب السينمائي ومخرج وبطل الفيلم داني بون مع بعض التصرف.
والشخصية الرئيسية في فيلم "مرحبا في الجنوب" هو ألبيرتو كولومبو (الممثل كلاوديو بيزيو)، وهو مدير مكتب للبريد يقع على مقربة من مدينة ميلانو في شمالي إيطاليا. ويخضع ألبيرتو لنفوذ زوجته سيلفيا (الممثلة فالنتينا فينوشيارو)، وتلبية لرغبتها وتحقيقا لوجود مدرسة جيدة لابنهما وضغطها المتواصل يطلب ألبيرتو الانتقال من وظيفته إلى مدينة ميلانو، إلا أن طلبه يقابل بالرفض لأن الأولوية في الانتقال تمنح للموظفين المصابين بإعاقات جسدية. وعندئذ يتظاهر ألبيرتو بأنه مصاب بالشلل ويتم نقله إلى ميلانو، إلا أن خداعه ينكشف ويعاقب على ذلك بنقله إلى بلدة صغيرة قريبة من مدينة نابولي الواقعة في جنوبي إيطاليا للخدمة فيها لمدة سنتين مع تقليص واجباته الإدارية. ويجبر ألبيرتو على الانتقال إلى تلك البلدة بدون زوجته، وهو يعاني من الخوف الشديد ومن مشاعر التعصب التقليدية بين سكان الشمال ضد سكان الجنوب الإيطالي. وبعد رحلة شاقة يصل إلى البلدة التي نقل إليها، ولكنه يفاجأ حين يقابل أشخاصا طيبين وأمناء ومضيافين يرحبون به في بلدتهم، ويعيشون في منطقة جميلة رغم أوضاعهم الفقيرة التي تظهر في عادات تناول الطعام والتعامل مع النفايات. ويكتشف ألبيرتو أن آراءه السابقة المتعلقة بسكان الجنوب الإيطالي كانت مبنية على التعصب التقليدي في شمال البلاد.
 لكن أن ألبيرتو يخفي عن زوجته المتعصبة سيلفيا الواقع المخفي الذي اكتشفه في مقر إقامته الجديد في الجنوب أملا في تحسين العلاقة بينهما، إلا أنها تقوم بزيارته في البلدة التي يقيم ويعمل فيها وتكتشف الحقيقة. وبعد سلسلة من التطورات تعود الزوجة سيلفيا إلى زوجها ألبيرتو مع ابنها شيكو في الجنوب. وتثبت إقامة الأسرة في الجنوب أنها تجربة رائعة يصعب على ألبيرتو أن ينساها، حتى أنه عندما يتلقى رسالة الانتقال الوظيفي من البلدة الصغيرة إلى مدينة ميلانو يشعر الجميع بشيء من الأسف. ومن الموضوعات التي يطرحها فيلم "مرحبا في الجنوب" موضوع مشاعر التعصب بين سكان شمالي إيطاليا ضد سكان الجنوب الإيطالي. ويعبّر الفيلم عن ظاهرة عالمية في العلاقات بين الشمال والجنوب تتكرر في كثير من الدول وفي القارات حيث يتمتع سكان الشمال بالتقدم الاقتصادي مقارنة بدول الجنوب.
ويجمع هذا الفيلم بين النجاح الفني والجماهيري، ويتميز بقوة الإخراج وأداء الممثلين وبالتصوير الواقعي للمشاهد المثيرة للضحك المتواصل والمشاهد الواقعية في منطقة نابولي الساحلة الجنوبية بإيطاليا، بما في ذلك أعمال العنف والنفايات والمشاكل الاجتماعية، مع المحافظة على الجو الكوميدي المؤثر. وعرض فيلم "مرحبا في الجنوب" في عدد من المهرجانات السينمائية، ورشح لتسع وعشرين جائزة سينمائية وفاز بثماني جوائز، بينها جائزة أفضل فيلم من كل من مهرجان ساليرنو السينمائي الدولي ومهرجان السينما الإيطالية في الولايات المتحدة وجائزة أفضل سيناريو من رابطة الصحفيين السينمائيين الإيطاليين. وانقسمت آراء النقاد بين من يعتقدون أن فيلم "مرحبا في الجنوب" أقوى من الفيلم الفرنسي المبني عليه ومن يعتقدون أن الفيلمين على نفس المستوى.
وبلغت الإيرادات الإجمالية لهذا الفيلم 34 مليون دولار، وبذلك يحتل المرتبة الأولى في الإيرادات بين جميع الأفلام الإيطالية التي أنتجت في العام 2010. كما أن الفيلم الفرنسي الذي استند إليه هذا الفيلم هو صاحب الرقم القياسي في الإيرادات في تاريخ السينما الفرنسية، حيث بلغت إيراداته 245 مليون دولار.
يشار إلى أن فيلم "مرحبا في الجنوب" أُعقبه إنتاج الفيلم الإيطالي الكوميدي "مرحبا في الشمال" (2012) الذي عمل فيه من الفيلم السابق المخرج لوكا مينيرو وطاقم الممثلين.  كما كان من المفروض أن يتم إنتاج فيلم أميركي مبني على الفيلمين الفرنسي والإيطالي "مرحبا في الجنوب"، إلا أنه لم يتحقق إنتاج هذا الفيلم.


السلط - رسمي الجراح - مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، افتتح وزير الثقافة نبيه شقم اول من امس بحضور محافظ البلقاء نايف الحجايا وفنانين واعلاميين في منطقة ام الدنانير متحف ومركز جلعاد الثقافي .
واصطحب مؤسس ومدير المركز سامي هنديه الوزير في جولته على مرافق المركز .
قال هندية ان المركز مجمعا ثقافيا وفنيا وهو جمعية وطنية مسجلة ضمن اختصاص وزارة الثقافة بموجب قانون الجمعيات هدفه التعريف بالفنون الجميلة محليا وعربيا ودوليا، اضافة الى تبني المواهب والابداعات الاردنية والعربية وتأهيلها وابرازها مع تشجيع البحوث والدراسات المتعلقة بالفنون.
ويضم المركز متحفا للفنون وصالة عرض «جاليري» ومسرح خارجي باسم زرياب مجهز باحدث التقنيات و مكتبة فنية تضم الاف العناوين والجانب السياحي فيه يضم فندق ام سنديانة ومطاعم ومقاه وصالات اجتماعات وباحات وميني جولف .
واوضح بان متحف الفنون وهو نواة المركز يضم اجنحة من اللوحات والمنحوتات المتحفية احداها للفن الاردني واخر للفن العراقي وللفنون المصرية واخر للفن السوري واللبناني وجناح للفن العالمي ومثله لبلدان شمال افريقيا والخليج العربي وفي المتحف اعمال لاغلب رواد الفن العربي .
ويقدر هندية المجموعة الفنية في المتحف بنحو 4 الاف لوحة ومنحوتة الى جانب مجموعة اخرى من الطبعات الجرافيكية العالمية لفنانين من مختلف انحاء العالم اقتناها من مختلف متاحف وفناني العالم .
ومن جهته قال اختصاصي الترميم في الجمعية الدكتور احمد بني عيسى ان المكان يقدم الجانب التوعوي الى جانب الخطاب الثقافي لأنه يحتوي على اعمال لفنانين اردنيين وعرب واجانب اضافة الى العمل على ترميم لوحات مضى على رسمها عشرات السنين لفنانين محليين وعرب واجانب.
يشار الى ان المركز يقع في منطقة ام الدنانير قرية ام سنديانة 17 كم شمال العاصمة عمان وجاءت فكرة تاسيس المركز والمتحف بدافع عشق هنديه للفنون اطلقت عليه اسم جلعد وهو اسم مستمد من المكان المستند لاسطورة تاريخيه .
    


باريس -لوحة ركاب الدرجة الثالثة هي احدى ابلغ اللوحات التي رسمها الفنان الفرنسي اونوريه دوميية وهي سلسلة من لوحات عربات النقل من الدرجة الثالثة 1862- 1866 وهي خير شاهد  على تشبث دومييه في الدفاع عمن ينتمي اليهم ومن ابناء الطبقة الكادحة بالرغم من انها جلبت له المتاعب وكانت سببا لزجه بالسجن اكثر من مرة .
يلحظ الناظر للوحة» ركاب الدرجة الثالثة» الواقعية والتعبير في اعلى درجاته و أي بؤس يحمله ركاب تلك العربة الحديثة الاختراع في ذلك الوقت وهم جزء من طبقة كبيرة مسحوقة كان ينتمي اليها الرسام , وكم هم مستسلمون داخل عربة حديدية موحشة تنهم الارض بقسوة ومثلها عربات كثيرة تلحق بها او تسبقها .
قوام اللوحة راكبتان تتصدران مقدمتها ,الاولى الى يمين اللوحة تنظر ساهمة ويركن الى يسارها طفل يغط في نوم عميق  ويبدو ان الفنان يستحضر طفولته لان بجانبه صندوق احلامه الخشبي وتضغط بقوة على يد سلة تحملها وترتدي على راسها غطاء الفقراء الرث, والراكبة الاخرى مطاطاة راسها تعلو محياها ابتسامة تخفي خلفها حزنا دفينا ممزوجا باملها ,طفلها الذي تحتضنه بين يديها , والراكبتان صورة عن مستقلي عربات تلك الدرجة الذين يقبعون خلفها في عربة درجة المعدومية الفلاحين والفقراء ويظهر ذلك من ازياءهم البالية .
حقق الفنان  في لوحته تعبيرية عالية مقابل تكوين جمالى يضج بالحيوية والايقاع من خلال صفوف الركاب الذين يجلسون بطريقة مواجهة خلف الراكبتين تحديدا , حيث عبر بذكاء عن ملامح من لم تظهر وجوههم في السطح التصويري , وترك الكثير من الاسقاطات التعبيرية على وجوه حادة الملامح ,عجفاء تحسبها مجمدة للون الاوكر المائل للصفرة والذي يبعث علا الكآبة.
جلب دوميية العمق والامل للوحة من خلال نافذتين متفاوتتين في مساحتهما يضيء النور العابر منهما الوجوه المكدسة المتضمنة عيوناً متعبة واجساداًِ منهكة وايدي متشققه , فيما منح اللون القاتم اللوحة تاثيرا مختلفا اشر على سوداوية حياة اولئك الركاب , فيما منحت خطوط الفنان المتعرجة والغائرة المتساوية السماكة في جباة ووجنات الاشخاص وجفونهم وثنيات ازيائهم عمق تعاستهم وبؤس حالهم
قال الشاعر الفرنسي شارل بودلير عن معاصره الفنان أنوريه دومييه ( 1808 - 1879 ) : ( إنه أحد أهم الرجال، ليس في مجال الكاريكاتير فحسب، بل في الفن الحديث كله.. ) .عاش دومييه سنوات طفولته الأولى في مرسيليا، ثم انتقلت عائلته إلى باريس، وكان أبوه يعمل في صناعة الزجاج ويطمح أن يكون شاعراً، فاضطر دومييه الابن إلى العمل مبكراً، إلى جانب تعلمه للرسم، حيث أتقن حرفية عالية في الرسم والحفر والطباعة إلى جانب موهبته وذكائه في التقاط موضوعاته الأثيرة، التي زاوج فيها بين اللوحة الفنية والكاريكاتير السياسي الحاد الذي قاده إلى السجن، وارتبطت أعماله بتاريخ المرحلة التي عاشها وصورها ببراعة، في نحو مئتي لوحة فنية وأربعة آلاف رسمة هزلية ساخرة، وعدد من التماثيل النصفية المنوعة.

دبي - شووفي نيوز -  تتشرف نوفو سينماز و جلف فيلمز بإطلاق الفيلم العالمي فاليريان ومدينة الألف كوكب لاحقا هذا الشهر في جميع صالات نوفو سينماز.
فيلم مغامرة خيالي جديد مقتبس عن قصص مصورة شهيرة أثرت في أجيال من الفنانين والكتاب وصناع الأفلام. تدور أحداث الفيلم ضمن تأثيرات يصرية خلابة من إخراج المخرج الأسطوري لوك بيسون (ذا بروفيشينال) و (ذا فيفث إليمنت) و(لاكي).
تدور أحداث الفيلم في القرن 28 الميلادي حول فاليريان (دان ديهان) وشريكته لوريلاين (كارا ديلفنجن) المكلفان من قبل وزير الدفاع بالحفاظ على النظام في أرجاء المجرة البشرية.  يذهب العميلان في وهما في مهمة إلى مدينة ألفا الخيالية، وهي مدينة متنامية باستمرار حيث تعايشت مختلف الكائنات من جميع أنحاء الكون مع يعضها بسلام على مر القرون لتبادل المعرفة والثقافات، ولكن سرعان ما يؤرق سلام مدينة ألفا لغز غامض يدفع العميلان للمسارعة في تحديد التهديد المزعج وحماية ليس فقط ألفا، ولكن مستقبل الكون.


ميلانو - في عام 1490، كان لورينزو دي ميديتشي واحدا من أغنى وأقوى الرجال في فلورنسا. كان راعيا ومشجّعا للفنون ومشرفا على أكاديمية الفنون التي كان ميكيل أنجيلو احد تلاميذها.
وفي احد الأيّام، وبينما كان يمشي في حديقة متحفه المسمّى سان ماركو، رأى لورينزو الشابّ ميكيل أنجيلو وهو يصنع نسخة من رخام لمنحوتة قديمة. وقد أعجب لورينزو كثيرا بعمل وتفاني الصبيّ لدرجة انه قرّر أخذه معه إلى قصره.
وهناك خصّص لورينزو له غرفة، وأمر له بمكافأة وبأن تُلبّى جميع احتياجاته الضروريّة. كما أبدى اهتمامه بأن يتابع دراسته في النحت على نفقته.
كان ميكيل أنجيلو معروفا بمزاجه الحادّ. وكان من عادته أن ينتقد الآخرين بطريقة هجومية وخاطئة. وفي ذلك الوقت، كان يُنظر إليه باعتباره النجم الجديد الساطع في سماء الفنّ، وكان هو يدرك ذلك جيّدا. زميله بييترو توريجيانو كان أيضا شخصا ذا مزاج عنيف، مع ميلٍ لاختلاق المعارك والشجارات مع زملائه.
وفي احد الأيّام، وبينما كان الطلاب ينسخون لوحات جدارية في إحدى الكنائس، كان ميكيل أنجيلو منهمكا في انتقاد أعمال زملائه من الطلبة الآخرين. ويبدو أن توريجيانو لم يتحمّل قيام ميكيل أنجيلو بدور الأستاذ والناقد، فوجّه إلى أنف الأخير لكمة بلغ من قوّتها أنها حطّمت أنفه وشوّهت وجهه بشكل دائم.
كان توريجيانو طالبا كبيرا في السنّ، وقد تسبّبت ضربته القويّة تلك في تغييب ميكيل أنجيلو عن الوعي لفترة. وعندما حمله زملاؤه إلى مقرّ إقامته لم يُبدِ الصبيّ أيّ استجابة، لدرجة أنهم خافوا من احتمال أن يكون قد أصيب بجروح قاتلة.
غضِب لورينزو على توريجيانو عندما علم بأمر اعتدائه على ميكيل أنجيلو. وقد غادر الأخير فلورنسا خوفا من العواقب وتجنّبا لانتقام لورينزو.
في ما بعد، قال توريجيانو لصديق واصفا ما حدث: كان ميكيل أنجيلو مواظبا على إزعاجي. وفي ذلك اليوم كنت أغلي غضبا من تصرّفاته وأفكّر في الانتقام. وقد استجمعت قواي وشددت على قبضتي ثمّ وجّهت له ضربة خاطفة على أنفه. في تلك اللحظة شعرت بأن العظم والغضروف ينهاران تحت قبضة يدي كما لو أنهما مصنوعان من رقاقة هشّة. تلك الوصمة التي ألحقتها به ستعيش معه وتصاحبه حتى يوم موته".
استعاد ميكيل أنجيلو وعيه وعاد بعد فترة لمواصلة دراسته. لكن صورة وجهه المشوّه ظلّت تؤرّقه بقيّة حياته. وكان منزعجا بشكل خاصّ من ليوناردو دا فينشي، الذي كان أصغر منه سنّا. كان الشابّ ليوناردو يتمتّع بموهبة تشبه تلك التي لـ ميكيل أنجيلو. غير أن شكل وجه ليوناردو شبه المثاليّ أسهم في زيادة وعي ميكيل أنجيلو، وبطريقة مؤلمة، بحقيقة ما حدث لوجهه المحطّم.
بعد مرور سنوات طويلة على الحادثة، كُلّف ميكيل أنجيلو برسم سقف كنيسة سيستين. وقد أنجز تلك المهمّة وهو مستلقٍ على ظهره ويتنفّس من خلال فمه. كان منظر أنفه مرعبا. كانت "مهروسة لدرجة أن جبينه أصبح متدليّا فوق فمه"، على حدّ وصف احد المؤرّخين من تلك الفترة. ومن الواضح أن اللكمة لم تكسر أنفه فحسب، وإنّما سحقتها.
استمرّ ميكيل أنجيلو في إثبات تفوّقه في روما وفلورنسا إلى أن حقّق العظمة التي كان يستحقّها. أما توريجيانو فقد تابع مسيرته المهنيّة كنحّات، وكان معروفا طوال حياته بأنه الرجل الذي شوّه وجه الفنّان الكبير والمبجّل. وقد ذهب في ما بعد إلى انجلترا، وهناك حظي برعاية شخص كان مفتونا، هو الآخر، بالخصومة والقتال. ولم يكن راعيه الجديد سوى الملك الطاغية هنري الثامن.
عندما تقدّمت به السنّ، عاش ميكيل أنجيلو منعزلا كما يعيش النُسّاك، ما عدا تلك الأوقات التي كان يتحتّم عليه فيها، بحكم طبيعة عمله كرسّام ونحّات، أن يتواصل مع الآخرين. وقد رسم لنفسه عددا من البورتريهات في فترات متفرّقة، كما نحت صورته كشخصيّة صغيرة على بعض الأعمال التي كُلّف بها.
في انجلترا، ما لبثت حياة توريجيانو أن تغيّرت إلى الأسوأ. وفي عام 1522، ذهب ليعمل في إسبانيا. وفي اشبيلية، عكف على صنع منحوتة تمثّل العذراء وطفلها. غير أن الراعي الذي كلّفه بنحت تلك القطعة رفض أن يدفع له المبلغ المتّفق عليه. لذا وقع الفنّان فريسة للغضب مرّة أخرى وانقضّ على التمثال الرخاميّ وحطّمه. لكن لأنه أتلف صورة مقدّسة، فقد استدعته محاكم التفتيش للمثول أمامها، ثم لم تلبث أن حكمت عليه بالإعدام بعد اتهامه بالزندقة. وقد توفّي في ما بعد في السجن بعد أسابيع من قراره بالإضراب عن الطعام احتجاجا على الحكم.
عندما توفّي ميكيل أنجيلو عام 1564 عن عمر يناهز التاسعة والثمانين، كان قد ترك إرثا يتضمّن بعض أعظم التحف الفنّية في العالم، بالإضافة إلى صورته التي استقرّت في أذهان الناس عنه باعتباره النحّات الخالد صاحب الأنف المكسورة.


شوو في نيوز- الفحيص – رفعت العلان
تحت رعاية سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم، وتكريما لشهداء الوطن وضحايا الارهاب من الاردنيين العسكر والمدنيين، وانحيازا للفرح، ينطلق مهرجان الفحيص "الاردن تاريخ وحضارة: الدورة 26، مساء الاربعاء 2 آب 2017.
واعلن مدير مهرجان الفحيص ايمن سماوي في مؤتمر صحفي عقد في مطعم زرياب بمدينة الفحيص عن فعاليات المهرجات التي جاءت زاخرة بالامسيات الفنية والثقافية والفكرية بالاضلفة الى المعروضات التراثية.
كما اعلن سماوي عنفي المؤتمر الذي شاركه فيه: رئيس بلدية الفحيص وماحص منذر البخيت ومندوب وزارة الشباب احمد النواف وامين سر لمهرجان عيسى السلمان: "عجلون - مدينة للمهرحان"، وعن محمد عودة القرعان شخصية الهجان لهذا العام، وتكريم الرواد الاردنيين: دولة طاهر المصري، الفنانة سلوى العاص، مازن الساكت، دوقان الهنداوي.
وقال سماوي: "نتشرف منذ عدة اعوام بالرعاية الملكية السامية لما تسبغه هذه الرعاية الكريمة من ألق وعزة وشموخ لفيمة المهرجان، وأضاف مدير المهرجان، مهرحان الفحيص في تطور مستمر بلا حدود، وسنبقى على هذا الطريق الى الابد، فهذا مهرجان الوطن الذي يعتبره السواد الاعظم في الاردن والعالم العربي والغربي المهرجان الاول في الاقليم، فقد تفوق وعلا الى ان وصلنا به الى مصاف المهرجانات العالمية".
وأكد سماؤي على ان مهرجان الفحيص عائلي وسيبقى هدفه الاول ادخال الفرح والطمأنينة الى نفوس العائلة الاردنية بكافة اطيافها، وزاد سماوي على عدم وجود للبطاقة المجانية، فبإمكان الفرد الواحد ان يشتري بطاقة واحدة لكافة فعاليات وحفلات المهرجان الرئيسية، لتصل قيمة حضور أي حفل لأي فنان وأي فرقة بمبلغ 3 دنانير اردنية.
يشارك في المهرجان 24 فنانا اردنيا، منهم: محمد وهيب، سلوى العاص، فواد حجازي، جمانا مرجي، مهند حسين، متعب الصقار، جهاد سركيس، رامي شفيق، اسامه جبور، غالب خوري، احمد عبنده، بشاره الربضي، محمد الحوري، والعديد من المسرحيات والعروض الفنية والمسرحية المحلية.
ويستضسف :الفحيص26" كوكبة من الفنانيين العرب المعرفين وهم: جورج وسوف، مياده الحناوي، عاصي الحلاني، حسين الديك همام ابراهيم، احمد شيبة، وفرقة ابداع للتراث الشعبي/ فلسطين.
ويضم المهرجان: معرض شخصية المهرجان المرحوم محمد عوده القرعان، معرض مدينة المهرجان(مدينة عجلون)، معرض متحف كنيسة الروم الارثوذكس، شبيبة الروم الارثوذكس، معرض كتب الشهيد ناهض حتر، معرض الفنان بسام فرحات، معرض صور الفنان فؤاد حتر، معرض مؤسسة ابداع فلسطين للحرف والمنتجات اليدوية، معرض اتحاد المراة الاردني للمنتجات البيتيه، معرض المشاريع والفرص الاستثمارية مفوضية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة / شركة تطوير العقبة.
وفي الختام فدم مدير المهرجان الشكر والتقدير من الداعمين للمهرجان مادنيا ومعنويا ولوجستيا: رئاسة الوزراء ووزارات الثقافة، وزارة الشباب والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة ومنها: شركة زين، شركة جت، مطعم زرياب، كما شكر الاعلاميين ووسائل الاعلام الذين يغطون فعاليات المهرجان.


دابوق - رسمي الجراح - نظمت جمعية بقاء للثقافة والفنون في مدارس الجودة الأميركية بمشاركة نحو فنانات وفنانين اردنيين ورشة الفنية امتدادا لبرنامج عودة الى الإنسانية بعنوان إهداء الى روح سدين.نظمت الورشة بالتعاون منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية في مدارس الجودة الأميركية.
تهدف الورشة بحسب المنظمين إلى غرس المعاني الإنسانية وتعزيز مفاهيمها لدى أفراد المجتمع والأطفال خاصة والشعور بمعاناة من هم حولنا، ودمج مجموعة من الأطفال لمشاركة الفنانين رسم لوحاتهم.
المدير التنفيذي لمدارس الجودة علاء شعبان قال إن استضافة هذه الفعالية تساهم في رفع نسبة الوعي بمثل هذه الخالات الإنسانية أملاً بعدم تكرارها وأضاف أن مشاركة الأطفال في الورشة تعمل على صقل مفاهيم الإنسانية لديهم وأكد على أن الأطفال قطعوا إجازتهم الصيفية للمشاركة بالورشة مشيداً بدور أهالي الطلاب الذين أحضروا أطفالهم للمشاركة.
الفنان والمنسق في هذه الورشة كمال عريقات أكد أن الورشة جاءت مساندة لذوي الطفلة سدين والوقوف الى جانبهم في مصابهم ولو بمساهمة بسيطة مؤكداً على دور الفن في رفع القيم الإنسانية وصقلها منذ الصغر منوهاً إلى أن الأطفال هم من يملكون الحس الصافي النقي تجاه الغير خاصة وأن الحياة لم تلوث تفكيرهم بعد.
من جهتها قالت الفنانة آلاء نادر:حرصت على أن تكون لوحتي التي أشارك فيها تحمل ألواناً دافئة تبعث الأمل والتفاؤل في النفس واشراق شمس جديدة كل مرة، مستدركة أن الفن يساهم بدرجة كبيرة في تغيير المفاهيم وتعميقها وان الفن هو لغة التواصل بين بني البشر.
الفنانة نسرين صبح رئيسة.جمعية بقاء للثقافة والفنون عززت كل ما ذكره الفنانون عن أهداف هذه الورشة الإنسانية مؤكدة أن الإنسانية في هذا الزمن بدأ يقل ظهورها وأننا بحاجة الى الكثير من الفعاليات لإيقاظ ما هو غافل في دواخلنا من مشاعر إنسانية وإحساسنا بالغير ولسنا مضطرين للفقد او الخسارة والإحساس بالألم حتى نعود إلى إنسانيتنا
يذكر أن معرضاً فنياً سيقام لعرض اللوحات المنجزة سيذهب ريعه لذوي الطفلة سدين.
شارك في المعرض الفنانون: رسمي الجراح، ، عبدالرحيم الواكد، كمال عريقات، وحسين نشوان، ونعمت الناصر، آلاء نادر، نسرين صبح، عمر الشهوان، ربا أبو شوشة، مصطفى اليوسف، أمال جالوقة، زينة فانوس، حازم نمراوي وديانا شمعونكي، وداد الناصر.عدد من أطفال المداس


العمى عاهة خطيرة. فالعينان هما نافذة الإنسان على العالم. والإبصار مهمّ لبقاء الدماغ نفسه. وبدون الإبصار، يبدأ الدماغ في نسيان العالم ويفقد الإنسان إحساسه بالواقع.
الأدب والفنّ الغربيان اهتمّا بظاهرة العمى منذ القدم. الأديب الأرجنتيني جورجي بورخيس عانى من العمى التامّ لبضع سنوات. ووصف تجربته تلك في بعض كتاباته. وقد حرمه العمى من رؤية جميع الألوان، وفي طليعتها الأحمر والأسود. وكان يرى الليل على هيئة ضباب باهت من الأزرق والأخضر.
والروائي البرتغالي خوسيه ساراماغو كتب هو الآخر رواية عن مدينة يتعرّض سكّانها للعمى ولا يبقى منهم سوى شخص واحد مبصر.
والفيلسوف الفرنسي دينيس ديديرو ألّف كتابا مشهورا بعنوان "رسالة حول العميان" تطرّق فيه إلى العمى بمعناه الرمزي والمجازي.
في العصور الوسطى، كان الرسّامون يصوّرون العمى على انه مظهر من مظاهر ضعف الإنسان أمام جبروت الله أو عقوبة من الله على آثام وخطايا الإنسان. وبطبيعة الحال كان الهدف من ذلك تكريس الأفكار المسيحية وتذكير الإنسان بما يجب أن يكون عليه حال المؤمن.
في عصر النهضة اختفت الحمولة الدينية لمفهوم العمى وأصبح الإبصار رديفا للمعرفة، بدونه لا يستطيع الإنسان أن يبصر ومن ثمّ أن يعرف. رمبراندت رسم العميان استنادا إلى القصص الدينية، لكنه كان في لوحاته يتأمّل معنى ظاهرة العمى في زمانه.
وإحدى المشاكل التي واجهها الرسم في تصويره لهذه الظاهرة هي صعوبة تمثيل العمى صوريّا، لأنه شيء تجريدي صرف وليس له سمات جسدية كتلك التي تميّز أشكال الإعاقة الأخرى.
من أشهر الرسّامين الذين صوّروا العمى في لوحاتهم كلّ من آنغر ومونكاتشي ودافيد وبيتر بريغل وبُوسان. ومن الشخصيّات التاريخية التي ارتبطت بالعمى وتناولها الرسم كلّ من هوميروس وشمشون وبيليساريوس والشاعر جون ميلتون مؤلّف رواية الفردوس المفقود.
في القرن العشرين أصبح الرسّامون يستخدمون العمى كرمز للجهل أو العجز أو الضعف وفقدان الإنسان طريقه. وكثيرا ما كان يُصوّر الأعمى كشاعر أو موسيقيّ أو فيلسوف. الرسّام الاسباني بابلو بيكاسو اشتهر بأنه أكثر فنّان في القرن العشرين رسم العميان في لوحاته. وكان العمى موضوعا لعب دورا مهمّا في أسلوب بيكاسو المميّز خلال ما عُرف بالمرحلة الزرقاء.
جميس ريفين وجوناثان بيركنز يناقشان في المقال المترجم التالي ظاهرة العمى في لوحات بيكاسو من منظور سيكولوجي وطبّي وجمالي.

يُعتبر بابلو بيكاسو أهمّ رسّام ظهر في القرن العشرين. ومن المستحيل دراسة تطوّر الفنّ الحديث دون الإشارة إلى اسمه وإسهاماته. كان بيكاسو فنانا فريدا من نوعه. وقد عُرف عنه غزارة إنتاجه. فقد رسم أكثر من عشرين ألف لوحة خلال 75 عاما. كما انه أكثر رسّام تحدّث عنه النقاد وعن أعماله.
عندما كان بيكاسو ما يزال مراهقا، قام بعدّة زيارات إلى باريس عاصمة الفنّ في العالم آنذاك، حيث عرض فيها لوحاته ورسوماته. وخلال السنوات الأولى من حياته ظهرت ملامح شخصيّته القوية. كان بيكاسو ينظر إلى نفسه كفنان بطولي اقرب ما يكون إلى سوبرمان نيتشه. وفي وقت متأخّر من عام 1901 اخذ فنّه منعطفا مفاجئا عندما بدأ رسم لوحات مرحلته الزرقاء ذات اللون الأحادي. هذه الأعمال يسهل التعرّف عليها بألوانها الزرقاء وأشخاصها الحزانى.
وفي عدّة لوحات زيتية من هذه المرحلة يظهر العمى كفكرة. المزاج الحزين المكتئب في تلك الأعمال ربّما كان ردّ فعل على موت صديقه المقرّب وزميله الرسّام كارلوس كاساغيما الذي قضى إثر قصّة حبّ فاشلة.
صور العمى تعود في الأساس إلى اليونان القديمة. وقد اشتهر هوميروس نفسه بكونه شاعرا أعمى. في الفنّ والأدب الاسباني، كان الشاعر الأعمى يتطوّر إلى عازف غيتار أعمى. المتسوّلون العميان كان منظرهم مألوفا في شوارع اسبانيا طوال قرون. الفنان فرانشيسكو دي غويا رسم عدّة لوحات عن موضوع العمى. وبيكاسو رسم وحفر أعمالا ترتكز على نفس الفكرة. وقد تكرّر هذا في العديد من المرّات خلال المرحلة الزرقاء.
ومن حين لآخر كان يعود إلى صور العميان، مثل لوحته التي صوّر فيها كائن "مينوتور" أعمى.
الاستخدام الواسع النطاق للون الأزرق لم يكن احد اختراعات بيكاسو. فقد كان هناك قبله تاريخ طويل من توظيف هذا اللون في الرسم. أسلافه المباشرون في هذا الأسلوب كانوا الرسّامين الأسبان والفرنسيين الذين كانوا يستخدمون الأزرق للتأكيد على المشاعر الانفعالية التي تعبّر عن الحزن واليأس. كما ظهر اللون الأزرق في عدد من الأعمال الفنية في نهاية القرن التاسع عشر.
وأثناء حياته الفنّية، قام بيكاسو بدمج أساليب فنّانين آخرين في لوحاته. الآخرون كانوا يضعون الأزرق بطريقة حادّة. وهو كان يسرق من كلّ رسّام قديم أو معاصر ما يناسبه. تقول فرانسوا غيلو، إحدى عشيقاته، إن بيكاسو قال لها ذات يوم: عندما يكون هناك شيء ما يستحقّ السرقة، فإني اسرقه"!. لوحاته الزرقاء تدين أيضا ببعض الفضل إلى إل غريكو الذي يظهر تأثيره واضحا في الأيدي والوجوه الطويلة لشخوص بيكاسو.
كان بيكاسو يجد في الأزرق لونا يتوافق مع موضوعاته عن الفقراء والمعوّقين والمضطهدين. البعض قالوا إن شخصياته التي تعاني من الفقر إنما تعكس أسلوب حياته. في ذلك الوقت، لم يكن بيكاسو قد أصبح شخصا غنيّا. لكنه لم يكن مختلفا كثيرا عن بقيّة أقرانه في الوسط الفنّي والأدبي. فقد كان يتلقّى دعما ماليا من عائلته، كما استفاد ماليّا من معارضه الناجحة آنذاك.



كان بيكاسو وقتها ما يزال شابّا يجرّب أسلوبه الذي ثبت انه كان فعّالا. وهناك احتمال أنه كان يتماهى مع الأفراد التعساء الذين كان يرسمهم. تعليقاته المتناقضة عن باريس واضحة في رسالة كتبها إلى صديقه الفنان والشاعر ماكس جيكوب. وإذا كان بيكاسو قد اخبر أيّا من أصدقائه لماذا كان العمى مهمّا بالنسبة له، فإن ذلك ممّا لم يصل إلى علمنا. لكننا نعرف أن نظر والده في ذلك الوقت كان يتدهور باستمرار.
وقد حاول علماء النفس إخضاع حالة بيكاسو للدراسة والتحليل. كارل يونغ، مثلا، درس لوحاته عن قرب وتوصّل إلى انه كان يعاني من اضطراب نفسي وانفصام في الشخصية.
العمى مشكلة خطيرة بالنسبة إلى رسّام. وفي سيرته عن بيكاسو التي نُشرت مؤخّرا ولقيت اهتماما واسعا، لاحظ ريتشاردسون أن بيكاسو كان في بيته في برشلونة مع والديه عندما رسم بعض الأشخاص العميان في مرحلته الزرقاء. ورجّح المؤلّف أن اهتمام بيكاسو بتصوير الفكرة في لوحاته قد يكون مردّه انه كان يخشى العمى كثيرا في حياته وقد تكون تلك طريقته لحماية نفسه من تلك العاهة.
وأكثر مرّة اقترب فيها بيكاسو من مناقشة العمى كانت في إشارة غامضة منه تعود إلى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي عندما قال: في الحقيقة، الحبّ هو ما يهمّ في النهاية. يجب أن يقتلعوا عيون الرسّامين كما يفعلون بعيون العصافير لجعلها تغنّي أفضل". رولاند بنروز الذي سجّل هذه الكلمات كتب يقول: لقد لازم رمز الرجل الأعمى بيكاسو طوال حياته وكأنه كان يتقرّب منه ليهديه رؤيته الفنّية الفريدة".
هذه الاقتباسات تصلح لأن تكون دليلا على أن بيكاسو كان يواجه ويسمّي مخاوفه. غير أنها لا تشرح معنى بورتريهاته عن العميان.
رسومات بيكاسو عن العميان غامضة ومن الصعوبة بمكان تشخيصها أو فهمها.
ورغم أن اسم الموديل في لوحته لا شليستينا معروف، إلا أننا لا نعرف ما الذي تسبّب في ابيضاض قرنيّتها التي يتباين لونها بشكل واضح مع الأزرق الذي يهيمن على بقيّة هذه اللوحة. هذه المرأة وحيدة العين هي نفسها بطلة رواية بنفس الاسم كتبها فرناندو دي روهاس وتعتبر الآن ثاني أهمّ عمل أدبي اسباني بعد دون كيخوت لـ سرفانتس.
سبب ضمور حدقة العين في لوحة بيكاسو الأخرى عازف الغيتار العجوز هو أيضا غير معروف. منطقة العين في هذه اللوحة تحيطها ظلال زرقاء قاتمة، وهي سمة ميّزت العديد من لوحات المرحلة الزرقاء.
وأيضا لا نستطيع تحديد سبب ضعف بصر الرجل الذي يظهر في لوحة بيكاسو بعنوان طعام الرجل الأعمى. بيكاسو وصف ما كان يرسمه في هذه اللوحة بطريقة موجزة عندما قال: إنني ارسم رجلا ضريرا يجلس إلى طاولة ويمسك ببعض الخبر بيمينه بينما يبحث بيساره عن آنية النبيذ".
لم يكن بيكاسو يرسم الأشخاص بتفاصيل كثيرة، لكنه كان ميّالا لجعلهم يبدون مثاليين. وقد اخذ عن إل غريكو الأيدي والجذوع والرؤوس الطويلة ووضعها في بيئة بدايات القرن العشرين.
وهناك من النقاد من تحدّثوا عن "رؤيا داخلية روحية" في مشاهد الأشخاص العميان المنعزلين الذين رسمهم بيكاسو بهذه الطريقة.
آخرون قالوا إن تلك اللوحات قد تكون انعكاسا لعزلة بيكاسو نفسه في تلك الفترة.



وخلال المائة عام الماضية كان هناك العديد من التعليقات النقدية التي تناولت لوحات بيكاسو تلك. لكن معناها الكامل ما يزال غير واضح إلى اليوم. الرسّام نفسه لم يقدّم أي مساعدة قد تعين على فكّ رموزها. لكنّنا نعتقد أن الشخصيات العمياء في المرحلة الزرقاء لم تُرسم لاستدرار عطف وشفقة الناظر فقط. ومن المرجّح أن بيكاسو كان يجد في حضور الحواسّ الأخرى بعض ما يعّوض شخوصه عن فقدان نعمة البصر. الأشكال الطويلة والأيدي الرفيعة في لوحتي العازف العجوز وطعام الرجل الأعمى قد تكونان وسيلتين فاعلتين في خلق الموسيقى وفي لمس الطعام.
في لوحة لا شليستينا، ربّما كان بيكاسو يستكشف قوّة العمى من خلال تصويره عينين جنبا إلى جنب، ترمز إحداهما للإبصار والأخرى للعمى. غير أن المفارقة هي أن العين العمياء هي التي تجذب انتباه الناظر أكثر من العين السليمة.
أسلوب بيكاسو في لوحات المرحلة الزرقاء يمكن اعتباره نوعا من التأمّل في ظاهرة العمى. وفي هذه الأعمال يحاول بيكاسو استكشاف الإمكانيات التعبيرية المتأتّية عن الاقتصاد في استخدام الألوان.
رؤية أعمال بيكاسو المبكّرة قد لا تمنح متعة مثل تلك التي تحسّ بها وأنت ترى أعمال الانطباعيين. غير أنها تستحقّ أن تُرى وأن تُحترم بالنظر إلى ما سيرمز إليه بيكاسو في ما بعد باعتباره المثال الأعلى لفنّ الحداثة.
إن الفنّ الأكثر أهميّة قد يصعب عليك فهمه ويمكن أن تنظر إليه بانزعاج. وبنفس الوقت، هناك فنّ قد تغريك جاذبيته السطحية، مع أنه قد يبدو بعد النظرة الأولى خاليا من أيّ معنى ولا ينطوي على أيّ أهمية على الإطلاق.
لقد جعل بيكاسو تقييم فنّه صعبا. فقد كان يحتقر محاولات تحليل أعماله وكان يقول انه يرسم ما يراه والأشياء التي كانت تحرّك مشاعره. "ارسم ما أجده، لا ما ابحث عنه. إن ما تفعله هو المهم وليس ما كنت تنوي فعله".
ألوان بيكاسو وموضوعاته أصبحت أكثر إشراقا مع نهاية عام 1904 عندما دخل مرحلته الزهرية. الألوان أصبحت أكثر دفئا والموضوعات أكثر إثارة للبهجة والسعادة.
لوحات المرحلتين الزرقاء والزهرية نالت قبول النقاد. لكن لو أن بيكاسو توقّف عن الرسم عند تلك النقطة لتذكّره التاريخ كرسّام من الدرجة الثانية أو الثالثة لم يبلغ مرحلة النضج الفنّي الكامل.
المرحلة التالية من حياته الفنية، خاصّة التكعيبية، هي التي حقّقت لـ بيكاسو الشهرة على مستوى العالم وجعلت منه أهمّ رسّام في القرن العشرين.

تحولت الفنون الراقية من سينما ومسرح وموسيقى وغناء ودراما تليفزيونية في حياتنا المعاصرة من وسيلة للثقافة والمتعة والترفيه والارتقاء بانسانية الانسان الى عنصر يفسد في ذوقه وسلوكه ويعزز عنده الميول للعنف . وللأسف فأن العنف بات يغلف معظم الفنون في حياتنا المعاصرة، وحتى الموسيقي الصاخبة وما فيها من ضوضاء قد تصيب الانسان بالهياج العصبي مما يدفعه في بعض الاحيان للتنفيس عن هياجه بالميل لارتكاب عنف لفظي او سلوكي منحرف.

العنف الموسيقي فالاغاني العنيفة والموسيقي الصاخبة تعاني من أثارها السلبية معظم شعوب العالم، وكشفت رابطة الطب النفسي الأميركية إن الكلمات العنيفة في الأغاني تزيد من المعتقدات والمشاعر المرتبطة بالعدوان قد تخلق بيئة اجتماعية أكثر عدوانية. ونشرت الرابطة هذه إن الأغاني العنيفة زادت من مشاعر العداء دون سابق استفزاز أو تهديد، كما تزيد الأغاني العنيفة الهزلية من الأفكار العدوانية وكشفت إحصاءات عالمية أجرتها الأكاديمية الملكية البريطانية عن تسجيل 875 ألف حالة انهيار عصبي بين فئة الشباب المراهقين في العالم بسبب الضجيج العنيف .

وقال تقرير الأكاديمية الملكية إن عدد ضحايا الموسيقى الصاخبة بصفة خاصة وصل إلى 75 ألف حالة وفاة بين المراهقين والشباب المدمنين لهذا النوع من الموسيقى والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما. وعبر كبار علماء الاجتماع والأطباء عن دهشتهم من لجوء بعض الموسيقيين مثل الانجليزي هيربر صاحب الشهرة الواسعة جدا بين أوساط الشباب والمراهقين إلى أصوات آلات المصانع الثقيلة وضجيج الطائرات العملاقة ليستخدمها في ايقاعاته الموسيقية ! واثتب العلماء الى ان الضجيج الصوتي قد يؤدي إلى حالة من الاكتئاب والوحدة والميل إلى العزلة وعدم مخالطة الآخرين وتولد لديهم حالة من الخوف وعدم القدرة على النطق وخاصة اذا كانت الأصوات صاخبة جدا ومفاجئة مما دفع كبار المسؤولين في الغرب بوضع رقابة مستمرة على صالات الديسكو وموسيقى الروك أند رول لتجنيب عشرات الآلاف من المراهقين والشباب للتأثيرات الخطيرة التي تصيب الصحة الجسدية والذهنية على حد سواء. كما تم ربط هذه الموسيقى الصاخبه ببعض التجمعات المشبوهة تحت مسميات مختلفه من محبي الموسيقى أو عبدة الشيطان وغيرها من تجمعات المراهقين العنف في الاغاني تروج بعض الاغاني الشعبية لمفهوم العنف باعتباره حلا للمشاكل الاجتماعية، ومعبرة على ذلك باسماء انواع من الاسلحة كالمسدس، المطواة، السنجة، العصي ، أسد وغيره.

ويتجلى ذلك في نموذج كلمات أغنية حققت شهرة غير مسبوقة هي: «مفيش صاحب بيتصاحب» وهي كلمات صادمة يقول فيها المؤدي: هنتعامل ويتعامل طلع سلاحك متكامل .. هتعورني أعورك هبوظلك منظرك فالأغنية تعكس مفهوم العنف والعنف المضاد. والطامة الكبري هذه الاغنية التقطها الاطفال الصغار وصاروا يقلدونها ويتراقصون علي انغامها، كما ظهر فيديو الطفلة آيات التى ترقص بالسنجة، وأثارت حينها ردود أفعال غاضبة، وكانت أحد الأسباب الرئيسية فى اشتعال الحرب الإعلامية على المنتج لانتاجه أفلام تحتوى على الكثير من مشاهد العنف وذات طابع غير اخلاقي مثل فيلم "عبده موته" ويوازيها في العنف ايضا أغنية «عشنا وشفنا» لمحمود العمدة وأحمد السويسي، تقول كلماتها: كلنا ماشيين ومعانا سلاح .. منقولش خلاص منقولش سماح شوف كام واحد راحوا ضحايا .. شوف كام واحد بقا سفاح و اغنية عراقية ايضا تم تصويرها في المقابر و تتحدث عن الدفان بعبارات هابطة (الدفان يغمزلي) و العارضات يحملن بايديهم سلاح ابيض و يرتدين ملابس سوداء في جو غائم في عتمة الليل كما ان بعض الجماعات الإرهابية روجت لبعض أغانيها مثل أغنية صليل الصوالي التي تم ترجمتها لعدة لغات و بعض منها كان للسخرية العنف علي الشاشة الذهبية وتتجلي مظاهر العنف في عالم السينما الساحرة وما تحويه من مغامرات واكشن وجرائم بوليسية محكمة تستهوي فئات الشباب خاصة وتدفعم لمحاكاتها بدافع التقليد والمغامرة مما يوقعهم في فخ ارتكاب الجرائم من باب التجريب. وللاسف فان افلام الرعب والاكشن وعالم الجريمة لون الدماء والخراب والدمار والهلاك قد تشكل مع مرور الوقت لدي الشباب شيئ من التعود وتصبح جزءا من ثقافتهم خاصة مع تبجيل أصحاب البطولة في هذه الأفلام والمسلسلات فيظنون ان مظاهر البطولة تكون في الضرب والقتل والسلب والنهب وتصبح هذه الثقافة هي السائدة، خصوصاً حين يتقمص الصبي دور البطل ويعيش معه في عقليته. ويؤكد علماء النفس علي وجود تأثير سلبيا على شخصية وسلوك الشاب بعد مشاهدة افلام الرعب والاكشن والعنف، ويتجلى ذلك في تعزيز النزعة العدوانية من خلال محاكاة البطل الذي يقوم بالضرب والقتل والتحطيم لتحقيق رغباته, فمن خلال هذه المحاكاة تعزز سلوكيات العدوان لدى الشاب فكثيرا ما يقلد البطل في التعامل مع إخوته أو أصدقائه, إضافة إلى ضعف الشخصية وعدم استقلاليتها, إذ يرى صاحبها أنها لا تكتمل إلا باكتمال شخصية البطل وهذا يجعله يتصرف من خلال شخصية البطل وليس من خلال شخصيته الذاتية المستقلة وقد يلجأ الشاب إلى تقليد البطل في اللباس أو تسريحة الشعر وغيرها.

الدراما والجريمة أما الدراما التليفزيونية يصبح تأثيرها أوسع واعمق لانها تدخل كل بيت بدون دفع ثمن تذكرة، وهذه الدراما تحولت خلال السنوات العشر الاخيرة علي الاقل في عالمنا العربي ـ لتقديم مشاهد القتل والتدمير والضرب والسطو والهجوم على الشرطة وشتى أنواع العنف، بل ان المخرجين لا يقبلون عملاً إلا إذا حوى هذه المشاهد المثيرة، وكذلك أيضاً صارت بعض المحطات التلفزيونية ترفض الأعمال الدرامية إذا خلت من مواقف العنف طمعا في الربح المادي. وكل هذه المشاهد كان لها أثرها الخطير في تربية الشباب، فتأثيرها ثبت من خلال دراسات كثيرة، وخاصة عند التعرض المنتظم لها، حيث كانت عاملاً مهماً في نشوء السلوك العدواني عند الأطفال. واثبتت الدراسات المتخصصة في هذا المجال ان التأثير لمشاهد العنف التليفزيوني هو تأثير تراكمي يبدأ مع الطفولة وينمو في فترة المراهقة ويصبح في تكوين الشخصية طوال عمرها.

ونشرت منظمة (الائتلاف الدولي ضد العنف التلفزيوني) بحثاً استغرق إجراؤه (22) عاماً، أظهر الأثر التراكمي للتلفزيون الذي يمتد حتى عشرين سنة لتظهر نتائجه. كشف هذا البحث عن ان هناك علاقة مباشرة بين أفلام العنف التلفزيوني في الستينات، وارتفاع الجريمة في السبعينات والثمانينات، وقالت المنظمة إن ما يتراوح بين (25% و50%) من أعمال العنف في سائر أنحاء العالم سببها مشاهد العنف في التلفزيون والسينما.. وأن العروض التلفزيونية الأمريكية العنيفة التي تُعرض في أنحاء العالم، ساعدت على انتشار الجريمة. ويقول الدكتور (رويل هيوزمان): إن ذلك يجعل الأطفال يكتسبون عادات عدوانية، بحيث يصبحون عندما يتقدم بهم السن، أكثر ميلاً إلى الأعمال الإجرامية." وهناك بحوث كثيرة تؤكد أن رؤية هذه المشاهد العنيفة في التلفزيون لها تأثير طويل المدى على الطفل، وربما صارت له صفة ملازمة لا يستطيع التخلي عنها. وقد أجرى علماء النفس بعض التجارب على الأطفال ليشاهدوا تأثير برامج العنف عليهم، كان منها أنهم "عرضوا واحداً من الأفلام العنيفة على مجموعة من الأطفال، ثم قدمت لهم دمىً تشبه تلك التي عرضت في الفيلم، فعاملوها كما عاملها الممثلون، فمزقوها إرباً إرباً، وأعطيت نسخ أخرى من هذه الدمى لأطفال لم يشاهدوا الفيلم، فلم يعاملوها بعنف." وتشير الدراسات التي أجريت في البنغال، وفي كثير من الدول الغربية أن ظاهرة العنف تفشت مؤخراً في المجتمعات الحديثة، نظراً لانتشار موجة أفلام العنف والرعب، واعتماد أفراد الأسرة على التلفزيون والفيديو إلى حدٍّ كبير في تمضية وقت الفراغ، بدلاً من اللجوء إلى الهوايات والقراءات المفيدة، مثلما كان يحدث ولعل مبعث الازمة في هذه الأفلام والمسلسلات أن المفاهيم فيها مقلوبة، حيث تصور المجرمين "أذكياء أشداء نشطين، ويحصلون على المال بأقل مجهود، ويناورون رجال الشرطة، ويتفوقون عليهم احيانا كثيرة، كما تصور أيضاً الشرطة بالأغبياء الذين يمكن مكرهم والتحايل عليهم، كما توهم المشاهد أنه لا يوجد قضاء ولا حكومة، وأن قانون الحياة هو قانون الغابة. ضوابط ضرورية انتبهت بعض دول العالم الي خطورة التليفزيون على الاطفال والمراهقين مثل المانيا التي حظرت فيها بعض المدارس على طلابها مشاهدة التلفاز قبل بلوغ سن العاشرة. ونحن في عالمنا العربي مع انتشار جرائم العنف والارهاب، من باب اولي ان نتبع منهج مماثل للحفاظ على الناشئة من وضع ضابط لمشاهدة التلفاز في وجود أحد الابوين ومنع الصغار من مشاهدة اي برامج ودارما عنيفة، مع تحديد وقت مناسب لا يزيد عن ساعتين يوميا لمشاهدة التلفاز ولا يزيد عن ذلك. ونشر الوعي لدى الاسر بمخاطر تعرض صغارهم للتفاز لفترات طويلة، ويبقي السلطات الحاكمة للتدخل بعدم عرض البرامج والأفلام التي تتنافى مع قيم التسامح والاعتدال والوسطية.