Off Canvas sidebar is empty


كان ذلك الهدهد يطير فوق جسدها الممدَّد على الأريكة الزجاجية، حيث تتخذ مكانها بالقرب من نهر الأغاني المتدفق بين سهول تملأها زهور عبّاد الشمس وتماثيل رمادية الفراء لذئاب تجلس على كراسيٍ من الحجر .كان المشهد غريباً حدّ الدهشة، ومثيراً للريبة في الوقت نفسه. فما علاقة ذلك الطير بالمرأة المضطجعة، أو بفوج الذئاب المستغرقة بالنوم على كراسيّ الحجر؟ لم يستمر الانتظار طويلاً، حتى تحركت الشاعرة فروغ فرخزاد بتنورتها الـميني جوب، مقتربةً من تلك الذئاب، لتجلس بينها وبين زهور عبّاد الشمس، وتقرأ قصائد من كتاب بنفسجي كان في يدها. للمرة الأولى في تلك اللحظات، استمعنا إلى لغة الطير في ذلك المكان. فبعدما أغدقت فروغ على الحاضرين مقاطع من الشعر والدمع، لم ينقطع الهدهد الذي رافق الشاعرة بالغناء عن بث عظيم صوته فينا، حتى تخيلنا أننا موجودون في دار أوبرا للحِداد وللأنغام الصوفية، من أجل الاحتفال بالصاعدين إلى الملكوت .آنذاك تقدمنا من الشاعرة فروغ فرخزاد سائلين:
* ما الذي حدث لتكوني هنا في مملكة تماثيل الذئاب؟
- يا له من سؤال جميل. لقد وجدتُ من أجل عزاء نفسي، وتفريغها من حمولات الرجال فقط. ربما العيش مع الذئاب أفضل من السكن مع سواها من مخلوقات الأنس.

* ربما من الأفضل نسيان الماضي يا سيدة فروغ. لكن، أليست الحياة على الأرض شبيهة بنهر موسيقي تتردد أصداءُ مياههِ في حقول الأرواح؟
- لا أظن ذلك. كان وجه الحياة مليئاً بالبثور هناك. وكلّ ألمٍ يتحول إلى مشاجرة مع جسد صاحبه. علماً بأننا كنا نبتسم بعرض الفم وطوله، إلا أن القَدَم كلما تقدمت خطوةً، وقعَت في فخ لالتهام المشي منها...

■ أهذا ما يجده قارئ دفتر حساب فروغ فرخزاد بعد سنوات غيابها؟
- لا أعتقد بوجود أرقام غير ميتة في دفتر حساب لا يزال حتى اللحظة مفتوحاً، وكأن لا نهاية لقصصي حتى بعد موتي على تلك الأرض. أعرف النيات الخبيثة، أو خبث النيات. ففي سيرتي الذاتية لا يزال دِبس السكّر ينضح على درجة كافية من الحرارة. هناك متربصون قد يتمكّن بعضهم من أن يطبخ بقصصها طنجرة من أكلة "قرمه سبزي".

* التعليق على الأسئلة بهذه الطريقة السوداوية الهازئة، هل هو إصرارٌ على التمتع بإجازة في العدم على سبيل المثل؟
- العدمُ تهويلٌ فلسفي مضادّ للهلع الرومنطيقي الذي أصابني به القدر، ولا مكان له في رأسي. لكنني أشعر بحاجتي إلى النوم أطول فأطول فأطول. تعبي لا يقاس. وفي نعاسي أصبحت النباتاتُ أشجاراً

* هل للشعر فوائد بالنوم، ولذا وجدتِ ما يمكن أن نطلق عليه نقاهة الموت؟!
- أنا أعتبرُ الموتَ بمثابة حمّام ترابي موازٍ للحمّامات الشمسية التي عادة ما يأخذها "البلاجيون" على الشواطئ. هم مع المياه. ونحن مع التراب. كلٌّ منا يسبح في المساحة المخصصة له.

* لكنكِ خارج منطقة التراب القديم. فأنتِ هنا في السموات. خارج الاضطهاد والتعذيب وخزائن الملابس التي تُعلّق فيها الحريم أجسادهنّ مع الثياب !
- قد أكون حنبلية في تصرفاتي، أو أدخر بعض المازوشية في نفسي المضطربة. لذلك تراني أواظب على الاستمرار في هذا النهج خدمةً لأهداف تتعلق بالشعر وحقوله الحمراء.

* تقصدين حتى انبعاث الدخان من القصائد أم حتى طلوع البرق من الروح؟!
- أنا امرأةُ الاحتراق المتباطئ. لا أزال أحتفظ بنيران الآخرين الكامنة في حواسي العميقة. كلما حاولتُ إطفاءها، سرعان ما تشتعل من تلقاء نفسها بشكل ميكانيكي لا أعرف له سبباً.

* هل تعتبرين الغرامَ شجراً يتخشب، ويقبل الاحتراق بنفسه، كلما وجد الحاجة إلى ذلك، سواءً ندماً على فشل ما لحق بالقلب، أم افتراساً لقطعة ما من جغرافيا الذكريات؟
- الحبُّ مثل سخّانة الحمّام، لا يمكن التلذذ بمياهه إلا في حال واحدة: أن تكون عارياً. هكذا هو الغرام عندي: قائمة طويلة من العطور ومن الذكريات الحميمة. بل وهو في حالات التجلي القصوى، يصبح بعطره مثل رائحة السمك المدَخّن، تلك التي لا تختفي إلا بشق الأنفس.

* كأن الغرام هو الإرث الوحيد الذي يتبقى من الشاعر. ألا تعتقدين بمرارة تلك الصورة أو الفكرة؟
- هذا هو الأكيد. لم يكن الحبّ حبة بطاطس، يمكن المرء التهامها مسلوقة أو مقلية أو مشوية، ثم ينتهي الأمر مع وجبة الطعام اليومي وإقفال المطعم. ثمة شغف لا يصنع حياةً بالمطلق، بل يقترب بالمشغوف خطوةً خطوةً نحو الحوض الأعظم لتلك النار المجازية. فجهنميات العاشقين هي الحبل السرّي الذي يربط حركة التاريخ بوجود أولئك الفرسان وحدهم.

* كم امرأة تسكن جسدكِ، يا فروغ فرخزاد؟
- امرأة واحدة لا غير. أنا. أما ما تفيض به نفسي فهو بارودٌ للزينة .

* أليس هذا تطرفاً من شاعرةٍ، فتحتْ في الورقِ ألفَ نافذةٍ لقرائها من النساء، ثم تأتي لتتبجح بمقولةٍ أنانيةٍ مثل هذه؟!
- كان على النساء أن لا يقلدنّ فروغ ويبقين مخدرات تحت الحجب والشراشف. كنت في كل لحظة من حياتي منقل نار ورماد. إلا أنني عادة ما أخرج من هناك كالعنقاء. مع ذلك يأتي رجالُ القبائل وعلمانيو الرمال وخفافيش الظلام لختم ظهري بعبارة: أنتِ من جنس الحريم. ولا يكون علىّ إلا الرضوخ لمشيئة تلك المكْواة المسَخّنة. إلا أني، وعلى الرغم من ذلك الاشتعال المشترك بين ثيابي وجلدي، انتصرتُ للشعر كمركبٍ استطاع أن يشق المياه الساكنة في المجتمعات السلفية الموضوعة في برواز الحضارة .

* هل يمكن الاعتقاد بوجود نظرية أو شبه فرضية تؤكد أن دخول النساء الشعر أو الفنون عموماً، يعني خروجهنّ من المنازل؟
- ذلك هو الحلم الذي نعزّي به أنفسنا، لكنه حلمٌ يشبه فيلاً يتنازع حوله المحاربون من أجل انتزاع أنيابه العاجية. أعظم أحلامنا تنهار، أو تتحول إلى قطع عاجية تُباع للزينة في الأسواق. أما التمرد على طقوس الطبيخ ولحظات الحقن بالسموم البيضاء في الفراش وتنظيف الأطباق والملاعق والرقص مع المكنسة وغسل أقدام البعل بالماء والملح والصابون، فتلك كلها ستبقى من الأحلام في الشرق الذكوري المتعفن .

* هل بسبب ذلك التمرد المتصاعد، أطلقتِ على أول كتاب لك في الشعر عنوان "أسير". أي كان توظيفاً مؤلماً لتلك المفردة من قبل شاعرة في مقتبل العمر. كيف يدخل أحدٌ الشعرَ بحقوله الشاسعة، فيما هو أسير؟!
- لم أظن أنني ارتكبتُ غلطةً باختيار ذلك العنوان. فأنا بدأت الحياة أسيرةً تعيش في دولاب ضيق برفوفٍ لحفظ الملابس والتقاليد والسيوف المتغذية بمنهج الدفاع عن شرف العائلة.

* أهو مجرد إحساس بضيق التنفس من المكان، أم ثمة شيء منكِ، وقع أسيراً في يد العدو بالضبط؟
- خزائن البيوت، لا تضم الثياب والمجوهرات والأحذية، بل تحتوي رفوفُها وجيوبُها الأحاسيس والمشاعر والأسرار الحارة التي عادة ما تفسد، حال خروجها من وراء تلك الأبواب. لذلك تستطيع أنتَ أن تعتبر أني وجدت لي قلباً ضالاً أو أسيراً في خزانة بيت الزوجية، أو ما يُسمّى بالعدو التقليدي للمرأة في الشرق، وخصوصاً في حال وجود قفل حديدي ضخم مكبَّل.

* هذا نمطٌ رسمي من حكي النساء جميعاً. فما إن تبدأ الثلوج بالتساقط على الأجساد، وتملأ الحواسّ، حتى تبدأ نزعةُ التحرر لديهنّ، وتتسرّب ألسنة النيران من كلِّ حدبٍ وصوب.
- لا أريد التحدث عن الأخريات بشكل عام. لكنني سرعان ما وجدتُ جسدي في محل للرهونات. لم استسغ الوضع، وانفجرت تأملاً بالعالم، وانفتاحاً بالذات على المناطق الواقعة في ما وراء الحجاب والإرث والرجال المحمودين من قبل القبائل ووسائل الضغط الاجتماعي التي وجدت فينا ظاهرةً منافية للدين وانحرافاً عن الصراط المستقيم، تقاليد وثقافة. المرأة بقرةٌ، متى ما انتُهكت صفتها تصبح شريرة ومن علامات يوم القيامة. لذلك لا بد من التأديب والاعتقال والمحو .

* هل كان شعوراً منكِ برفضِ العزلة أو الإقامة الجبرية، أم أن فيضان الشعر كان أعلى واعنف من قوة السفينة وحجمها؟
- لقد استولى الشعر على السفينة، وحملّها مخلوقاته، ومن كل نوع أربعة.

* تقولين أربعة، فيما أخذَ سيدُك نوحٌ من كل زوج اثنين...
- من أين لنا عقل سيدنا القديم وصبره. نوح في ما مضى، يستطيع أن يُرشد ويصالح ويرمم كلّ خراب يحدث ما بين اثنين، أما أنا المُشتتة، فلا أحتمل أن تنام امرأةٌ في سرير رجلٍ، ويسميها بقرةً بعد انقضاء الحاجة. لذا، لا ينقص امرأة حيوانٌ مثل ذلك الزوج الذي يستحق الرمي بحراً، لأن الطوفان كفيلٌ تعليمه أصول الحبّ .

* كتبتِ تقولين: "قلما عرف الشعر الفارسي الحديث معنى أن تحب بصدق، فالحب فيه مبالغٌ به جداً وكئيبٌ جداً ومتألمٌ جداً إلى درجة أنه لا يناسب الدروب المضطربة والسريعة لحياة هذا العصر. أو أنّه بدائيٌّ جداً ويفيض بألم الامتناع عن الزواج بحيث أنه يذكّر المرء تلقائياً بالقطط الذكور في موسم التزاوج على السطوح المشمسة. فالحب غير محتفىً به كأجمل وأنقى شعور لدى البشرية، واتحاد وامتزاج جسدين الذي يشبه بجماله التسبيح والدعاء قد انحط بمستواه إلى مجرد حاجةٍ بدائية". هل تتبنى هذا الرأي جميع الشاعرات الإيرانيات هذه النظرة؟
- ليس بالضرورة أن يحصل تبني الأفكار بشكل جماعي. المشكلة لا تتعلق بالأطروحات المتعلقة بالحب، وكيف يمكن تقسيمه نسباً ما قبل الزواج وما بعده. وكم هي درجة حرارته عند العاشق، وكم تكون درجة برودته عند المتزوج. لا تنفع العصا الغليظة مع الحب في بيت الزوجية، مثلما لا نفع للجسد بالحب الهلامي الأخطبوطي المفتوح .

* هل الحبّ نظامٌ يمكن خلخلته؟
- الحبّ نظام إلهي يعتمد على القضاء والقدر. وربما لا يُسْتَعْمل مرةً واحدةً فقط.، مثله مثل الموت الذي يمر بمراحل عدة من المرض والجنون والغيبوبة، ثم يأتي الخراب الإكلينيكي الذي يدفع بعربة الموتى إلى الخوض برحلة ما وراء الأرض.

* مذهب الوجودية في شعركِ، يتعلق بالشهوة كنواة تدور عليها رحى الطاحون بشقيها الذكوري الأنثوي. أليس ذلك كان عملاً باهظاً لكتابة شعر على المنوال الغرامي في المساحة الإسلامية؟
- ما دام الطاحون لا يستطيع العمل بقطعة واحدة من الرحى الاثنتين، فإن من حق آلة طحنِ الأجساد المشتركة، أن تنال جوائز الدولة التقديرية، لا التوبيخ الأعمى من رموز الإرهاب الفكري، ممن يعتقدون أن الربّ الذي خلق الشهوة الأعظم للوجود والموجودات، قد كَلّفَ البعض أن يرموا بها في صندوق القمامة بقرار استباحي.

* ثمة من يلاحظ أن أمتعة الشهوات عندك زائدة على الوزن المسموح به دينياً، لذا يحتاج إلى تدخل من شرطة الآداب. ما رأيك؟
 - أنا لا أعرف كيف تكون للشعوب على الأرض شرطةٌ للآداب، فيما لا وجود لشرطي في السموات؟!

* في جلّ ما كتبتِ من شعر، تركتِ الشهوةَ هي السنترال الذي يقوم بالتحكم في اتصالات شبكة الحواسّ، وامتلاك القدرة الكافية على توزيع الكلمات على النصوص، وفقاً لدرجة حرارة لغة العين المتشابكة الأسلاك. ما مدى صحة قول كهذا؟
- كلّ هذا الكلام بديعٌ. فالشاعر ليس سوى مدير تنفيذي لمختلف الانقلابات التي تحدث في الحواسّ، وقبيل أن تدفع بكائناتها الحيّة والمختلفة في مجرى اللغة. أنا لم أكن امرأة حديدية مثل مارغريت تاتشر التي سبق لي أن صادفتها قبل أيام هنا في دكان لبيع المسامير والبراغي. أنا وجدتُ نفسي في حوض الحبّ بمائه ورماده وناره وأنينه، ولن أبقى بعيدة عنه، حتى لو تحولتُ إلى أنقاض مشتتة بين العواصف.

* هل تكمن بطولةُ الشاعر في صناديق ذكرياته؟
- أجل. وطالما الذكرياتُ لا تترك الشاعرَ سيّدَ نفسه.

* في أحايين كثيرة، يشمّ القارئ الذكي والمتصفح العمي رائحةً للحمٍ مشوي قادمة من قصائدكِ. أي رعب يكمن وراء تلك الصورة المقلقة التي يخرج بها القارئ الحاذق؟
- أنا في ما أكتبه، لا أجد ملاذاً للاستمرار مع مكونات النصّ، إلا من خلال الانخراط في تلك الأوبرا الحمراء للدم المشتعل في مناطق جسدي. فالأغلبية الساحقة للغة، لا تتعلق بمشاعر الكلمات وأحاسيس الأفعال وحروف الجر والمجازات والتوريات والبلاغة، إنما الفعل الأعظم للشعر، يكمن في قدرتك على الابتعاد عن جنازة الأسلاف، أو رميها للأسفل من دون النظر إلى عمق الهاوية .أما عن رائحة الشواء، فربما هي ناجمة عن قوة احتكاك عجلات الشعر بسكة اللغة. هكذا تتم عملية الاحتراق المشتركة بيننا نحن الثلاثة: أنا والقارئ والنص، ثلاثتنا نتساوى بالرماد .

* نحن ندرك حقيقة مواقف كتّاب ومفكرين مشهورين مثل علي شريعتي إزاء وضع المرأة في المجتمع الإيراني، ساندوا التحرر بالقدر المطلوب فقط، وعارضوا تجاوز ما يُسمّى بالخطوط الحمر نفس شريعتي كما تكتب - فرزانة ميلاني- كتب :هذه الدمى المصنّعة في الغرب، الفارغة من الداخل، الزائفة والمقنّعة لا تملك مشاعر نسائنا في الأمس ولا ذكاء نساء اليوم الغربيات، إنهنّ دمى آلية لا هي آدم ولا هي حوّاء! لا هي الزوجة ولا هي المحبوبة، لا هي ربة المنزل ولا الموظفة. إنّهنّ لا يشعرن بالمسؤولية تجاه أولادهنّ أو تجاه الناس. لا، لا، لا ولا! هنّ كالنعامات اللواتي لا يحملن أي ثقل بحجة أنهنّ طيور ولا يطرن بحجة أنهن كبيرات الحجم كالجمال. هذا نوعٌ هجينٌ من النساء متراكمٌ في سوق الصناعات المحلية مع لاصقٍ كُتب عليه "صناعة أوروبا". حنين شريعتي لماضٍ كانت فيه القيم والهوية الأنثوية الأصيلة غير عرضة للشبهة وكانت فيه "النساء نساء" يمثل الشعور بالضياع والانحطاط الذي يسود أعمال الكثير من كتاب منتصف القرن العشرين رجالاً ونساءً على حدّ سواء. هذه الشخصية الأنثوية المغايرة لأصولها التقليدية، هذا التقليد الرديء القادم من الغرب، هذه الصورة الزائفة للنساء الإيرانيات التقليديات، هذا الهجين لم يكتفِ بدحر السلطة والسيطرة الذكرية فحسب بل جسّد أيضاً الخسائر المؤلمة التي تكبّدتها الهوية الثقافية. وكما هو مزعوم، فإنّ انحطاط الثقافة الإيرانية بالنسبة إلى الكثير من الكتّاب كانت قد تسببت به هذه المرأة "المتطبعة بطابع الغرب"، "نصف المتعرّية"، أي "غير المحجبة" و"الفاسقة". ألا تظنين أن شعركِ العاري، يحمل معه الكثير من عوامل الاستفزاز للكائنات المتطبعة بالتستر والحجاب والمحافظة المتجلية بالتعايش القسري مع جميع أنواع المكبوتات؟
- لا أعتقد أن في شعري إعلانات "بورنو" تفرض القطع أو الشطب أو الممانعة من قبل شيوخ دين، فتحوا لأنفسهم مختلف أبواب المتعة بالجماع. لقد خصصوا لأجسادهم التخوت الدينية والشراشف الدينية والحمّامات الدينية والحلوى الدينية. كل ذلك بات يجري، ليس مع مخلوقات قادمة من فضاءات بعيدة، بل مع النساء اللائي يبنون حولهنّ الأسوار ويحرسونهنّ بالجندرمة والأساطيل ويرجمونهنّ بالحجارة حتى الموت. أين الرجل القادر على شطب المرأة من حياته؟ أي أين الرجل القادر على انتزاع شهواته الزلال، ورمي عضوه التناسلي في تنكة الزبالة؟

* ثمة من يُدرك شعرك بهذه الطريقة النقدية: "إنّ حصر التحليل النقدي لشعر فرخزاد في استغراقٍ وحيدٍ بجانبٍ واحدٍ للحب، ألا وهو الجنسي بصورةٍ رئيسية، ليس إلا تتفيهاً لشعرها وإهمالاً لميزاته الأخرى الكثيرة. صحيحٌ أن موضوعات الحب تشكل باستمرارٍ نواة شعر فرخزاد، لكنّ معالجتها ليست شهوانية حصراً. فشعرها يستلزم إعادة تنظيمٍ جذريةً للقيم ويعترف بمحدوديات الحب التقليدي وفشله في إرضاء الشاعر ويخصص حقلاً معرفياً تواصلياً وشخصياً جديداً كانت النساء قد حرمت منه في ما مضى. فرخزاد تستكشف الذات ضمن حدود علاقات الحب بين الجنسين وما وراءها في آنٍ واحد، وهذا لا يحدث إنكاراً لعلاقاتها العاطفية مع الرجال بل على العكس يوسع طاقتها العاطفية. وبالفعل ففي بعض قصائدها نجد أنّ حاجتها للصداقة والاتّصال والتطور مشبعة بدرجة الحاجة الجسدية نفسها. هذا التبادل الفكري، هذا الالتزام بالتوسع بإمكان العلاقات قلما وُصِفَ في الشعر الفارسي الحديث قبل فرخزاد". ما تعليقكِ؟
- حتى لو كان الجنس هو الأس الذي تُبنى عليه نصوصي، فليس من الضروري نسفه أو تحطيمه تحقيقاً لرغبة عند الآخرين، وترك القصائد تحبو عارية على الحجر والتراب والإسفلت. ليس شغل الشاعرة أو الشاعر التخفي، وترك طرق الحياة سالكة أمام الناقمين والمعاقين جنسياً، أو الارتماء في أحضان النقاد المدافعين عن سلامة شرف حريم السلاطين، فيما معاولهم الجنسية منتصبة قبل أفكارهم .

* هل كنتِ مخلصةً لجسدكِ أكثر من إخلاصكِ للنصّ؟
- كلاهما من نطفة واحدة: الغرام. فالجسد عادة ما يكون سبورة النصّ الميّال للتخريب وإحداث الزلازل في المناطق الخاملة. لم أذهب إلى الغرام يوماً بتلك المشية العسكرية وسط أصوات جوقات من الفرق النحاسية، بل ذهبت إلى طقوسه طائرةً، كما البخار المتصاعد من طنجرة ضغط.

* كل ذلك من أجل أن تكوني طعاماً للرجل؟
- أجل. كلّ ذلك من أجل أن يكون الرجل لي وجبةً فاخرة من الأطعمة المقلدة عن مأكولات الجنة. كل من تقول لك غير ذلك، لا تتمتع بالقدر الكافي من الأنوثة راعية الخيول في إسطبلات الرجال .

* كيف تضعين الرجالَ في موقع كهذا الذي تشير إليه قواميس العربية بـ"حظيرة الخيل أو مأوى الدَّواب"؟ أيصح ذلك في حق أصحاب اللحى والشوارب؟!
- لا غلط في الوصف الذي طرحته. أنا سميتُ الرجالَ بالخيول مبالغةً، على الرغم من أن الأغلبية العظمى منهم، لا يشبهون إلا ديوكاً ترَبَّتْ على خدمات الدجاج. أنا فتحت في الرجال أقفاصهم التي أنتجت الأنانية وقامت بتربيتها مع المدائح والغدر والاستبداد والخنثويات والعواطف المفرَغة من كل جملة مفيدة. فبعض الرجال يتعذر وصولهم إلى النساء، وهم بين طبقات تلك اللحوم الباردة، بعدما فقدوا أدوات الاشتعال لطرد البرد أو قشط الثلوج من الأجساد المستلقية إلى جانبهم في الأسرّة. هنا تصبح الفروسية بالوناً ممتلئاً بالفقاعات، ويكون الحصان من أخوات الأرنب.

* وبسبب ذلك كان رفضكِ طاعة نظام المتعة الجنسية من طرف واحد؟
- في جسد كل امرأة مجموعةٌ من الآلاتٍ الموسيقية، سرعان ما تتحطم أو تصاب بالخرس، فيما لو لم يتم لها التناغم الأوبرالي مع الآخر. ليس للجسد غير نظرية واحدة: الجنس. ومنها تتفرع بقية النظريات التي تخوّل العقل، لأن يتبنى الشرح والتأويل والتصوير والغطرسة، حتى بالتفلسف عن إمكان تحول النسر إلى بائع متجول لبضائع فضائية .الجنس، ومنذ بدء الخليقة، لم يكن بمثابة ضمير الغائب أو الغائبة. هنا في الآخرة، سيُسأل الإنسان عن تاريخه الجنسي في تعمير الخلق وأعمار الخليقة. فصومعة الناسك لم تكن خياراً إلهياً قط، لأنها غرفة إعدام لبذرة التناسل، وهذا لم يأتِ بكتاب سماوي كما أجزم.

* لا.لا. هذا كثير ومبالغ فيه ومدهش. قد يكون اصطدامك في حادث السير الذي وقع لك في الرابع عشر من شباط العام 1967، أثّر في رأسكِ، فأزال منه الحكمة أو اللباقة. لكن ألا تظنين أن حادثة اصطدام سيارتك التي أدت إلى موتك، كانت مدبرةً من مخابرات الشاهنشاه رضا بهلوي، تخلصاً من تمردك، وإرضاءً لرجال الدين؟
- لم أعرف. لكن حادثة موتي أشبه ما تكون بقصيدة كُتبت باللغة الهيروغليفية ذات الرموز المبهمة. مع كل ما حصل، كان ذلك جميلاً لأنه أخرجني من أفران المتعصبين إلى فردوس المنعمين بالمعارف. أنا سعيدة برحلتي القصيرة السريعة، لأنها أنهت مرحلة ذبولي الأرضي إلى مرحلة نموي الربيعي بهذا الشكل الأبدي المطلق الذي أعاد إلى روحي كل تلك النجوم التي أخمدوها، وإلى جسدي مراوحه العملاقة الخاصة بإنتاج شهوات، لم نكن نعلم بوجودها يوم كنا مرميين كالجذوع اليابسة على بطون تلك الصحارى .

* قلتِ ذات يوم: "لفرط بهجتي ذهبت إلى جنب النافذة باشتياق. تكدر الهواءُ من الغبار المبثوث ورائحة المكنسة والبول، فآويت إلى صدري". أسألكِ: هل الشعر رطبٌ جنيٌّ. ومن يهزّ نخلته، الشاعرُ نفسه أم القارئ؟
- هذا سؤال خبيث ومهم. فبقدر ما هو مذهل، هو مرعبٌ بالتأكيد لأنه يشير إلى كون الشعر خطيئة تُرصف إلى جانب بقية الخطايا التاريخية التي أنتجتها الديانات، شرحاً لحركة الأقوام القديمة. كذلك لأنه سؤال يتعلق بثقل عمليات الاحتيال التخيّلي التي جاءت بها الأساطير لتطويع الشعوب وأنسنتها مع ما كان الجنون ينتجه من شخصيات وقصص وطقوس غارقة بالسحر والدهشة. لذلك يجب السؤال: أليس رموز البشرية مرضى المخيّلة وحدها؟

* ولكن ليس كل جسد بمخيّلة من برقٍ ورعدٍ ومطر يا سيدة فروغ؟
- أجل. لكن الأعظم من هذا وذاك، أن نخترعَ مادةً مرضيةً. أو نجد نوعاً من بكتيريا تقدر على العدوى، ليتم للشعر الشهواني أن يكون بكامل خياله في كامل المجموعات البشرية.

* أليس هذا تأسيساً للفساد؟
- لا بالمطلق. فالشهوةُ في الشرق تعدّ مقدمة الكائن البشري. إنها مثل آلة الهرمونيكا على فمهِ دائماً. فمخلوقاتنا عادةً ما تمارس الجنس قبل الوصول إلى السرير حتى. لكن حذار من أن تفهم أن الرجل وحده هو من يعزف على شهوته، بل النساء كذلك، مع فارق واحد لا غير، هو الأغلبية من نون النسوة، يعزفن شهواتهنّ خارج السلّم الموسيقي.

* ألا تعتبرين أن تشكيل الجنس الغربي ضمن برواز شرقي، قد يصنع لوحةً محطمة الفكرة؟
- لا يقصّ عليّ احدٌ حكاية الشرق والغرب في الحب. فكلانا نساء بأعضاء تناسلية واحدة موحّدة. المرأة التي لا تظفر بالذروة، سواء في الغرب أو في الشرق، عليها أن لا تئنّ كبيضة عديمة القدرة على الفقس والجنون.

* ثمة من يجزم أن جسدكِ سيكون حطباً لجهنم. ولكن ليس قبل أن يجفّ جذعك، فيصبح صالحاً للاحتراق. ما رأيكِ؟
- يبدو أن هؤلاء من المصابين بالجذام في الفيلم الذي أخرجتُه تحت عنوان "البيت أسود" (The House is Black) وسأقوم بتصوير أجزاء أجسامهم المتطايرة حال وصولهم إلى هنا. ففي هذه السموات الشاسعة، لا وجود لمحرقة تخصّ العاشقين من أهل الغرام. هنا المحب يُكرَّم. وهنا أسهمُ العاشق أعلى وأقوى العباد إيماناً في لوحة الخلود. أما حب الترانزيت الذي كان موجوداً على الأرض والصحارى هناك، فهو مستهجنٌ وغير متوفر في طبعة السموات الخاصة بعالم الأحياء.

بيروت - بعد انقطاع سبع سنوات، تعود السيدة الكبيرة فيروز مع أغنية جديدة “لمين” صادرة يوم الأربعاء كما جاء في تغريدة على الحساب الرسمي للسيدة فيروز على تويتر.الكلمات من تأليف ريما الرحباني إبنة فيروز والراحل عاصي الرحباني: https://www.assi-rahbany.com/ اما الالحان فقد أعاد توزيعها ستيف سيدويل.هذا العمل مستوحى من أغنية “لمن تسهر النجمة” أو “Pour qui veille l’étoile “ التي غناها جيلبير بيكو، كلماتها للشاعر الفرنسي بيار دولانوي اما التأليف الموسيقي فشارك فيه لويس آماد وجيلبير بيكو.“ببالي” هي احدى أغاني الالبوم الجديد لفيروز الذي سيطرح في 22 سبتمبر/أيلول المقبل ويضم 10 أغاني وهي: ببالي، لمين، يمكن، ما تزعل مني، انا وياك، حكايات كتير، بغير دني، بيت صغير، ورح نرجع نلتقي.



بيروت - نشرت السيدة فيروز، على صفحتها في فيسبوك، شريط فيديو تضمّن لحنا موسيقيا لأغنية جديدة بعنوان "ببالي" تستعد لإطلاقها الأربعاء، تحية لذكرى رحيل زوجها الفنان عاصي الرحباني.

وبعد سلسلة فيديوهات أطلقتها ابنتها ريما الرحباني على صفحتها في موقع فيسبوك، ظهرت السيدة فيروز بوقار صاحبة الصوت الآسر وهي تسجّل جديدها من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وعلى الرغم من التكتّم في الكشف عما ستقدّمه سيدة الغناء لجمهورها، تردد أنها حضّرت طويلا وبعناية فائقة لأغنية خاصة تزامناً مع ذكرى رحيل زوجها الفنان عاصي الرحباني التي تصادف غداً الأربعاء .

الحساب الرسمي الخاص بالسيدة فيروز على موقع "تويتر" استذكر أيضاً بعضاً من كلمات الراحل عاصي الذي توفي يوم 21 يونيو/حزيران عام 1986: "لا يُمكن لأحد أن يُسمّي نفسه جديداً أو قديماً أو ثوريّاً. ما سَيُسمّيه ويقيّمه في النهاية :الناس والزمان".

والفنان عاصي رحباني  موسيقي لبناني، وأحد  اثنين شكلا معا في تاريخ الموسيقى العربية ما عرف بـ الأخوين رحباني عاصي ومنصور.

 ولد عاصي الشقيق الأكبر لمنصور في بلدة إنطلياس بلبنان، ووالدهما هو حنّا الرحباني موسيقي وملحن لبناني. نشأ في غابة الأرز وشبّ على أرض لبنان في ليل الهزيمة التي سميّت "نكسة" عام 1967، وحمل معه أحزانها وأفراحها وعبر عن هذا في ألحان لها مكانتها عبر التاريخ . وتعد "أغنية "القدس" أحد أروع ما لحن للفنانة المبدعة فيروز وقد أضاء مع أخيه منصور شمعة وسط ليل حالك ودندنا معا نغماً يسري مع نسيم الحرية، وكانا صوتاً متميزاً في عالم الإبداع الفني . في عام 1954 عقد عاصي الرحباني قرانه على نهاد حداد الشهيرة بالمطربة "فيروز" ليرسما معاً مشوار الفن والحياة وليتكامل الوجود الرحباني بإطلالة فيروز.


الدوحة-  أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، عن إطلاق الفيلم المميز "داري قطر" على يوتيوب بهدف إتاحة الفرصة أمام شريحة واسعة من الجمهور في قطر والعالم لمشاهدة الفيلم الذي يحتفي بعام كامل من الحياة في قطر.

وقالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي: "إن الرحلة الإبداعية التي بدأناها في عام 2015 مع فيلم "داري قطر" وصلت إلى محطة مهمة الآن مع إطلاق الفيلم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. واكدت الرميحي ان فيلم داري قطر اصبح متوفراً الآن على يوتيوب حتى يتمكن جمهور أوسع من مشاهدته ومشاركته. وما بدأ كمشروع طموح تحول الآن إلى جزء من إرث قطر الثقافي وتحية سينمائية لقيادتنا ووطننا، خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من تاريخ وطننا".
وأضافت الرميحي :"كل من يحب قطر وكل من يريد أن يدرك حقيقة معنى أن تعيش في قطر، سيجد في الفيلم نافذة إلى الصورة الحقيقية للحياة في بلدنا، وسيحظى بفهم أعمق للقيم الغنية التي تحتفي بالتنوع في مجتمعنا".

 وقال المخرج القطري أحمد الشريف الذي أشرف على اختيار مقاطع الفيلم والتي شكلت حبكة السرد القصصي للفيلم :"يروي فيلم "داري قطر" قصة قطر بعيون شعبها، ويقدم صورة حقيقة عن الوطن والتراث والثقافة والرؤية الحديثة. هذه القصص الشخصية للقطريين والذين يعيشون في قطر تعكس استراتيجية قيادتنا لبناء وطن معاصر ومنفتح وتقدمي. إنه عمل تشاركي رائع يسرد قصتنا إلى كل العالم".

على مدار تسعة أشهر، استقبل فيلم "داري قطر" مشاركات الجمهور التي زادت على 10,000 مشاركة من 200 مشترك من 22 جنسية تغطي ستة مواضيع رئيسية: الأمل، التنوع، التقاليد، الأسرة، الصداقة، وما تتفرد به قطر. وشارك الجمهور بمقاطع فيديو عن مختلف جوانب الحياة. ومن بين المشاركين 17 قطرياً قدموا مقاطع فيديو عن وطنهم، بينما تم إعداد المونتاج النهائي من أكثر من 250 ساعة من مقاطع الفيديو.

يمكن مشاهدة داري قطر الآن على قناة مؤسسة الدوحة للأفلام على يوتيوب www.youtube.com/dohafilm.
داري قطر من تقديم مؤسسة الدوحة للأفلام والهيئة العامة للسياحة وبدعم من الشركاء البلاتينيين شركة أوكسيدنتال للبترول، المتحدة للتنمية المطورة للؤلؤة قطر

اوسلو - الفنّان النرويجي إدفارد مونك كان يرسم المشاعر والانفعالات الإنسانية. ولوحاته ليست صورا جميلة للطبيعة وإنما تأمّلات عميقة عن الحياة والحبّ والموت والحزن.
كان مونك يحيط شخوصه بنوعية من الظلال والألوان التي تثير في ذهن الناظر مشاعر وأحاسيس متباينة ومختلفة.
في هذه اللوحة يرسم الفنّان صديقه الكاتب النرويجي ياب نيلسن وهو يجلس على شاطئ، منعزل ومقفر بينما هو مستغرق في تفكير عميق. كتفاه محنيّان وتعابيره قاتمة. الألوان الأسود والأصفر والرمادي تمنح إحساسا عن طبيعة هي نفسها مظلمة. نيلسن كان في ذلك الوقت يعاني من أزمة عاطفية مستحكمة. ومونك يُظهر لنا في اللوحة قلق صديقه الذي هو جزء من حالة الإنسان في العالم المعاصر.
المنظر يمكن أيضا أن يكون تجسيدا لمعنى الحياة نفسها. شخص وحيد يجلس على شاطئ مجهول بينما يراقب الحياة وهي تمضي. وكلّ لحظة تمضي سرعان ما تصبح ماضيا. البشر يأتون ويذهبون. وكلّ لحظة تمضي هي خصم من حياة الإنسان. كلّ شيء يتغيّر باستمرار سواءً للأحسن أو للأسوأ.
والقليلون هم من يملكون الحساسية والذكاء ليشعروا بأحزان الآخرين. ومونك كان، ولا شكّ، احد هؤلاء. هذه اللوحة يمكن اعتبارها من الأعمال الفنّية العظيمة بما تثيره في نفس المتلقّي من تفكير وتأمّل عميق. ومثل هذه المشاعر عن الحزن والكآبة لا يمكن أن ينقلها في صورة واحدة وقويّة ومؤثّرة سوى فنّان عظيم.

❉ ❉ ❉

عمان – فاتن الكوري

يغني منفردا  بصوت يملا الفضاء  وبحيوية وحماس وديناميه  ومحبه , يغني بحرية  وبراءه من قلب صاف طافح بمحبه ليعلي اسم الاردن بالكلمة الجميله انه المغني الصغير محمد البسيوني .

المغني الصغير البسيوني في اغنيته الاخيرة المصوره يقدم درسا في الغناء والانتماء على حد سواء  وبصوت يلون الفضاء في الاغنية التي تحمل عنوان " اسم الاردن يعلى ويكبر " والمصاحبة لها موسيقى تقليديه وعشرات اللقطات لجماليات الاردن ولجيشه العربي الاردني .

من غير تكلف وباداء متوازن ومتمكن  كشف البسيوني عن صوت لافت في اوكتافاته الموسيقية المنوعه  وطبقات صوته التي لم تشوشها التدخلات الالكترونيه او اية اضافات اخرى باستثناء الكورال المتناغم مع الاغنية .

كلمات الاغنية البسيطة افادت صوت المغني الصغير  في حين جاءت الجمل القصيرة  متطابقة  وصوته النقي  فيما اللحن الرشيق كان مساعدا لان يؤدي البسيوني بشغف ومحبه لما يتغنى به وهو بلده الاردن .

اسم الاردن يعلى ويكبر ليست مجرد اغنيه  بصوت مغني بعمر  نحو 10 سنوات بل عرسا وطنيا  فلكلوريا واهزوجة  تنوع فيها اللحن واختصرت محبة الناس والاطفال تحديدا للوطن  وهي ممزوجة باداء رجولي من المؤدي حيث  ارتدى زي الجيش العربي .

اغنية اسم الاردن فيها تلحينية سلسه  وتنويعات مقصوده بين الوطني والريفي  استطاع فبها البسيوني ان يقدم اغنية وطنية نموذجيه  تغنى بالاردن  ولم يتغنى بمفردة واحده , ليفصح عن محبة جمعية وليس فرديه .

كتبت كلمات الاغنية المؤلفة دلال كنعان  ولحنها محمد الغاربلي  وهندسها صوتيا محمد عمار واشرف عليها  والد الطفل الفنان المهندس وائل البسيوني  فيما رافق المغني كورال مشاعل الفني و بمصاحبة ناي وكوله الفنان سمعه ابو عرابي .

المغني الصغير قدم قبل هذه الاغنية عدد من الاغنيات الوطنية والشعبية وشارك في الكثير من الامسيات الوطنية في الاردن والخارج


فيرونا - يقال إن اسمه الأصلي باولو كالاريو أو باولو غابرييلي. لكنّ الاسم الذي أصبح معروفا به هو باولو فيرونيزي "نسبة إلى مدينة فيرونا الايطالية" التي ولد فيها عام 1528م.
نحن الآن في ربيع عام 1573، وفيرونيزي يعكف على رسم صورة ضخمة لتزيّن دير سان باولو جيوفاني في فينيسيا. بالنسبة إلى البعض، كانت فينيسيا في ذلك الوقت مدينة التجارة البحرية والإصلاح الكنسيّ المضادّ، وبالنسبة للبعض الآخر كانت عبارة عن مأخور كبير.
المهمّة التي أسندت إلى فيرونيزي كانت محدّدة سلفاً: رسم لوحة تصوّر العشاء الأخير للمسيح. وقيل للرسّام إن اللوحة يجب أن تبهج النفس وتروق للعين، تماما مثل لوحته الأخرى زواج في قانا المعلّقة في دير سان جورجيو ماجيوري.
في ذلك الوقت، كان فيرونيزي قد أصبح مشهورا. وكان بالإضافة إلى كلّ من تيشيان وتينتوريتو يمثّلون روّاد ما عُرف بعصر النهضة الشمالية. وهؤلاء الثلاثة كان لهم تأثير واسع على الرسّامين الذين أتوا في ما بعد، مثل روبنز وفيلاسكيز وديلاكروا وسيزان.
كان فيرونيزي معروفا باستخدامه الفخم للألوان وبواقعية رسوماته. وبعض النقّاد وصفوا أعماله بأنها حلوى غنيّة بالدسم ومهرجانات من الحرير والساتان، في إشارة إلى أسطحها الرائعة وثراء ألوانها الحيّة والأنيقة. بعد أن استقرّ الرسّام في فينيسيا عام 1553، أصبح الطلب على أعماله في ازدياد. لكن على الرغم من شهرته ونجاحه، فإن أفكاره المنفتحة وتحرّره الفكري وضعاه في نهاية المطاف في مأزق لا يُحسد عليه.
العشاء الأخير، عندما اُنجزت، كانت وليمة فاخرة من الألوان الحمراء والذهبية، مع أعمدة وأقواس وديكورات فخمة. واللوحة لا تُظهر فقط السيّد المسيح وتلاميذه الإثني عشر، ولكن أيضا مجموعة من الشخصيات الأخرى، من بينهم خدم وأقزام ومهرّجون وجنود وإضافات أخرى لا تراها عادة في اللوحات التي تصوّر هذا الموضوع. تفاصيل اللوحة كانت غريبة على السياق الديني للقصّة، وموضوعها بدا ذا طابع وثنيّ وفيه تمجيد لحبّ الحياة في فينيسيا القرن السادس عشر.
ومن الواضح أن فيرونيزي تبنّى رؤية متحرّرة وهو يرسم هذه الفكرة التي سبق وأن طُرقت كثيرا من قبل. لكن يبدو أن السلطات لم تقدّر إبداع الرسّام. فما أن سلّم العمل إلى الدير حتى استُدعي للمثول أمام إحدى محاكم التفتيش للردّ على اتّهام وُجّه إليه بالهرطقة.
في ذلك الوقت من القرن السادس عشر، كانت محاكم التفتيش في ذروة نشاطها في وسط وغرب أوربّا. لكن سلطة تلك المحاكم في فينيسيا كانت محدودة بقرار من مجلس الشيوخ. ومع ذلك، كان لديها القدرة على مضايقة وتهديد، بل وحتى تعذيب الأشخاص الذين تعتبرهم مذنبين.
وفي يوليو من عام 1573، وقع فيرونيزي في مرمى نيران تلك المحاكم. وإحدى النقاط الإشكالية في القضيّة كانت الشخصيّات التي تظهر في اللوحة. وقد أقرّ الرسّام بأن مساحة اللوحة الواسعة اضطرّته لإضافة أكثر من ثلاثين شخصيّة لملء الفراغات وتزيين المشهد.
وقد سأل المحقّقون فيرونيزي ما إذا كان يشعر أن من المناسب أن تتضمّن العشاء الأخير "صوراً لمهرّجين وجنود ألمان في حالة سُكر وأقزام وغير ذلك من الأمور السخيفة". وأضافوا أن الفنّانين الألمان "الزنادقة" غالبا ما يضيفون مثل تلك الشخصيات إلى لوحاتهم الدينية على سبيل السخرية من الكنيسة الكاثوليكية. كما شعر المحقّقون بالإهانة الشديدة للغياب الملحوظ لشخصية مريم المجدلية عن اللوحة مقابل الحضور الواضح لكلب يجلس في مقدّمة الصورة مباشرة.
كان من حُسن حظّ فيرونيزي أن محاكم التفتيش في فينيسيا لم يكن لها نفس الأسنان الحادّة التي كانت لمثيلاتها في أجزاء أخرى من أوروبّا لأنه، وهو يستمع إلى قائمة التهم الموجّهة ضدّه، لم يقدّم سوى مبرّرات ضعيفة وغير مقنعة. فقد ادّعى انه أضاف الشخصيّات كـ "حِلية" لتعبئة الفراغ، وأن الخدم والمهرّجين يُفترض أنهم موجودون في غرفة منفصلة عن غرفة المسيح وحواريّيه.
وأخيرا دافع عن نفسه مشيرا إلى أن ميكيل أنجيلو رسم المسيح ومريم العذراء والقدّيس بطرس وغيرهم من الشخصيات الدينية الأخرى وهم عراة في الكنيسة البابوية في روما. ثمّ توسّل من المحقّقين الرأفة قائلا: نحن الرسّامين نستخدم نفس الرخصة تماما كالشعراء والمجانين، ولم أكن أظنّ أنني كنت ارتكب خطئاً".
بعد انتهاء استجوابه أمام المحكمة، اُمر فيرونيزي بأن يبادر إلى "تصحيح" اللوحة في غضون ثلاثة أشهر، وذلك بأن يرسم المجدلية مكان الكلب وأن يزيل صورة "الألمان المخمورين" عن اللوحة تماما. وبعد هذين الشرطين أطلق سراحه وتنفّس الصعداء.
أخبار محاكمة فيرونيزي جعلت اللوحة أكثر شعبيّة من أيّ وقت مضى. ورغم انه كان يجلس أمام المحقّقين وديعا ومرتعبا، إلا انه بعد الإفراج عنه اتخذ موقفا متحدّيا وحازما في التعامل مع حكمهم. فقد ترك الكلب والأقزام والألمان السكارى في أماكنهم في اللوحة، تماما مثلما كان قد رسمهم. التغيير الوحيد الذي أحدثه هو انه بدّل اسم اللوحة من العشاء الأخير إلى وليمة في بيت ليفي. وقد ظلّت اللوحة في غرفة الطعام بالدير إلى أن أمر نابليون بأن تُنقل إلى مكان آخر. واليوم يمكن رؤية اللوحة باسمها الأخير في متحف غاليريا ديل أكاديميا في فينيسيا.


سان سباستيان - هذه اللوحة واللوحة التي قبلها هما جزء من ما سُمّي باللوحات السوداء. وقد انتهى غويا من رسم هذه المجموعة عندما أكمل عامه الخامس والسبعين. كان آنذاك يعيش لوحده في محنته النفسية والجسدية. ويبدو انه أراد من خلالها استكشاف موضوعات العنف والرهبة والشيخوخة والموت.
وقد رسم غويا هذه اللوحات مباشرة على جدران منزله. وعلى ما يبدو، لم يكن ينوي في البداية عرض أيّ من الجداريات الأربع عشرة على الجمهور، كما لم يكتب عنها شيئا وربّما لم يتحدّث عنها أبدا. وفي عام 1874، أي بعد مرور حوالي 50 عاما على وفاته، أزيلت اللوحات من مكانها ونُقلت إلى القماش، ومن ثمّ إلى متحف البرادو حيث هي اليوم.
و"سبت الساحرات 1 و 2" يمكن ربطهما من حيث موضوعهما بلوحته التي أنجزها في وقت سابق بعنوان "نوم العقل يوقظ الوحوش" وكذلك بمجموعة لوحاته من سلسلة "كوارث الحرب" والتي لم تُعرض إلا بعد وفاته بـ 35 سنة.
وهذه اللوحات تُعيد إلى الأذهان ذكريات حيّة ومروّعة عن محاكم التفتيش في إسبانيا. كما أنها تتضمّن انتقادا للملكيين ورجال الدين الذين كانوا قد استعادوا السيطرة على أسبانيا بعد حرب شبه الجزيرة الأيبيرية من عام 1807 إلى 1814. وكان دعاة التنوير قد سعوا إلى إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين وتعليم النساء واستبدال الخرافة بالعقل وبوضع نهاية لمحاكم التفتيش. ووجد الليبراليون المثاليون، من أمثال غويا، أنفسهم في مرمى نيران التقليديين الذين عملوا على إعاقة جهود الإصلاح.
"سبت الساحرات رقم 2" كثيرا ما أثارت إعجاب مؤرّخي الفنّ. فمن ناحية، هي تقدّم نموذجا واضحا على أسلوب غويا الفنّي. والأمر الثاني أنها كانت وما تزال توفّر موضوعا خصبا للنقاش.
وهذه اللوحة تصوّر أيضا جماعة من الساحرات المتحلّقات حول شيطان. والشيطان هنا أيضا يأخذ شكل تيس ويرتدي عباءة كاهن أو رجل دين. وعلى غرار بقيّة لوحات غويا السوداء الأخرى، فإن الحدث الذي تصوّره اللوحة يجري في وقت ما بعد الغسق، عندما لا يمكن رؤية سوى الظلام في الخلفية.
هذا الظلام يحجب مكان الأشخاص المجتمعين. لكن يمكن افتراض أنهم موجودون في مكان منعزل وناء. الوجوه الشوهاء والقبيحة للنساء الحاضرات مع أفواههنّ الفاغرة في رهبة أو خوف هي أيضا من سمات اللوحات السوداء. والملامح الشبحية والعيون الغائرة توحي بأن ما يجمع هؤلاء الأشخاص هنا هو أمر له علاقة بالحداد أو الموت.
النساء يتفاوتن في السنّ، لكنهنّ يشتركن في الملامح المشوّهة. كما أنهنّ يبدين مرعوبات ومنصاعات تماما لأوامر الشيطان.


لندن - ما يقرب من 44 سنة مرت على رحيل الكاتب البريطاني الراحل جيه أر أر تولكين، ومازالت أعماله خالدة لتؤكد على عبقريته وتفرده في عالم أدب الخيال والفانتازيا، ولعل ملحمتيه الرائعتين The Hobbit و The Lord of the Rings هما أكبر دليل على هذا، إذ تعتبران من أكثر الكتب مبيعاً في التاريخ، رغم مرور ما يزيد على 60 سنة على صدورهما.

ورغم رحيل تولكين عن عالمنا في عام 1973، إلا أنه ترك وراءه كنزاً ضخماً من المسودات والأعمال غير المنتهية، فقد وضع ابنه كريستوفر على عاتقه مهمة إعادة تحرير وإعداد أغلب كتابات والده غير المنشورة، وإصدار ما تيسر له منها، حتى يستمتع عشاق الكاتب الراحل بهذا العالم الخيالي الضخم والمدهش الذي ابتكره، والذي جمع فيه كائنات من البشر والجن والوحوش الخرافية والهوبيت والأوركس وغيرها من الكائنات التي يحفظها محبو عالم الأرض الوسطى ظهراً عن قلب، وهو العالم الخيالي الذي ابتكره تولكين والذي دارت فيه أحداث أغلب أعماله.

الابن يستكمل مسيرة الأب الراحل

منذ أن كان طفلاً صغيراً، كان لـكريستوفر تولكين دور مهم في العالم الخيالي الذي ابتكره والده، الذي كان يقص عليه في طفولته حكايات بيلبو باجنز، التي تحولت لاحقاً إلى رواية The Hobbit، وفي مراهقة كريستوفر، ساعد والده في تصميم الخرائط التي ضمتها سلسلة The Lord of the Rings.

بعد وفاة تولكين، قام كريستوفر بتحرير العديد من أعماله غير المنشورة، فكانت البداية مع كتاب The Silmarillion، الذي كان يعتزم تولكين نشره في حياته، إلا أنه لم ينجح في هذا، فقام الابن بنشره بعد رحيله ليصدر لأول مرة في عام 1997.

توالت بعدها الأعمال التي نشرها كرييستوفر لوالده الراحل لتشمل Unfinished Tales في عام 1980، ومجموعة The History of Middle-earth الضخمة المكونة من 12 جزءاً، والتي صدرت في الفترة ما بين عامي 1983 و1996.

أما أحدث ما حضره كريستوفر لوالده الراحل فهي رواية Beren and Lúthien، التي تم نشرها للمرة الأولى ككتاب مستقل في 1 يونيو/حزيران 2017.

تاريخ الرواية


في عام 1917، كتب تولكين النسخة الأولى من القصة بعنوان the Tale of Tinúviel، والتي ظهرت كما كتبها تولكين لأول مرة ضمن محتويات كتاب The Book of Lost Tales الصادر بجزأيه في عامي 1983 و1984.

وفي عام 1920، أعاد تولكين صياغة الحكاية لتصبح ملحمة شعرية أطلق عليها عنوان The Lay of Leithian، إلا أنه لم يكملها، وبعد وفاته تم نشرها مع عدة قصائد غير مكتملة أخرى له ضمن كتاب The Lays of Beleriand الصادر عام 1985.

أحدث نسخة كتبها تولكين من الحكاية ظهرت ككتابة نثرية في أحد فصول The Silmarillion الذي صدر بعد وفاته عام 1977، كما أن بعض تفاصيلها سرده تولكين على لسان شخصية أراجورن في رواية The Fellowship of the Ring الصادرة عام 1954.

حكاية حب خيالية

تدور أحداث رواية Beren and Lúthien قبل آلاف السنين من ملحمة The Lord of the Rings، إذ تروي قصة حب البشري الفاني بيرين والجنية الخالدة لوثيان، والعقبات التي يواجهها كلاهما من رفض والدها الملك ثينجول لعلاقة حبهما، ثم قيامه بتحدي بيرين على خوض مهام شاقة تتضمن مواجهة وحش شرير اسمه ميلكور، فيخوض بيرين وحبيبته لوثيان مغامرات مشوقة يواجهان فيها خطر الموت مراراً، مواصلين المضي قدماً لإنقاذ حبهما.

لم تكن هذه الحكاية هي الحكاية الرومانسية الوحيدة بين بشري وجنية التي كتبها تولكين في عالمه الخيالي في الأرض الوسطى، فمحبو The Lord of the Rings يتذكرون حكاية شبيهة جمعت بين المحارب أراغون وابنة ملك الجن أروين، والتي أفرد لها تولكين ملحقاً في ملحمة The Lord of the Rings أسماه The Tale of Aragorn and Arwen، حتى أن بعض محبي تولكين يرجحون أن أراجون وأروين هما من أحفاد بيرين ولوثيان، وأن قصة حبهما تعتبر بمثابة تتمة لقصة حب أسلافهما.

من أين استوحى تولكين قصة روايته؟


حكاية حب بيرين ولوثيان ليست مجرد حكاية خيالية كتبها تولكين، فهي بالنسبة له شخصية إلى حد كبير، فقد جاءت فكرتها له من علاقة حبه الطويلة مع زوجته إديث برات، إذ وقع في حبها وهو في سن الـ16، وكانت وقتها يتيمة مثله، غير أن الوصي عليه كان رافضاً لهذه القصة الرومانسية، التي لم تكتمل إلا بعد مرور 8 سنوات، وقد تزوجها وعمره 24 سنة.

وقد بدأ تولكين يكتب الرواية بعد عودته من القتال في الحرب العالمية الأولى، كنوعٍ من تطهير نفسه من الفظائع التي شاهدها في الحرب، التي فقد فيها اثنين من أقرب أصدقائه، كما أن زوجته إديث كانت مصدر وحي له في أحد المشاهد المهمة في الرواية، عندما رآها ذات يوم ترقص في أحد المروج المليئة بالزهور البيضاء.

حب للأبد

استمرت قصة حب تولكين وزوجته حتى نهاية عمرهما مثل كل القصص الرومانسية الخيالية، وللتأكيد على مدى كون حكاية Beren and Lúthien أكثر من مجرد حكاية خيالية كتبها الكاتب العبقري، فإن شواهد قبورهما كُتبت عليها أسماؤهما الحقيقية، وأسفلها اسم بيرين بالنسبة لتولكين، ولوثيان بالنسبة لزوجته.


عمان - شووفي نيوز - اقام مجلس الاعمال العراقـــي الافطار الرمضاني السنوي على شرف اعضاء المجلس وعوائلهم والجالية العراقية في الاردن، والذي تخلله ومن ضمن برنامج (ابداع) الثقافي لمجلس الاعمال العراقي حفل تكريم الفنان والمخرج الكبير فيصل الياسري وذلك يوم أمس السبت المصادف 17/06/2017 في فندق جراند ميلينيوم – عمان. تخلل الحفل عرض فلم وثائقي عن ابرز المحطات في حياة ومسيرة الفنان والمخرج الكبير فيصل الياسري من انتاج برنامج (ابداع) الثقافي لمجلس الاعمال العراقي.

ثم قدم الدكتور ماجد الساعدي رئيس مجلس الأعمال العراقي كلمة ترحيبية هنئ فيها الضيوف بالشهر الفضيل وتمنى لهم وللشعب العراقي ان يعمّ الأمن والامان ،مهنئاً الشعب العراقي بالانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة في عمليات تحرير مدينة الموصل من العصابات الاجرامية داعش، متمنياً عودة النازحين الى مدينة الموصل واعادة اعمار المدينة بعد تطهيرها من تلك العصابات الاجرامية. كما تقدم د.ماجد الساعدي بالشكر والامتنان الى جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ، راعي الاستثمار الاول ، وحكومة الاردن الرشيدة في تسهيل عمل المستثمرين ، وتسهيل الاقامات لأبناء الجالية العراقية في الاردن.

كما اثنى د. ماجد الساعدي في كلمته على المسيرة الفنية والثقافية الحافلة للفنان والمخرج الكبير فيصل الياسري والتي تميزت بالعطاء والطاقات الخلاقة ، مستشهداً بأحد أهم اعماله التلفزيونية "إفتح يا سمسم" ،الذي يعيش في عقول ملايين العرب الى يومنا هذا، إضافة الى عدد كبير من الاعمال التلفزيونية، والمؤلفات الادبية. كما أكد د.ماجد الساعدي ان برنامج (ابداع) الثقافي هي مبادرة يختزل معناها في كلمة (شكراً) للمبدعين والشعراء والفنانين لما قدموه من من اعمال فنية ومؤلفات ادبية ساهمت في اثراء الثقافة العربية.

قدم بعد ذلك رئيس واعضاء الهيئة الادارية درع العمل الابداعي للفنان فيصل الياسري وايقونة المجلس (شجرة الحياة) ، والذي عبر من جانبه عن شكره وامتنانه لبرنامج (ابداع) الثقافي لمجلس الاعمال العراقي لدعمه ورعايته للفنانين والمبدعين العراقيين واحتفاءه بهم وهم احياء، داعياً رجال الاعمال العراقيين الى المساهمة في دعم الانتاج والعمل الاعلامي لما له من اهمية في التنمية البشرية. اختتم الحفل بوصلات فنية للفنان باسم فغالي وفرقة سلاطين الطرب التي استمتع بها الحضور.

حضر الحفل سيادة الشريفة بدور بنت عبدالاله والقنصل العراقي الاستاذ عدي حاتم ممثلا عن سفارة جمهورية العراق ، وعدد كبير من ابناء الجالية العراقية من الفنانين والاكاديميين والاعلاميين. ومن جانب المجلس حضر رئيس و اعضاء الهيئة الإدارية لمجلس الأعمال العراقي وعوائلهم وعدد من رجال الأعمال بالاضافة الى عدد كبير من قنوات التلقزة الفضائية ووسائل الاعلام.