Off Canvas sidebar is empty

فينيسيا - حوّل فنانو عصر النهضة مسار تاريخ الفن الغربي، عندما جعلوا تناول العري في أعمالهم عنصراً رئيسياً لممارستهم فن الرسم والنحت. فما شهده ذلك العصر من تجددٍ للاهتمام بكل ما هو عتيقٌ بجانب التركيز المستجد حينذاك على دور الصور والرسوم في الطقوس والشعائر المسيحية، شجعا الفنانين على أن يجعلوا من الحياة وتفاصيلها موضوعاتٍ لرسومهم، ما أدى إلى ظهور تيارٍ فنيٍ جديدٍ مُفعمٍ بالحيوية يختص بتصوير الجسد البشري.

ورغم أن القدرة على تصوير الجسد العاري أصبحت في ذلك الوقت معياراً لمدى عبقرية الفنان، فإن الإقدام على ذلك لم يمر دون أن يثير الجدل، خاصةً على صعيد اللوحات ذات الطابع الديني.

وبينما أكد الكثير من الفنانين على أن تصوير الجسد الرياضي المتناسق في اللوحات الفنية أعطى إيحاءً بالفضيلة، خشي آخرون من إمكانية أن يثير ذلك الشهوة، وهو ما كان تخوفاً له وجاهته في أغلب الأحوال.

وفي هذا الصدد، يستكشف معرض "العري في عصر النهضة"، الذي سيُقام اعتباراً من مطلع الشهر المقبل في الأكاديمية الملكية للفنون في العاصمة البريطانية لندن، مراحل نشأة وتطور فن تصوير الجسد العاري في مختلف أنحاء أوروبا، باختلاف موضوعاته بين دينيةٍ ودنيويةٍ وكلاسيكية، وهو ما يكشف النقاب ليس فقط عن الكيفية التي تمكن بها هذا الفن من الوصول إلى موقعه المُهيمن، ولكن كذلك عن الاتجاهات التي سادت في ذلك الوقت - وكانت مفاجئةً على الأغلب - تجاه الجنس والعري.

فخلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ظهرت لوحاتٌ تصوّر الجسد العاري بشكلٍ منتظمٍ في إطار الأعمال المنتمية لما يُعرف بـ "الفن المسيحي".
وتقول جيل بَرك، التي شاركت في كتابة الدليل الخاص بالمعرض: "كان أول جسد يظهر عارياً على نحوٍ متكررٍ هو جسد السيد المسيح. لكن توجهات الناس إزاء الفن المسيحي شهدت تحولاً كبيراً اعتباراً من القرن الرابع عشر، وشمل هذا التحول كذلك الشاكلة التي يمكن أن ينتفع بها من هذا الفن، في الصلوات والطقوس والعبادات التي ينخرط فيها المسيحيون بشكلٍ فرديٍ".

وتقول بَرك إن الناس في تلك الحقبة كانوا مهتمين بفكرة أن يشعروا بأنفسهم بما مر به المسيح، وكذلك بمسألة "استخدام الصور واللوحات كوسيلةٍ للشعور - بشكلٍ حقيقيٍ - بالآلام التي كابدها المسيح والقديسون" كذلك.

ونتيجةً لذلك، سعى الفنانون جاهدين لجعل هذه التصاوير أشد شبهاً وتجسيداً للصورة التي تصوروها للسيد المسيح وللقديسين وغيرهم من الشخصيات الدينية، وهو ما جعل تلك الرسوم تصبح بالتدريج أكثر واقعية.

ويتضح هذا الأمر بشكلٍ جلي في تصوير الرسام يان فان آيك لشخصيتيْ آدم وحواء في اللوحة التي رسمها على الخشب وحملت اسم "غنت"، واستكملها عام 1432.

ويتسم هذا العمل بأنه ثريٌ بالتفاصيل بشكلٍ مدهش، برغم ما يُعتقد من أنه من بين أوائل اللوحات التي استقاها رساموها من الحياة الواقعية. فاللوحة تُظهر يديْ آدم وقد سفعتهما الشمس، كما تشير خطوطها المارة ببطن حواء إلى أنها كانت حبلى بوضوح.

وفي تصويرهم للعري في أعمالهم، كان فان آيك وغيره من الرسامين المنتمين لبقاعٍ تقع في شمالي أوروبا - خارج إيطاليا - يستفيدون من فنٍ تقليديٍ أصيلٍ يتميز بالثراء والتعقيد، لا يقتصر فقط على استلهام تفاصيل ما يُعرف بالفن الديني، بل يشمل كذلك موضوعاتٍ دنيويةً مثل مشاهد الاستحمام وما يدور في بيوت البغاء.

وبجانب ذلك، أدى ابتكار أسلوب الرسم بالزيت ذي الطابع الثري والبراق في آن واحد، إلى إتاحة الفرصة لهؤلاء الفنانين لتكون أعمالهم أكثر واقعيةً بكثير.
بـ "العين المجردة"

كما استفاد فنانو عصر النهضة في شمال أوروبا من الموقف المجتمعي غير المتشدد بوجهٍ عامٍ إزاء مسألة العري نفسها.

وتقول بَرك في هذا الشأن: "كان هناك الكثير من العري في الكثير من الأشياء في الشمال مثل المواكب"، وهو ما يتناقض مع الحال في إيطاليا التي كانت تسودها - كما تشير بَرك - أفكارٌ قائمةٌ منذ أمدٍ بعيد حول ما يصح أو لا يصح على صعيد رؤية أجساد النساء حتى بعد الزواج.

فضلاً عن ذلك، كان الإيطاليون يعتقدون أن جسد الأنثى هو في الأساس أدنى منزلةً من جسد الرجل. فوفقاً لما اعتقده أرسطو؛ لم يتكون جسد المرأة بشكلٍ صحيحٍ داخل الرحم، وافتقر للحرارة اللازمة لكي تتكون له وتبرز منه أعضاء تناسلية.

وبرغم أن الرعاة الإيطاليين عكفوا بحماس على تجميع الرسوم العارية التي تصوّر فتيات الشمال الأوروبي، فضّل غالبية الرسامين الإيطاليين في القرن الخامس عشر التركيز على الجسد الذكوري، وهو ما قد لا يشكل مفاجأةً على أي حال. ولم يخل الأمر من استثناءاتٍ لافتةٍ مثل الرسام ساندرو بوتيتشيلي.

وهكذا شرع الفنانون في رسم صورٍ ذات طابع وملامح مثالية، واتخذوا من الأعمال العتيقة نموذجاً لها، واستفادوا فيها من الثقافة الإنسانية والنماذج الجاهزة المتاحة لهم والمتمثلة في التماثيل الكلاسيكية.

ويعتبر كثيرٌ من الباحثين الجزء الذي نفذه غيبرتي من بوابات كاتدرائية فلورنسا بين عاميْ 1401 و1403، بدايةً لتناول الجسد العاري في أعمال عصر النهضة. ويُظهر هذا الجزء النبي إسحاق واقفاً بصورةٍ بطوليةٍ، وقد أظهر البرونز الذي نُفِذَ به العمل عضلات صدره المتموجة بشكلٍ رائع.

وفي فلورنسا أيضاً، نحت الفنان الإيطالي دوناتيلو بين عامي 1430 و1440 منحوتةً ذات طابعٍ حسيٍ لا مواربة فيه للنبي داوود. وتقول بَرك إن ما أظهره التمثال من جسدٍ رشيقٍ ووضعيةٍ وقوفٍ متراخيةً للشخصية التي يُصوّرها، صُمِمَ لثقافةٍ تقبلت بسهولة فكرة أن "الرجال سيجدون جسد شابٍ صغيرٍ بهي الطلعة أمراً ذا طابعٍ شهواني".

وفي واقع الأمر، بدا أن العلاقات الجنسية المثلية كانت القاعدة في ذلك العصر على نحوٍ كبير، بالرغم من الحظر القانوني لها. فبحسب بَرك، اتُهِمَ "أكثر من نصف رجال فلورنسا بممارسة الجنس مع رجالٍ آخرين خلال القرن الخامس عشر".

وفي ذلك الوقت، كان القديس سباستيان موضوعاً مفضلاً للأعمال الفنية، ولم يكن الرجال وحدهم هم من أثار قوامه وتكوينه البدني مشاعرهم وشهواتهم. فقد جرى في ذات مرة نقل أحد هذه الأعمال - وكانت للرسام فرا بارتولوميو - من كنيسةٍ في فلورنسا، بعدما اعتقد القائمون عليها، كما تقول بَرك، إن النساء اللواتي يصلين في الكنيسة يحدقن فيها بشغفٍ وتلهفٍ شديدين، وتثير في أذهانهن "أفكاراً شيطانية".

وبالرغم مما نجم عن وضع هذه اللوحة في الكنيسة من نتيجةٍ مؤسفةٍ قادت لنقلها منها في نهاية المطاف، فلم يكن هناك أدنى شك في نوايا بارتولوميو المُنزهة عن أي غرض فيما يتعلق برسمها، وهو ما لا ينطبق بالتأكيد على ما قام به الإخوة ليمبورغ في أوائل القرن الخامس عشر من إعداد كتب صلواتٍ مسيحيةٍ لدوق بيرى، تحمل اسم "الساعات". فمع أن الهدف من هذه الكتب كان يتمثل - ظاهرياً - في التعبد بعيداً عن الأعين والأنظار، فإنها تضمنت صوراً للقديسة كاترين أظهرتها بخصرٍ ممشوقٍ ونهدين بارزين، وبدنٍ ذي بشرةٍ ورديةٍ فاتحة، ما جعل هذه الصور تلامس حدود الشهوانية.

وقد مهدت مثل هذه الأعمال لنشوء ذاك الامتزاج المستمر بين ما هو روحانيٌ وما هو حسيٌ في الفن الديني في فرنسا. وقد جاء وصول الرسام جان فوكيه إلى بلاط الملك تشارلز السابع، ليزيد هذه النزعة.

ومن بين النماذج الأكثر غرابةً في هذا السياق، تصويره لـ "أنيّس سوريل" عشيقة الملك في هيئة العذراء مريم في لوحةٍ نفذها بين عاميْ 1452 و1455. وفي هذه اللوحة، صوّرت سوريل وهي تُبدي نهدها الأيسر رائع التكوين للمسيح الطفل غير المكترث به بوضوح.

ولم تغب هذه التطورات عن أنظار الكنيسة، وجرى بعد حركة "الإصلاح البروتستانتي" عام 1517 حظر وضع اللوحات والأعمال الفنية ذات الطابع الديني في أماكن العبادة.

ورد الفنانون في الدول البروتستانتية على ذلك، بتصوير العري عبر أعمالٍ تتخذ من موضوعات لا دينية وأسطورية محوراً لها، لنجد فناناً مثل لوكاس كارناخ الأب، يقدم - مثلاً - ما يصل إلى نحو 76 عملاً يُصوّر فيها فينوس إلهة الجمال لدى الإغريق.

وهنا تقول لوسي تشيسويل، مساعدة المسؤول عن الأكاديمية الملكية للفنون، إن ذلك منح الفنانين الفرصة لتناول هذه الموضوعات "بعيداً عن المجال الديني، وهو ما أتاح لهم قدراً هائلاً من الحرية".

وبجانب ذلك، صار شائعاً أن يتم تصوير النساء العاريات باعتبارهن ساحرات. واستهدف ذلك تسليط الضوء على قدرة الإغواء الجنسي المفترضة لدى هؤلاء الساحرات، والتي يستملن بها الرجال، وكذلك التشديد على وجود حاجةٍ للسيطرة على هذه القدرات.

لكن هذا الأمر أدى إلى إذكاء الحملة المحمومة المتصاعدة وقتذاك ضد الساحرات، والتي شهدت إعدام آلاف النساء. وتقول تشيسويل إن ذلك لا يجعل "العري أمراً غريباً أو قبيحاً، لكنه يربطه بتلك الشخصيات الشيطانية القادرة على السيطرة بقوة" على الآخرين.

وفي تلك الحقبة، أخذت إيطاليا تتكيف بدورها - وبوتيرةٍ متسارعةٍ - مع الموضوعات الكلاسيكية كمحورٍ للوحات والأعمال الفنية، وهي الموضوعات التي أثارها وحفزها الاهتمام المتزايد بالشعر والأدب الذي يُعنى بهموم الإنسان وقضاياه.

وفي هذا الإطار، قدم جورجوني وتيتان، وهما فنانان من البندقية، أعمالاً رائعةً تناولت العري بشكلٍ حسيٍ. لكن الطابع الشبقي الواضح لهذه اللوحات، لم يمنع من أنها كانت تعتمد في أغلب الأحيان على أساليب التصوير الكلاسيكية للجسد العاري، ما أتاح الفرصة لهذين الرسامين للادعاء بأن اهتمامهما كان ينصب على أمورٍ ذات أبعاد فكرية عقلية لا جنسية.

وبما أن أحد الأدلة على مهارة الفنان - كما تقول جيل بَرك - هو أن يُحدث عمله رد فعلٍ مادياً ملموساً من جانب جمهوره، فإن "شعورك بإثارةٍ جنسيةٍ بفعل لوحةٍ مثل `فينوس مدينة أوربينو` لتيتان يشكل دليلاً على براعة هذا الرجل".

من جهةٍ أخرى، أصبح تأثير الأعمال الكلاسيكية التي تُظهر أجساداً عاريةً في الفن الديني الكاثوليكي أمراً مثيراً للجدل على نحوٍ متزايد في تلك الحقبة. فقد ساد اعتقاد لدى ميكيلانجيلو ومعه رجال دين ومفكرين مسيحيين - يؤمنون بأفكار ما يُعرف بالفلسفة الإنسانية التي تركز على قيمة وكفاءة الإنسان - أن الجسد الجميل يمثل رمزاً لفضيلة الإنسان وعفته وكماله.

لكن محاولات هذا الفنان الشهير لإعادة إنعاش الفن المسيحي وتدعيم أركانه، عبر تبني نماذج وثنيةٍ قديمةٍ، في تصويره لشخصيات الكتاب المقدس في أعماله الموجودة في كنيسة سيستينا أو السيستين - خاصة في لوحة "الحساب الأخير" التي رسمها بين عامي 1536 و1541 - كانت أكثر مما تحتمله الكنيسة بكثير. وبعد وفاة ميكيلانجيلو، غُطيت الأعضاء التناسلية لهذه الشخصيات ببعض الأقمشة.

ولكن برغم تزمت الكنيسة، كان لعبقرية ميكيلانجيلو دورٌ فعالٌ في أن يُنظر إلى تصوير العري باعتباره أرقى أشكال التعبير الفني. فبعد أعماله الفنية في كنيسة سيستينا، أصبح الكل - حسبما تقول بَرك - يريد من الفنانين العاملين لحسابهم، رسم لوحاتٍ تصوّر أجساداً عاريةً.

وبمرور الوقت، ربما بات تناول العري يرتبط في الجانب الأكبر منه بتصوير جسد المرأة العاري، لكن ذلك لا ينفي أن جمال تكوين جسديْ الرجل والمرأة حظي - وعلى مدى قرنين من الزمان - باحتفاءٍ واهتمامٍ من جانب بعضٍ من أعظم الفنانين الذين شهدهم العالم على الإطلاق.

ويُقام معرض "العري في عصر النهضة" في الأكاديمية الملكية للفنون في لندن في الفترة ما بين الثالث من مارس/آذار وحتى الثاني من يونيو/حزيران 2019.
بي بي سي عربيه


واشنطن - فاز الفيلم المكسيكي الدرامي "روما" بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي الذي تنافس مع أربعة أفلام أخرى هي: "كفرناحوم" (لبنان) و"نيفر لوك أواي" (ألمانيا) و"كولد وور" (بولندا) و"شوبلوفترز" (اليابان).

فيلم "روما" للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون في المقدمة، بعد أن تقاسم المركز الأول في صدارة الأفلام المرشحة لنيل الجوائز مع فيلم "ذا فيفوريت" المفضلة أو (صاحبة الحظوة) للمخرج اليوناني يورغوس لاثيموس، بعشرة ترشيحات لكل واحد منهما.

وتراهن شركة نتفليكس المنتجة للفيلم والتي صرفت أكثر من 25 مليون دولار في حملة دعائية له، على أن يفتح نيله لجائزة الأوسكار الأبواب أمامها في عالم السينما وأن يشكل نقطة تحول في عالم التلقي السينمائي بعيدا عن الصالات وباتجاه نمط التلقي الذي تعتمده الشركة بعرض أفلامها على منصات عرض الأفلام المستمرة على النت وفي التلفزيون.

في فيلم "روما" يعود كوارون إلى ذكرياته العائلية، ليصور لنا بالأبيض والأسود حياة عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى في المكسيك، مركزا على الفتاة كليو التي تعمل في خدمة العائلة ورعاية ابنائها، وقد إختار لأدائها الممثلة، يالتيزا آباريشيو، وهي من سكان البلاد الأصليين وتقف أمام الكاميرا للمرة الأولى في حياتها.

صور الفيلم محنة كليو بعد ارتباطها بعلاقة مع شاب يهجرها إثر حملها منه. فتقوم العائلة باحتضانها ومساعدتها. وعندما تأخذها الجدة لشراء أثاث لاستقبال الطفل الصغير تواجه بمظاهرات ونزول القوات الأمنية لقمع المتظاهرين.

وعندما يحاول اثنان من المتظاهرين الاختباء في محل الأثاث، تكتشف كليو أن حبيبها السابق هو جزء من ميليشيا أو فرق موت تدعى "الصقور" تقوم بقتل المتظاهرين والمعارضين، وعندما يراها داخل المحل يوجه مسدسه إلى رأسها، فيأتيها الطلق، لتلد طفلا ميتا عندما تنقلها العائلة إلى المستشفى لاحقا.

وينتهي الفيلم بمشهد حميم عندما تحاول العائلة انتشال كليو من أزمتها وأخذها في رحلة مع الأطفال إلى شاطئ البحر، وفي هذه الرحلة تلقي كليو بنفسها في البحر عندما يوشك اثنان من الأطفال على الغرق وتتمكن من إنقاذهما على الرغم من أنها لا تعرف السباحة.

يأخد الفيلم عنوانه "روما" من اسم الحي الذي تربى فيه المخرج كوارون في العاصمة المكسيكية، وقد صور مشاهد الفيلم في الحي نفسه.

وعلى الصعيد التقني، عمد كوارون إلى أن يصور فيلمه بالأسود والأبيض باستخدام كاميرا 65 ملم، ومحاولا استعادة أجواء أفلام الواقعية الإيطالية الجديدة.


باريس  - حتى نهاية شهر مارس القادم، يحتضن رواق “تادوس روباك” بضاحية بانتان الباريسية معرضا فنيا بعنوان “التقليلي الضخم” يحتفي فيه ببعض رموز الحركة التقليلية الأميركية، التي ازدهرت في الستينات، منبثقة من المدرسة التجريدية، وإن تميزت عنها بقلة العناصر والألوان.

التقليلية أو الفن التقليلي حركة فنية معاصرة ظهرت إبان ستينات القرن الماضي في الولايات المتحدة، كرد فعل على التعبيرية التجريدية، وتصدٍّ للبوب آرت. فقد اتسمت براديكاليتها الشكلية، ونبذها الأنماط التقليدية في تمثل الرسم والنحت، وميلها إلى استعمال المواد الصناعية وإنتاج أعمال متسلسلة، متمثلة ما أسماه أحد أعضاء حركة باوهاوس الألمانية لودفيغ ميس فان دير روهه “الأقل هو الأكثر”، أي تقليص المواد المستعملة إلى حدودها الدنيا.

ومن أعلام هذه الحركة النحاتون روبرت موريس، وكارل أندر، ودونالد جود، والرسامون فرانك ستيلاّ، وصول لوويت، ورتشارد سيرّا، والموسيقيون لامونت يونغ، وتيري ريلي، وفيليب غلاس، وستيف ريتش.

كل هؤلاء يلتقون في التعرية الشكلية والاختزال والحياد. فأما الرسامون فقد كانوا يرغبون في تقليص كل أثر للصبغة التصويرية، أو تدخل يد الفنان، ومن ثَمّ كانت الأعمال الفنية التقليلية مؤلفة في الغالب من لونين أو ثلاثة ألوان، ومن أشكال أساسية كالدوائر والمربعات والخطوط المستقيمة.. فالأولوية عندهم للبساطة، فلا وجود لأي تمثل ذاتي وراء التقليلية، بل إنها تتجرد من كل رمزية، ولا تسعى للعب على الأشكال والألوان، بل تتجنب الانفعال والعواطف، سلبا وإيجابا، ما يجعلها فنا خاليا من المشاعر.

وأما النحاتون فكانوا يستعملون بنى بسيطة، مصنوعة من مواد عادية (نحاس، فولاذ، صفيح..) غالبا ما تترك كما هي، وأشكال مبسطة للغاية، كترصيف بالمربعات المعدنية لكارل أندر، وأوراق معدنية ضخمة مطوية أو ملفوفة لرتشارد سيرّا، وتكرار أشكال وأحجام متماثلة لدونالد جود، وقطع وبرية مشروطة أو محرّفة بفعل الثقل لروبرت موريس، وتوليفات خطية من أنابيب النيون البيضاء أو الملونة لدان فلافين، وعوارض مجوّفة ذات مقاطع مسبوكة وأشكال مقوسة لألبرت هيرش.

 والحركة تستمد تسميتها من مقولة للفيلسوف الإنكليزي رتشارد وولهايم، كان أدلى بها عام 1965 لمجلة الفنون بمناسبة معرض بـ”غرين غاليري” بنيويورك، ولكن المقاربة الفنية تستمد جذورها من فنانين كبيرين هما البولندي كازيمير ماليفيتش (1879-1935) وأد راينهارت (1913-1967).

    المعرض يشير إلى العلاقة الملتبسة التي تقيمها منحوتات التقليلية الأميركية مع مفهوم النصب والتمثال، وبصورة أوسع مع مبادئ النحت الكلاسيكي

فأما الأول، فكان من كبار ممثلي التسلطية، وهي حركة ظهرت في روسيا عام 1915 ودعت إلى فن صاف وتجريدي، وأكد أن الرسم ينبغي أن يتحرر من كل التصورات الرمزية أو التصويرية ليصبح غير ذاتي، فأنجز عمله الشهير مربع أسود في خلفية بيضاء، وألغى بذلك الإرث التصويري القديم الموروث عن النهضة، معلنا موته.

وأما الثاني، فقد أنجز في الستينات، أي حتى وفاته، سلسلة لوحات وحيدة اللون، تحتفي بالفراغ والعدم، وهو ما دأبت عليه الحركة التي غايتها إعادة تحديد مفهوم الفن، التشكيلي بوجه خاص، بالنزوع إلى تجريدية هندسية، كما فعل فرانك ستيلا، حين عمد إلى خلق لوحات/ أشياء ذات أشكال لا تتعدى الهياكل الأصلية، مع خطوط مستقيمة، متحدة المركز  منتظمة أو متناسقة، لا يرجع الفضل فيها للفنان، بل للفرشاة التي يستعملها.

ويرفض أد راينهارت التأويل في الفن، ويحرص على عدم تشخيص العمل الفني قائلا “لوحتي لا يوجد فيها سوى ما يمكن أن يُرى”، فما اختيار الأحجام الهندسية البسيطة إذن إلاّ لكونها خالية من الزخرف، فالألوان والمواد تسمح بإنتاج أعمال خالية من أي محمل شعوري، ما يجعل العمل الفني، لوحة أو منحوتة، لا يمثل سوى نفسه، فهو تقليلي لأنه يكتفي بما هو جوهري.

ويحتوي المعرض الذي يقام حاليا برواق “تادوس روباك” بضاحية بانتان الباريسية على أعمال لأهم رموز الفن التقليلي الأميركي، ويهدف إلى إظهار الأبعاد الجمالية في هذه الثورة الفنية، مع التأكيد على تأثير الأوروبيين في هذه الحركة التي غالبا ما تقدم على كونها أميركية خالصة.

وعنوانه “التقليلي الضخم” يشير إلى العلاقة الملتبسة التي تقيمها منحوتات التقليلية الأميركية مع مفهوم النصب والتمثال، وبصورة أوسع مع مبادئ النحت الكلاسيكي.

فالمنحوتة “نصب لأجل ف. تاتلين” التي أنجزها دان فلافين عام 1967، تمثل نقطة انطلاق للمسار الكرونولوجي والمفهومي للمعرض، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك الجذور الأوروبية لهذه الحركة، بل إننا نجد صدى ذلك التأثير في بعض أعمال كارل أندر، مثل “وريد النحاس الأزرق” التي استوحاها من “عمود” النحات الروماني كنسطنطين برانكوزي (1876-1957)، وكذلك في بعض لوحات روبير مانغولد التي تجد مرجعيتها في إبداعات الهولندي بييت موندريان (1872-1944).

وبما أن المعرض ركز على الضخامة وكبر الأحجام، فقد كان من الطبيعي ألاّ يحتضنه سوى فضاء واسع كرواق “تادوس روباك” الباريسي الذي هو في الأصل مصنع قديم يرجع عهده إلى القرن التاسع عشر، وتبلغ مساحته ألفي متر مربع.

وقد عرضت الأعمال المشاركة، وعددها 21، بكيفية استراتيجية تدفع معنى الضخامة إلى أقصاه، وكأن مفوض المعرض جيم جاكوبس يرد على الرهان الذي كان اقترحه كيناستون ماكشاين قبل نصف قرن.

عمان شووفي نيوز-  حققت الطالبة دانة المجالي من الصف الأول الثانوي إبداعًا نوعيًا بنشر أول كتبها الأدبية المسجلة رسميًا برقم إيداع خاص في دائرة المكتبة الوطنية، تحت عنوان "صوت الحوت".
ونذكر أن الطالبة متميزة أدبيًا، وقد سبق لها المشاركة في المسابقات الأدبية وكتابة القصة القصيرة، كان آخر إنجاز لها فيها فوزها بالمركز الأول على مستوى الإقليم


●    سينما عقيل تقدم لأول مرة في الإمارات العربية المتحدة الفيلم "كفرناحوم"

]دبي - يسر سينما عقيل أن تقدم فيلم "كفرناحوم" للمخرجة نادين لبكى، الفيلم المدرج ضمن القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي، والفائز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان السينمائى الدولى.

كفرناحوم يروي قصة طفل في إحدى المناطق التابعة للعالم العربي التي تقع تحت أزمات سياسية واجتماعية طاحنة، يتتبع الفيلم حياة الطفل الذي يعيش في قرية فقيرة، ويقرر التمرد على نمط الحياة الذي يخضع له، حيث يقوم برفع دعوى قضائية ضد والديه. لاتفوتكم فرصة مشاهدته، يعرض الفيلم  من 15 إلى 29 مارس 2019.


●    سينما عقيل تستضيف مهرجان السينما الفرنسية "فرانكو فيلم" في نسخته التاسعة 2019
يعود مهرجان مهرجان السينما الفرنسية "فرانكو فيلم"  إلى الإمارات العربية المتحدة في دورته التاسعة بقائمة أفلام جديدة ومميزة. يسلّط المهرجان الضوء على الإنتاج العربي الفرنسي المشترك حيث سيتم عرض الأفلام  في كل من سينما عقيل في السركال أفنيو، دبي ومعرض 421 في أبوظبي من 1 إلى 9 مارس 2019.
تم تنظيم المهرجان بالتعاون مع القسم الثقافي في كل من السفارة الفرنسية، والسفارة الكندية وسفارة سويسرا وسفارة بلجيكا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يتيح البرنامج للجمهور مشاهدة مجموعة من الأفلام الفرنسية والأفلام العربية التي لم يتم عرضها من قبل في الإمارات، والتي تضم أفلام الدراما والكوميديا بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية. نذكر منها العروض التالية والتي ستكون ضمن برنامج شهر مارس 2019:

بنات الشمس - فيلم دراما
ﺇﺧﺮاﺝ: إيفا هوسون (مخرج)
دخل فيلم  “بنات الشمس” المنافسة في قائمة الأفلام المعروضة في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ71.
تبدأ القصة في مكاٍن ما داخل (كردستان)، حيث (باهار) هي الجندية القائدة لـ"بنات الشمس"، كتيبة تتكون بالكامل من المجندات الأكراد، وهنّ على أعتاب استعادة السيطرة على المدينة التي قبض عليهنّ فيها من قِبَل المتطرفين منذ بضعة أشهر.. وفي ظل تلك الأحداث، تقوم الصحفية الفرنسية (ماتيلدا) بتغطية هذا العدوان على مدار الأيام الثلاثة الأولى. وعندما تلتقي باهار، تطفو كل ذكريات الأخيرة "باهار" على السطح من جديد.

وليلي - فيلم دراما
ﺇﺧﺮاﺝ: فوزي بن السعيدي
جائزة لجنة التحكيم في ختام مهرجان مالمو للسينما العربية.
(عبد القادر) حارس أمن و(مليكة) خادمة منزلية. تزوجا حديثًا ويهيمان ببعضهما حبًّا. وبرغم الصعوبات المالية التي تواجههما، يحلمان بالانتقال للعيش معًا.. وذات يوم، يتعرض عبد القادر لحادث عنيف ومخزٍ يقلب حياة الزوجين رأسًا على عقب.




أبولو غزة - فيلم وثائقي
ﺇﺧﺮاﺝ: نيكولا واديموف
في صيف عام 2013 ، تم اكتشاف تمثال لأبولو عمره أكثر من 2500 سنة في شباك لصياد سمك من غزة، ثم يتلاشى التمثال، ويفتح كل أنواع التخمينات: هل هو مخبأ في نفق، أو رهينة للجماعات المسلحة، أو تم تدميره على يد الأصوليين أو أعيد بيعه للمتاجرين الدوليين بالفن، لكن أثبتت الافتراضات الأكثر وضوحًا حول التمثال، إنها بمثابة رمز لما تعنيه هذه المنطقة من العالم في خيال الجميع.

اصطياد الأشباح - فيلم دراما
ﺇﺧﺮاﺝ: رائد أنضوني (مخرج)
حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم وثائقي (الدب الفضي) في مهرجان برلين السينمائي الدولي للعام 2017.
لم يتبق للمخرج رائد (أنضوني) من تجربة اعتقاله في المسكوبية، مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية شاباك، إلا شظايا ذكريات لا يملك تمييز الحقيقي منها عن المتخيل. وفي سعيه إلى مواجهة هذه الذكريات الشبحية التي تطارده، يقرر أنضوني إعادة بناء مكان اعتقاله الغامض. واستجابة إعلان عن وظائف شاغرة لمعتقلين سابقين في المسكوبية من أصحاب الخبرة في البناء والعمارة والدهان والنجارة والتمثيل، يتجمهر عدد منهم في باحة فارغة بالقرب من رام الله لينطلقوا معاً في رحلة لإعادة اكتشاف ملامح سجنهم القديم، و يحاولوا مواجهة تبعات الخضوع لسيطرة كاملة، ويعيدوا تمثيل قصة عاشوا تفاصيلها بين جدران المركز.

ملاحظات:
*تخضع جداول عروض الأفلام  للتغيير، للتأكد من أوقات العرض يرجى مراجعة موقع سينما عقيلwww.cinemaakil.com للحصول على أحدث جدول زمني.
*تبلغ قيمة التذكرة 52.5 درهماً إماراتياً وهي متاحة للشراء عبر الإنترنت وفي شباك التذاكر.
*قد يتم تطبيق قيود عمرية حسب طبيعة الفيلم وملائمته وفقًا للوائح، نحتفظ بالحق في طلب إثبات الهوية، وسيُطلب منك المغادرة إذا كنت تحت السن المطلوبة.

للمزيد من المعلومات يرجى مراجعة  www.cinemaakil.com
يمكن الحصول على برنامج عروض الأفلام من خلال صفحة ال Facebook.
للحصول على صور افلام شهر مارس

سينما عقيل
هي سينما بديلة مستقلة، تتيح الفرصة للجمهور لمشاهدة نوعية مختلفة من الأفلام العالمية والمحلية، من نتاجات ابداعية زمنية مختلفة، بهدف رفع الوعي والاهتمام بالفيلم والفنون السينمائية. أُطلقت سينما عقيل في عام 2014 كسينما رحالة، وأقامت حتى الآن أكثر من 60 سينما مؤقتة ومتنقلة في دبي وأبو ظبي والشارقة، جذبت فيها أكثر من 35,000 ألف مشاهد. وفي سبتمبر 2018، فتحت سينما عقيل أبوابها للجمهور من  خلال موقعها الجديد في القوز، مما يجعلها أول سينما بديلة في منطقة الخليج العربي. ومقّر سينما عقيل هو بالشراكة مع السركال أفنيو. ويجدر بالذكر أن سينما عقيل هي جزء من شبكة الشاشات العربية البديلة «ناس» التي تضم شاشات ونوادي سينما عربية غير حكومية منها سينما ميتروبوليس في بيروت، زاوية في القاهرة والخزانة السينمائية في طنجة.
فيسبوك - Cinema Akil
 تويتر- @CinemaAkil
انستغرام - @CinemaAkil


سارة طالب السهيل
حقا اننا نعيش معطيات  مجتمع ما بعد الحداثة عبر فضاء تكنولوجي واسع الافاق وثورة اتصالات غيرت كثير من المفاهيم الاجتماعية والثقافية وجمعت بين ثقافات الشرق والغرب في لحظة كونية ممتدة عبر الاثير، فبضغطت زر واحدة على هاتفك المحمول قد تتواصل مع العديد من الاشخاص في العالم ومن مختلف الثقافات لكي تتبادل الرؤى وكل ماهو مشترك انساني.
ورغم هذه الحقيقة، فان ذواتنا الحضارية والمخزون الثقافي لكل واحد منا قد يطل برأسه في هذه اللقاءات الالكترونية، فالانسان عبارة عن مخزن للمعارف والعلوم والثقافة المتوراثة خاصة الثقافة الشعبية وعلى رأسها الامثال الشعبية التي نتشربها من أهالينا ومن مجتمعنا كما نشرب كأس الحليب كل صباح، خاصة وانها وسيلة لتعليم دروس فن الحياة بشكل حكيم وايضا مرح، وكما تتنازع مضامين الامثال بين الحث على الفضيلة ونبذ الرذيلة، فانها تسخدم اساليب متنوعة بين الجد والسخرية لتوصيل هذه المضامين لمتلقيها.
ولاغرابة ان نجدنا مصبوغين ومختومين بختم الامثال الشعبية لانها ببساطة تجري منا مجرى الدم في العروق عبر تداولها عبر الاجيال والحقب الزمنية باعتبارها مرآة تعكس عاداتنا وتقاليدنا وافكارنا وقيمنا الاخلاقية والدينية ورؤانا الاقتصادية والسياسية والفكرية والفنية، على ذلك يمكن اعتبار المثل فلسفة شعبية لمنظومة حياتنا.  
فالأمثال الشعبية تمثل خلاصة خبرات الشعوب وحضاراتها وثقافتها ومنجزات عقلها الجمعي قديما وحديثا ايضا بما تحتويه من حكمة الايام والخبرات الانسانية طوال عقود، ولعل ما يبقيها على قيد الحياة هو ما تملكه من خصائص فنيه كالايجاز والايقاع الموسيقي مما يسهل حفظها وتناقلها، ولذلك قال ابن المقفع: "إذا جعل الكلام مثلاً كان أوضح للمنطق وآنق للسمع وأوسع لشعوب".
 
المثل لغة واصطلاحا
المثل  في اللغة هو النظير والشبيه، كما تقول شَبهه، وشِبهه. واصطلاحا، فان  الأمثال هي العبارة الفنية السائرة الموجزة التي تضاع لتصوير موقفا أو حادثة ولتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حلة أخرى مشابهة لها مثل:" رب ساع لقاعد" و " ورجع بخفي حنين" و"الكلام لك واسمعي يا جارة".
كما يعرف المثل بأنه جملة قيلت في مناسبة خاصة، ثم صارت - لما فيها من حكمة - تذكر في كل مناسبة مشابهة، ويشترط  فيها الإيجاز وحسن التشبيه وإصابة المعنى وحسن الكناية.
وتنطلق الامثال الشعبية  من بيئة وفكر الجماعة الانسانية في اي مجتمع من المجتمعات البشرية لتعكس ببساطة موجزة وموحية نظرتهم للحياة، وهي نظرة مستقاة من واقع خبرتهم بها ومعايشتهم لها كواقع يومي مجرب مما يضفي عليها طابع الحكمة والديمومة، ولان خبرات الناس تنبع من واقع حياتهم وبيئاتهم، فان امثالهم تعكس طبيعة هذه البيئات المتنوعة، فأبناء البيئة الساحلية تصطبغ بصبغة بحياة البحر من مد وجزر وصيد وسفن وامواج عتية وسماء صافية ومعاني الاغتراب خلال رحلة البحث عن الرزق.
وتعكس الامثال الشعبية المستقاة من البيئة الزراعية قيم الاستقرار والتعاون ومن ثم التفاؤل بالمستقبل حينما يأتي وقت الحصاد بالخير الوفير "من زرع حصد "، بينما تعبر الامثال الصادرة عن البيئة الصحراوية قيم ومعاني الترحال بحثا عن العشب والماء وما يستتبعه من حاجة ملحة للصبر والتحمل.
 
خصوصية المثل
يتمتع المثل الشعبي  بالعفوية عبر استخدام لغة العامة السنة العامة وينفرد بابتعاده عن الرقابة وعدم معرفة قائله، كما ان ينطلق من تجربة وقصةانسانية فردية لكن مع تكرارها مع افراد أخرين يحولها لتجربة جمعية يشترك الكثير من الناس في معايشتها بحلوها ومرها مما يضفي عليها طابع انساني مشترك مثل "الحب اعمي".
ويستسيغ الناس المثل بكل سهولة لما يحتويه من بلاغة نافذة عبر عنها أبو اسحق النظام بقوله: " يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكتابة، فهو نهاية البلاغة.
 
الحكمة والمثل
تتشابه المثل والحكمة في كثير من الاحيان بسبب التقائهما في السرد والايجاز والسهولة والخبرة الانسانية، ومع ذلك فانهما يختلفان في الهدف والمصدر كما يقول الباحثون المتخصصون.
فالحكمة تعبر عن تجربة خاصّة يولّدها العقل بعد تحليلها؛ ليصل بعدد التحليل لحكمة يستفيد بها في حياته ويفيد غيره من خبرته، وقد عبر الخالق العظيم عن الحكمة بقوله تعالى "ومن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا" فالحكمة ليست متاحة لأي شخص الا اذا كان عقلانيا حكيما. وقد عرفت الانسانية الكثير من الحكماء والحكم ومن امثلتها حكمة صينية لا انساها ما حييت وهي " من يعرف اكثر يغفر أكثر "، وفي عالمنا العربي جرت الحكمة مصبوغة بالشعر كما في أبيات المتنبّي: "إذا غامرت في شرفٍ مروم فلا تقنع بما دون النّجومِ.. فطعم الموت في أمرٍ حقير كطعم الموت في أمرٍ عظيم.
أما المثل فيكون نتاج لموقفٍ لحظيّ يُقال فيه قولاً فيصبح مثلاً، ولكنه قد يتقارب مع الحكمة إذا نتج عن تجربة مثل " لكل حيٍّ أجل، بعضُ الحُلُمِ ذلُ، يد واحدة لا تحمل بطّيختين، لن يصغي إليك أحدٌ حتّى تقول شيئاً خاطئاً ".
 
التقاءالامثال عالميا
من متابعتي لبعض الامثال العالمية وجدت ان الكثير منها يتشابه في  مضمونه وخبراته الانسانية بالامثال العربية، وهو ما يؤكد حقيقة ان الخبرة الانسانية المشتركة تتواصل بين الشعوب وتتجاوز حواجز المكان. وهناك الكثير من الامثال التي خرجت من البيئات الشرقية والغربية لكنها تعبر محتوى انساني  جلعها تنتشر في مكل مكان من ارض المعمورة، ومنها مجموعة الأمثال العالمية التي تدعو لاغتنام الفرصة مثل: (اطرق الحديد وهو ساخن)، و(اصنع كوخك والشمس ساطعة) وغيرها.
وكذلك تتشابك الامثال في المنطقة العربية، وتبعد عن القطرية بانتشارها الجغرافي في الميحط العربي كله مما يصبغ عليه صبغة انسانية مشتركة ومن ذلك العديد من الامثلة التي خرجت من البيئة الشعبية اللبنانية ولكنها عرفت طريقها لكل الشعوب العربية فصارت ملكا للجميع ومن ذلك: " آخر الطحين كركعة " ، "الحائط الواطيء كل واحد بيقفز عليه" ، و" ضربني وبكى وسبقني واشتكى " ، " اليد الواحدة لا تصفق... وغيرها.
ومن نماذج الامثلة الاجتماعية التي تعكس الخبرة البشرية المثل السويسري " من هز بيت جاره.. سقط بيته " وقد يقترب معها في المعنى المثل الشعبي العربي "اللي بيته من ازاز ما يحدفش الناس بالطوب " ، والمثل الايطالي " قناعتك نصف سعادتك " يلتقي في مضمونة بالمثل " القناعة كنز لا يفني ".
وكذلك المثل البولندي " فعل الخير مع ناكر الجميل مثل إلقاء ماء الورد في البحر" تقابلها بيت زهير بن أبي سلمى حكيم شعراء العرب " ومن يصنع المعروف في غيره اهله يكن حمده ذما عليه ويندم ".
اما المثل الفرنسي " إذا أردت أن تعرف رقي أمة فانظر إلى نسائها " يقابلها أمثولة الشاعر حافظ ابراهيم " الأم مدرسة ان أعددتها أعدت شعب طيب الاعراق"، والمثل الامريكي " كثيرا ما نرى الاشياء على غير حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان"، والمثل الصيني " سلح عقلك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر" ، والمثل الروسي أخطاء الاخرين دائما أكثر لمعانا من أخطائنا، والمثل الانجليزي " كل امرئ يصنع قدره بنفسه"، والاسباني "الإعجاب بالنفس وليد الجهل"، والايرلندي " اعط حبك لأمرأتك، وسرك لوالدتك "، والمثل الهندي "عامل ابنك كأمير طوال خمس سنوات، وكعبد خلال عشر سنين، وكصديق بعد ذلك"، والمثل التشيكوسلوفاكي " علمني أهلي الكلام، وعلمني الناس الصمت "، والمثل البرتغالي "على الذين يعطون أن لا يتحدثوا عن عطائهم، أما الذين يأخذون فليذكروا ذلك "، كل هذه الامثال تتقارب على اختلاف جغرافيتها وحضارتها من كل انسان على ارض البسيطة.   
 
امتزاج الأنا والاخر
علاقة الأنا  بالاخر في ثقافتنا الشعبية  تبدو في بعض الاحيان علاقة امتزاج او تكامل او تقارب في ثقافتنا الشعبية التي تجسدها الامثال بشكل واضح، ولذلك كانت هذه العلاقات المتشابكة محل العديد من الدراسات المتخصصة في هذا المجال ومنها دراسة للباحث  سيد إسماعيل  في كتابه "الآخر.. في الثقافة الشعبية"  لاحظ فيها أن الشعوب التي كانت تعيش ضمن الدولة العثمانية لديها قدر من الأمثال المشتركة أو المتشابهة، كما هو الأمر لدى الأتراك والعرب والأكراد والألبان، وذلك نتيجة  الحياة المشتركة بينهم التي امتدت 400-500 سنة، ضمن الدولة الواحدة والثقافة الواحدة (الإسلامية)، ويبدو في الأمثال أو الحكم المنسوبة إلى (نصر الدين خوجة) أو (جحا).
وقد وجد بين الأمثال الشعبية الفارسية والألبانية ما هو متطابق أيضا مع الأمثال الشعبية العربية مثل: (بيخاف من خياله) و(اللي بيطلع الحمار لفوق بينزله)... ومن الأمثال المتشابهة بين الأمثال الشعبية الفارسية والألبانية (النجاة في نهاية الفنجان) و(اللص الماهر يطفئ المصباح أولا).
وهناك أمثالا متشابهة في المعنى ومختلفة في التعبير مثل المثل الفارسي "أحرق لحيته بنفسه"، والمثل الألباني "ذهب الجدي بنفسه إلى القصاب"، والمثل الفارسي "الإنسان يحتاج إلى العقل لا إلى القوة"، والمثل الألباني " ماذا يفيدك المال والقطيع إذا ليس لديك عقل؟"،  والمثل الشعبي الفارسي" القرد لا يصلح للحفر على الخشب" يقابله في الألبانية " لا تدع الذئب يحمي الغنم"... وغيره.
وتم رصد التشابه والتطابق في الامثال العربية والالبانية  في أول كتاب جامع للفولكلور الألباني (النحلة الألبانية- 1878م) الذي وضعه الباحث والشاعر ثيمي ميتكو (1820-1890) ثم صدر لاحقا "أمواج البحر- 1908م"  للباحث والشاعر سبيرو دينه (1848-1922).
وفي هذين المصدرين، وجدت بعض الأمثال الشعبية العربية والألبانية المتطابقة أو المتشابهة مثل: " ما تزرع تحصد"، و"زلة القدم ولا زلة اللسان" ، " لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد "،  و" العمل يدل على الإنسان"، و" لقت الطنجرة غطاها"،  و"الصديق الصالح يدل على الطريق الصالح"، و" يرى الشعرة في عين غيره ولا يرى الحطبة في عينه"، وعكست مثل هذه الامثال  دلالات ثقافية واجتماعيةوسياسية.
 
ضرورة الفرز
ورغم أهمية الامثال في حياتنا باعتبارها خبرةانسانية ضرورية للتواصل والاندماج الاجتماعي، الا ان بعضها يعبر عن مضامين تبعث على التشاؤوم او الانهزامية لدى بعض الشعوب التي وقعت تحت براثن الاحتلال، واخرى يدعو للتكاسل ويقلل من شأن الطموح والتطلع، وهو ما يتطلب منا ان نكون اكثر وعيا عند تلقي الامثال ويكون لدينا القدرة على فرز الغث من السمين منها.
ومن النماذج السلبية لهذه الامثال: "  اللي يباوع لفوق يتعب" و" اللي يبص لفوق توجعه رقبته"،  و" رايح فين يا زعلوك بين الملوك". فهذه النماذج اطلقت من قبل فئة اجتماعية عليا تحاول الحفاظ علي مكتسباتها وسلطاتها من ان تحاول الطبقات الدينا التطلع اليها والحلم بها.
وهذه النماذج السلبية للامثال الشعبية لابد وان نفرزها ونتخطاها ونأخذ بما ينفعنا ويبث فينا الامل للمستقبل ويدفعنا للعمل والنجاح والسلام والتعاون والرحمة.

ADIBF Logo_Bilingual Landscape-01
أبوظبي، 18 فبراير 2019: أعلن معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن اختيار الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي الشهيرة بـ "فتاة العرب" شخصية المعرض المحورية للدورة التاسعة والعشرين، والتي تقام في الفترة من 24 ولغاية 30 أبريل 2019، وذلك تقديراً لسيرتها الأدبية وعطاءاتها الثقافية الحافلة بالإنجازات والمؤلفات التي شكلت إضافة قيّمة إلى خزانة الشعر النبطي في الدولة. ويقام في جناح دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في هذه الدورة ركن مخصص لعرض أهم إنجازات الشاعرة الراحلة ومؤلفاتها الأدبية والشعرية.

يحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب على تكريم الشخصيات والرموز الثقافية والفكرية في العالم العربي، والاحتفاء بإنجازاتهم التي تشكل نموذجاً للأجيال المقبلة، وتدفعهم إلى مزيد من الجهد للنهوض بواقع الثقافة العربية. وتعد الشاعرة "فتاة العرب" رائدة من رواد الشعر النبطي في الإمارات، وقد اختار لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، قد اختار لها لقب "فتاة العرب" بعد تكريمها وتقليدها وسام إمارة الشعر في عالم الشعر الشعبي في عام 1989.

وقال سعادة سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "نفخر في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي باختيار "فتاة العرب" شخصية محورية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لما تحفل به سيرتها من تجارب وخبرات طويلة، أثرت الحياة الثقافية المحلية وبخاصة الشعرية النبطية، حيث شكلت إضافة مهمة للمشهد الثقافي العام، من خلال مؤلفاتها واهتمامها بالقضايا العربية والوطنية في قصائدها. ومن خلال تسميتها الشخصية المحورية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب نعمل على تسليط الضوء على شخصيتها  وأعمالها كونها نموذجاً رائعاً لابنة الإمارات التي تمسكت بالقيم والمثل الإماراتية، وليظل فكرها وكلماتها ومعانيها التي لامست مشاعرنا منارة للأجيال القادمة".

يذكر أنّ فتاة العرب هي من مواليد المويجعي في منطقة العين ولكنها من سكان  دبي، اعتزلت الشعر في أواخر التسعينيات وبقيت تروي أشعارها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تساجلت الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي مع كبار الشعراء في الدولة، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والشاعر أحمد بن علي الكندي وسعيد بن هلال الظاهري.


وقد وصفها ‫ المغفور له  الشيخ زايد بأنها ركن من أركان الشعر بقوله:

ياركن عود الهوى وفنه

                             شاقني جيلك بالوصافي

 
أسهمت عوشة بنت خليفة السويدي في إيصال القصيدة الإماراتية إلى آفاق جديدة من الانتشار، كما تعتبر قصائدها شاهداً على تحولات اجتماعية وأدبية تاريخية كبيرة في الإمارات خصوصاً والمنطقة عموماً، بالإضافة إلى ذلك حظيت الأغنية الاماراتية من خلال قصائدها بانتشار كبير، وتغنّى بكلماتها كثير من الفنانين أمثال جابر جاسم، علي بن روغة، وميحد حمد وغيرهم.

1
‏‏دبي :الإمارات العربية المتحدة ‏ -أطلقت الممثلة والمخرجة الهندية الشهيرة زينوفار فاطمة اليوم أحدث أفلامها القصيرة بعنوان ‏‏’ذا بيت‏‏‘ ‏‎The Pit)‎‏)‏‏، والذي يتم عرضه في صالة ’نوفو سينماز‘ ضمن ’ابن بطوطة مول‘ بدبي. ويسلط الفيلم، الذي يندرج في إطار سلسلة ’إنيجما‘ من إنتاج شركة ’زين برودكشنز‘، الضوء على نقاط الضعف المنتشرة على شبكة الإنترنت وتأثيراتها على البالغين غير الحذرين، ولا سيما عمليات الابتزاز الرقمي وتداعياتها وأضرارها المحتملة على الضحايا وعائلاتهم.‏

 

‏‏واستناداً إلى تقارير صادرة عن عدد من الشركات الرائدة في مجال الأمن الإلكتروني، شهدت عمليات الابتزاز الرقمي نمواً ملحوظاً خلال الأعوام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه على المدى المنظور. وتشير توقعات خبراء القطاع أيضاً إلى أن عمليات الابتزاز الرقمي ستحدث بشكل متكرر، وستتضمن هجمات إلكترونية ذات طابع شخصي جداً. ويشدد الخبراء على عدم التقليل من شأن الأضرار النفسية والعاطفية لهذه الجرائم الإلكترونية، حيث أدت العديد من عمليات الابتزاز الرقمي إلى نتائج كارثية خطيرة مثل الانتحار. ‏

 

‏‏ونظراً للحضور القوي لوسائل الاتصال الرقمي في حياة الناس الشخصية، تبذل زينوفار فاطمة جهوداً حثيثة للدفاع عن مفهوم الأمن الرقمي والتوعية بشأنه عبر مشاريع أفلامها المختلفة. وقالت فاطمة: "تمثل الأفلام الأداة المثلى لحفز الوعي وبلورة أفكارنا ومواقفنا تجاه القضايا الأكثر إلحاحاً في مجتمعنا اليوم. ومن الواضح بأن علاقتنا القوية مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحضور الدائم على شبكة الإنترنت وتطبيقات التراسل، قد أصبحت تشكل مصدر قلق كبير نتيجة للتأثير السلبي المتنامي للجرائم الإلكترونية على حياتنا الشخصية. ولا يشكل الأطفال الضحية الوحيدة المفضلة بالنسبة لمجرمي الإنترنت، وإنما يتأثر البالغون أيضاً وبالقدر نفسه من الجرائم الإلكترونية، لا سيما مع استمرارنا باعتماد مفاهيم خاطئة وسلوكيات خطرة في تعاملنا مع شبكة الإنترنت".‏

 

‏‏ويصطحب فيلم ‏‏’ذا بيت‘‏‏ المشاهدين في رحلة تسلط الضوء على حياة فتاة ذات شخصية قوية أصبحت شاهدة بالإكراه على انكسار والدها بعد أن وقع ضحية للابتزاز الرقمي. ويمتاز الفيلم الذي يستمر لـ 10 دقائق بطابعه الواقعي وتأثيره الإيجابي المحتمل على الوعي وتكوين فهم أفضل حول الأمن الرقمي والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.‏

 

‏‏وأضافت فاطمة: "قمت بتقديم فيلم ‏‏’ذا بيت‘‏‏ بطريقة تهدف إلى توفير منظور أوسع للمشاهدين وحفزهم على النظر بجدية أكبر إلى المخاطر المرتبطة بإجراء حوارات غير لائقة على شبكة الإنترنت، وأتمنى أن يتلقى الجمهور الرسائل المهمة التي ينطوي عليها هذا الفيلم، وأن نتمكن من حفز حوار أكثر فاعلية حول الحقائق المرتبطة بالجرائم الإلكترونية التي تحدث في هذا العصر".‏‏ ‏

‏‏ ‏

‏‏ورحبت فاطمة خلال العرض الأول للفيلم بكوكبة من المشاهير وكبار الشخصيات وفي مقدمتهم سعادة سهيل محمد الزرعوني، رائد الأعمال الإماراتي الشهير والناشط في مجال الأعمال الخيرية؛ والمغني والملحن الهندي الشهير سوكبير سينغ، والمعروف باسم ’أمير موسيقى البانجرا‘.‏

 

‏‏وفي معرض تعليقها حول مشاريعها المستقبلية، أشارت فاطمة، المؤسِّسة والمدير التنفيذي لشركة ’زين برودكشنز‘ للإنتاج الفني، إلى خططها الرامية لإنتاج المزيد من الأفلام التي تسهم بشكل فاعل في الارتقاء بسوية الوعي الاجتماعي والتغيير نحو الأفضل. ‏

‏‏ويمكن مشاهدة فيلم ‏‏’ذا بيت‘‏‏ الآن عبر القناة الرسمية لزينوفار فاطمة ’‏‏هاوس أوف زين‏‏‘ على موقع يوتيوب.‏


لسينما مركز "حي: ملتقى الإبداع" لعرض الأفلام الفنيةالمستقلة في السعودية

●    "حي: ملتقى الإبداع" هو المركز الفني الإبداعي الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، ومن المزمع اكماله في عام 2020
●    سوف تكون السينما مركز "حي: ملتقى الإبداع" دار عرض فنية مستقلة في المملكة للأفلام المحلية والإقليمية والعالمية
●    آخر موعد للتسجيل الإلكتروني للمعماريين والمصممين هو 22 مارس 2019


جدة، المملكة العربية السعودية – 5 فبراير 2019: أعلنت مؤسسة فنجميل، وهي مؤسسة مستقلة تدعم التراث والتعليم والفنون في منطقة الشرق الأوسط، اليوم عن مسابقة فنية للتصاميم العالمية،  تدعو فيها المعماريين والمصممين للتقدم بمقترحات لتصميم سينما ضمن مركز  "حي: ملتقى الإبداع" في جدة.  ووجهت المؤسسة الدعوة للتقدّم بأفكار مبتكرة ومقاربات مبدعة لتصميم دار عرض سينمائية مستقلة في جدة. ويبدأ التسجيل اليوم على أن ينتهي في 22 مارس المقبل.

وتقتضي المسابقة على تقديم مقترحات تصميم متكاملة للسينما، كما تشجّع المسابقة المصممين على استكشاف معايير الطاقة والاستدامة والتوظيف الذكي للتكنولوجيا. وبعد انتهاء مرحلة التسجيل، يتوجب على المصممين المختارين تقديم المقترحات النهائية خلال موعد غايته 11 أبريل 2019.

وتضم هذه المسابقة الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والعالم لجنة تحكيمية عالمية من المهندسيين المعماريين الرائدين وأخصائي السينما. وستعلن لجنة التحكيم عن الفائز وأصحاب المركز الثاني والثالث بعدانتهاء المسابقة في يونيو 2019.

وإلى جانب منح عقد مشروع التصميم نفسه، ستقدم المسابقة الفنية للتصميم فرص تعليمية عدّة، مدارة بالتعاون مع استديو باوند، منها منتدى يقدم العروض المقدّمة، ويناقش الاحتمالات والأفكار المطروحة في تصوّر تجربة الذهاب إلى السينما. كما تحرص مؤسسة فن جميل  على الإشراف على برامج تكليفات وجوائز للفنانين والمصممين والمعماريين، بما في ذلك "جائزة جميل للفن الإسلامي"، في عامها العاشر، والتي تقام بالتعاون مع متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، بالإضافة إلى برنامج فن جميل  للتكليفات الفنية، الذي يعّد أحد البرامج الإبداعية الأساسية لمركز جميل للفنون في دبي.

ويعد "حي: ملتقى الإبداع"، الذي صمم على مساحة إجمالية تبلغ 17 ألف متر مربع؛ أول حاضنة للفنون والإبداع تقام في جدة، داخل مجمع متعدد التخصصات والمجالات بالمنطقة شمالي المدينة. وتتمثل مهمة "حي: ملتقى الإبداع" في احتضان ورعاية الواعدين من الفنانين والكتاب والمصورين وصناع الأفلام ورواد الأعمال والمبدعين، علاوة على هواة ومحبي الفنون.

صممت شركة إبدا للتصميم المبنى المكون من ثلاثة طوابق، في إعادة صياغة معاصرة لمفاهيم المساحات والفناء التقليدية في التراث الخليجي. ويدور التصميم الداخلي حول الفناء المركزي الفسيح المحاط بشرفات وممرات مغطاة والذي يربط بين الشرفات العليا والمساحات المختلفة، وسيتيح هذا التصميم تحقيق أقصى قدر من التفاعل بين جميع مساحات الحاضنة. أما في الطابق الأرضي، فقد تم تعزيز الفناء بأماكن للجلوس بين النباتات الطبيعية والمساحات الخضراء.

وعن هذه المسابقة، تقول أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل: "يسرنا اليوم أن نعلن عن هذه الفرصة الفريدة التي نفتح بابها أمام المعماريين والمصممين من الخليج وجميع أنحاء العالم للمشاركة بإبداعهم التصميمي الخاص في وضع تصور لدار سينما مستقلة في المملكة العربية السعودية. ويسعى "حي: ملتقى الإبداع"، الذي من المقرر أن يكتمل في العام 2020، للمساهمة الفاعلة في رؤية المملكة 2030؛ التي تضع من بين أهدافها رعاية وتشجيع مشهد ثقافي مزدهر سمته التنوع في ربوع المملكة، تعزيزاً لدور الإبداع في الاقتصاد. وهكذا تستمر فن جميل في النمو بصفتها نموذجاً للتعاون؛ حيث نسعى جاهدين للعمل مع الفنانين وصناع الأفلام والشركاء، محلياً ودولياً، تحقيقاً لأهدافنا المشتركة".  

ومن الجدير بالذكر أن المسابقة الفنية للتصميم "حي: سينما" متاحة لكل المعماريين والمصممين المسجلين، والمختصين في أنشطة السينما من جميع أرجاء العالم وخاصة من للمهتمين بمنطقة الخليج والوطن العربي، وتراثها وفنونها وتنوعها.


الدوحه-  شووفي نيوز - تنظم الجمعية القطرية للفنون التشكيلية شهر  مارس القادم  في الدوحة، الملتقى العربي للفن التشكيلي، في دورته الثالثة  والذي يشارك فيه نخبة من التشكيليين الخليجيين والعرب من مختلف الأقطار العربية.
ويأتي هذا الملتقى تحفيزا للحركة التشكيلية في العالم العربي وتكريما للفنانين الذين سخروا قدراتهم الفنية وإبداعاتهم الفكرية، للارتقاء بهذا الفن الراقي، فعكسوا الحالة الاجتماعية والفكرية لوطننا العربي من خلال لوحاتهم التي تقارع كبار الفنانين العالميين على المستويين الفني والفكري؛ حيث سيقدم الفنانون المشاركون على مدار أسبوع هو عمر هذا الملتقى، آخر إبداعاتهم المبتكرة التي تعكس مدارس تشكيلية متنوعة، وتجسد لمواضيع إنسانية واجتماعية.
وذكر الرئيس الفخري للجمعية القطرية للفنون التشكيلية والراعي الرسمي للملتقى عادل علي بن علي، أن من أهداف الملتقى إيجاد بيئة مناسبة للفنانين التشكيليين والاحتفاء بهم، وفتح المجال أمام الفنان القطري للاستفادة من التجارب الفنية الرائدة، فضلا عن العمل على توثيق المرحلة الحالية، التي تمر بها الحالة التشكيلية  العربية  سواءً فكرية او اجتماعية او فنية.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية الفنان يوسف السادة، أن الملتقى يتخلله عدة فعاليات منها الورشة الفنية ومنبريات فكرية تعنى بالفنون التشكيلية ومعرض من نتاج الورشة بالإضافة الى جلسات حوارية ثقافية بين ردهات الملتقى وتكريم الفنانين المشاركين ونخبة من الإعلاميين التشكيليين واشار السادة الي ان هناك تقليد جديد يرسم ملامح التغيير في وجود تنافسية بين الفنانين المشاركين وستصبح المنافسة شعار الملتقي الثالث حيث يتنافس الفنانين المشاركين علي الجائزة الكبري التي سوف يقدمها الملتقي .
وقال السادة ان هناك لجنة تحكيم  ستشكل من كبار المتخصصين والفنانين يتراسها الفنان الكبير يوسف أحمد احد رمز الحركة التشكيلة في قطر .